ها نحن قد وصلنا أخيرا.. ولكن إلى أين! وصلنا أحيانا! يبتغى البعض الوصول مجرد الوصول حتى وإن كان قد وصل، ولكن فى الاتجاه المعاكس فى نهاية الطريق الخاطئ.. وأعتقد أننا وبلا فخر قد وصلنا لنهاية الطريق ولكن الطريق الخاطئ والذى ظننا لفترة زمنية ليست بالهينة أنه الطريق الصحيح. وها نحن اكتشفنا أخيرا أن الصراع لا نهاية له، وأنه لا سلام مع من لا يحترم السلام ولا تصالح مع من اعتاد على عناقنا من الأمام، ليطعننا بخنجر عاد مسموم فى نفس لحظة تصالحنا.
لا.. سيدى لا تقرأ كلماتى بشكل خاطئ لست هنا لا أتحدث عما حدث بغزة، تلك البقعة المباركة ولكنى هنا أتحدث عن حال كامل عايشناه بكل تفاصيله المريرة فى بقاع متفرقة من تلك الخرقة الممزقة المسماة بالوطن العربى والتى كانت قديما ثوبا عسجديا يختال مرتدين ببهائه ورونقه ها قد تحول إلى خرقة بالية يلصق فيها العالم فضلاته وقاذوراته من الأدناس البشرية للآخرين.
لا مزيد من العناق والقبلات بين القادة وتلك الضحكات التى لعنت انبعاثها من تلك الأفواه التى طالما كانت تلوك تلك الكلمات التى ما عادت تسمن ولا تغنى من جوع.
لا.. لن نشجب ولن ندين. فصمتنا أفضل بكثير من توقفنا عند تلك المرحلة وحفاظا لماء وجوهونا إن لم يكن قد جف خجلا فلنصمت أفضل ولندع الموت تماما كما يفعل الخائف الجبان.
لا.. لن ندعى الموت خوفا ولا خجلا.. لن نكون مثل من يصرعه تصدع زجاج شرفه بسبب تأثرها بقذيفة، أقصى ما تصنعه أن تصدع الجدران ولكن وقعها فى القلوب أقوى من تلك القذائف المحرمة دوليا والتى تأتى على الجماد والحى.
سنكون بركانا يفيض على الكرامة الإنسانية وإعصارا يدمر كل من عتى.. ليس بأسلحة محرمة لأننا حتى وإن كنا ضعفاء لا نقاتل إلا ونحن شرفاء ولا ننتصر إلا وجها لوجه. فحربنا ليست معركة يتساقط فيها القتلى تتكاثر فيها الأشلاء بل معركتنا هى معركة أمة "اقرأ".. معركة "العلم".. معركتنا معركة الحياة فيا من أنت لازالت عروق النخوة تدب حياة فى فؤادك.. هيا أنفض غبار النوم والهم والإحباط عنك، ودعك من تلك السموم التى غرسها البعض من اليائسين أو الجهلة ولا تنس أبدا أن نصر الله قريب ولكن ممن هو أهل له.. فهل لنا أن نكون أهلا له ؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة