فورين بوليسى: قمة الدوحة نهاية عهد القمم العربية

الجمعة، 03 أبريل 2009 04:51 م
فورين بوليسى: قمة الدوحة نهاية عهد القمم العربية جانب من قمة الدوحة الأخيرة
إعداد إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تساءلت دورية فورين بوليسى عما إذا كانت قمة الدوحة الأخيرة ستمثل نهاية القمم العربية؟ وقالت إن هذا التساؤل ساد وسائل الإعلام العربية خلال الأيام القليلة الماضية بعد الانتهاء المحير والمبكر لقمة الدوحة والفشل فى معالجة أى من القضايا الملحة التى تواجه العالم العربى.

وأشارت فورين بوليسى، إلى آراء بعض الإعلاميين العرب المحبطة من القمة، فقال عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية إنه حان الوقت لإلغاء القمم العربية تماما، بينما تساءل عبد البارى عطوان فى صحيفة القدس العربى، متعجبا ممن ينتظرون المنافع من القمة العربية، فى حين قالت صحيفة الشرق الأوسط إن المشكلة ليست لأن العرب لا يجتمعون ولكنها لأنهم يجتمعون بالفعل.

وترى الدورية أنه حتى لو كانت جهود الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك لإقناع الآخرين مقاطعة القمة قد فشلت، فإن القمة حملت الكثير من الفشل والإحبطات بدءا من قيام العاهل الأردنى الملك عبدالله بالعودة إلى بلاده مبكرا مبديا انزعاجه من عدم استقبال أمير قطر له فى المطار، مرورا بالخلاف النارى الذى وقع بين الرئيس الليبى معمر القذافى والعاهل السعودى ومحاولات الأمير القطرى لتهدئة الإجواء بينهما، وإحباط رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى الذى يبدو أنه عاد إلى البلاد خالى الوفاض، بعد أن رفض العاهل السعودى مقابلته ورفض الجميع إلغاء الديون التى على البلاد، كما شككت حماس فى بيان رسمى فى نتائج تلك القمة التى لم تقدم شيئا للفلسطينيين وتجاهلت الخطر الذى تمثله حكومة نتانياهو الإسرائيلية.

وقالت إن قمة الدوحة لم تبذل جهدا فى التعامل مع الانقسام فى صفوف الفلسطينيين، كما لم تقدم الدول العربية شيئاً لمعالجة الخلافات حول إيران ولم يتضمن البيان الختامى أى إشارات حول الملف النووى الإيرانى وعلاقاتها بالدول العربية.

وأضافت لم يكن هناك جهد حقيقى لرأب الصدع بين المعتدلين ومخيمات المقاومة، مشيرة إلى رأى كاتب فلسطينى يرى أن القمة حاولت الحصول على المصالحة بين الدول العربية دون معالجة الخلافات الفنية، الأمر الذى يؤدى إلى الفشل الحتمى.

وتعتقد فورين بوليسى أنه من غير المرجح أن القمم العربية ستلغى، فهى تلعب دورا رمزيا ومؤسسيا جيدا، ولكن من الناحية الأخرى فإن جدوى وأهمية هذه القمم فى هبوط حاد، فعلى النطاق العربى هناك اشمئزاز من القضية. ويرى الكثيرون أن فشل القمة هو مجرد مثال آخر على عدم موضوعية وعجز النظام الرسمى العربى.

فلقد انتقلت دولة قطر نفسها بسلاسة من تلك القمة المشتتة للاحتفال بالقمة العربية مع أمريكا اللاتينية التى تضم رئيس فنزويلا هوجو تشافيز، حيث إن تزايد دور القوى غير العربية فى المنطقة، خاصة إيران وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل مع عجز العرب الدائم عن توحيد صفوفهم أسهم فى الشعور بعدم الارتباط العربى.

واختتمت الدورية تعليقها، قائلة بأنه بعد أداء القذافى فى الدوحة فمن السهل أن نتوقع أن كلا من العاهل السعودى وغيره من القادة العرب بمن فيهم مبارك طبعا سيشغلون وقتهم بأمور مفيدة بدلا من الذهاب إلى طرابلس لحضور قمة 2010. كما لن يحضر الكثيرون قمة بغداد فى 2011 إذا ما ظلت الأوضاع الأمنية غير مستقرة أو إذا ما استمر عدم رضا العرب عن المالكى أو من سيخلفه، لذا فهل ستدخل قمة الدوحة التاريخ كنهاية لعهد القمم العربية؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة