عودتنا وسائل الإعلام المرئية فى الفترة الأخيرة ببرامجها المختلفة، عادة سيئة، وأن من تضيق به الدنيا يتجه بشكواه مباشرة إلى الرئيس مبارك رغم كل أعبائه ومسئولياته، وأنا ضد زيادة أعباء الرئيس مبارك، ولكنه مجرد نداء وسؤال من مصرية حالمة بغد أفضل، بخيالها وحسها البسيط، بعد التحية الطيبة لك سيدى الرئيس، بالتأكيد نحن أبناؤك وأنت قائدنا وأنت بطل الحرب والسلام ولك مكانة كبرى بداخلى لا يعلمها إلا خالقى، عفوا سيدى الرئيس مبارك تقبل كلماتى إليك فهى من بنت مصر الحالمة المحبة إلى الأب والقائد محمد حسنى مبارك.
عندما قررت أن أدون كلماتى توقف عقلى، فأنا أخاطب الرئيس، وسرعان ما لبيت نداء قلبى بضرورة الكتابة فهذه مصر وهذا الرئيس مبارك، وعقدت مع القلب اتفاقا أننى سأكون عميقة جدا فى كلماتى، طيبة كطين مصر الذى يحمل رائحة التاريخ، بسيطة عاشقة للوطن كما علمتنى، فلن أكتب بقلم الكاتبة ولكن أكتب بقلب الوطن الطيب الفطرى.
سيدى الرئيس ازداد عدد أطفال الشوارع فى بلدى وسط صورة مظلمة تستحق التوضيح، فهذا طفل يستيقظ من نومه على الأرصفة ليتساءل من يهدى لى ورقة أرسم فيها يأسى وحرمانى؟، طفل لا يعرف من أين أتى أو أين يذهب؟ طفل يسأل عن لقمة عيش ليقتسمها بينه وبين رفيق رصيفه؟؟ يستعطف برد الدنيا ويناجى صوت الحرمان، فقد تشدق الكثيرون بحقوق الإنسان ودافعوا عن المجرمين والقتلة، واخترعوا وهم التعذيب ليكون محورا لهم، ولم يتواضع أحد المتشدقين بإنصاف طفل ضعيف. لا يجد للجنة من رائحة، جنته هى السماء ينظر إليها ببراءة الطفولة الجميلة فيجدها لا تجيبه إلا نارا وقلوبا متحجرة، وهذا طفل خطف حقيبة يد سيدة فى الطريق العام، وهذا طفل يستجدينى أن أعطى له لقمة عيش مما حملته بيدى، وهذا طفل يرى البشر فيشعر بالرعب ويجرى خائفا من القبض عليه وإيداعه نزيلا بإحدى مؤسسات الأحداث، وهذه مراهقة تجرى وتهرول هاربة فعلى القرب منها شباب يطاردونها محاولين الاعتداء عليها، وهناك مسجد يرى إمامه حادثة اغتصاب ويحاول إنقاذ الفتاة فتهدده الذئاب البشرية بالسلاح الأبيض، فيفر الإمام هاربا ولا يمتلك سوى أضعف الإيمان بأن يتوجه بالدعوة لأحد أعضاء البرلمان بزيارة المسجد والاستماع لشكاوى المواطنين طالبا منه ومتوسلا إليه بأن يتوسط للمواطنين لدى وزارة الداخلية مطالبا بتأمين منطقته التى أصبحت وكرا للمجرمين لمجرد أنها حى حديث الإنشاء؟! وكان الربط فى كلماتى بين الحوادث الثلاث لأنها مترتبة على بعضها بالتأكيد، فطفل شارع اليوم هو إرهابى المستقبل بلا شك. وإرهابى اليوم هو طفل شارع الأمس بالتأكيد، والصورة متكررة مما لا شك فيه فى كثر من المحافظات وكله تمام يا ريس.
سيدى الرئيس لا تتعجب فقد فقدنا الأمان فى بلد الأمان، ترى سيدى الرئيس ما هو سبب ازدياد عدد أطفال الشوارع والجرائم؟
هل لسوء البث الإعلامى المصرى العام والخاص وانهيار القيم الراسخة المصرية الأصيلة؟
أم هو تقصير من المسئولين؟ لأننا بالطبع وبنفس درجة الخطورة نجد هناك من يتربحون من وراء أطفال الشوارع؟؟
فتقبل سيدى الرئيس نبضة قلب حالمة بغد أفضل وصرخة طفل جائع يكفيه عطفك وسعة صدرك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة