اختلفت آراء صناع الأعمال الفنية، ففى الوقت الذى رفض فيه البعض وجود رقابة دينية على الأعمال السينمائية التى تتناول حياة الأنبياء، وذلك لأنها ضد الإبداع وحرية التعبير، يرى البعض الآخر أن الرقابة ضرورة فى مجتمعات مثل مجتمعاتنا العربية.
وعن ضرورة موافقة الكنيسة عن وجود شخصية المسيح فى أعمال سينمائية ودرامية، أكد المخرج هانى جرجس فوزى أنه ضد عرض الأعمال على جميع المؤسسات الرقابية، بما فيها المؤسسات الدينية بشقيها الأزهر والكنيسة، لأنها تتنافى مع الحريات العامة وحرية الفكر والإبداع، لأن معنى تدخل الجبهتين قتل الإبداع.
وأضاف لا أعتقد أن الكنيسة ستعترض على وجود عمل يتناول حياة السيد المسيح لأن العمل سيكون قائما على وجهة نظر المسيحية الأرثوذكسية أى الكنيسة المصرية، لذلك لن يكون هناك اختلاف فى وجهات النظر على هذا الموضوع.
وأبدى هانى جرجس استغرابه من القرارات المتعصبة التى تتخذها بعض المؤسسات الدينية فى رفضها تجسيد الأنبياء أو الشخصيات المقدسة، مؤكداً أننا حتى الآن لم نفهم معنى الدولة المدنية التى تحترم حرية الفكر والإبداع مثلها مثل حرية العقيدة, فمن حق السينما أن تقدم الشخصيات العامة والتاريخية بأكثر من رؤى ومنظور، إذا كانت بعض الكتب المقدسة اختلفت فى بعض التفاصيل والأحداث فى حياة الأنبياء, وما دام العمل الفنى لا يسئ لهؤلاء الأنبياء والصحابة فما المانع من التعرض لقصص حياتهم وتجسيدها .
أما الناقد محمود قاسم فيؤكد فى ظل وجود الرقابة على الأعمال الفنية فصناع الفيلم مطالبون بعرضه على الأزهر والكنيسة اللذين بدورهما لهما الحق فى أن يصدرا قرارا بعدم الموافقة على العمل، لأن هناك فتوى واضحة توصى بعدم تجسيد الأنبياء من خلال أعمال.
ورغم أنه سبق وتم عرض أفلام غربية فى مصر تتناول حياة بعض الأنبياء وتجسيد شخصيتهم ولم يعترض الأزهر على ذلك، ولا أعلم من أين أصدر مشايخ الأزهر فتواهم بحرمانية ظهور الأنبياء على الشاشة إذا كان الرسول نفسه قال "ما أنا إلا بشر مثلكم" والحقيقة أنه لا الأزهر ولا الكنيسة لهما الحق فى المصادرة على الأعمال الفنية ولا حتى عرض الأعمال عليهما.
وتضيف الناقدة ماجدة خيرالله أن موافقة الرقابة الدينية سواء الكنيسة أو الأزهر على وجود عمل يتناول شخصية السيد المسيح شئ ضرورى، وذلك لأن هناك من يعبث فى منطقة العلاقة بين المسلمين والأقباط ولعدم حدوث مشاكل بين الطرفين، وهو ما قد يؤدى إلى حدوث ضجة قد تتطور إلى فتنة نحن فى غنى عنها، لذلك يجب عرض الأعمال عليها وهى التى ترى ما يصلح منها للعرض، ومن حقها حذف ما تراه يسبب مشكلة لنظرتها الأعم للأمور وليس المنطلق الفنى فقط.
أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن فكرة وجود رقابة دينية على الأعمال مرفوض نهائياً ومن حق الجميع أن يبدع كما يرى والعمل مجرد وجهة نظر الكاتب والمخرج صاحبا الكلمة الأولى والأخيرة فى العمل، وأنا أتعامل بمبدأ الإنسان رقيب على نفسه.
وأضافت أن الرقابة والإبداع لا يجتمعان فى عمل واحد فلو شعر الكاتب بوجود رقيب فوقه لا يستطيع أن يبدع إذن، لابد أن تكون هناك حرية كاملة، ويجب أن نفرق بين الكنيسة والمنتسبين للكنيسة، فهناك فرق كبير بينهما، فالكنيسة لا تعترض ولكن منتسبين للكنيسة هم المعترضون، فالأهم هو ألا نسمح لأى إنسان أن يجرح فى العقيدة، فنحن ندور فى حلقة واحدة ومن العيب أن نكون إلى الآن نتحدث فى مثل هذه الأمور ولم تحسم بعد.