لم ينشروها فى حياتهم بسبب ضعفها وسذاجتها..

نشر نصوص البدايات يثير جدلا واسعا فى الوسط الأدبى

الثلاثاء، 28 أبريل 2009 01:01 م
نشر نصوص البدايات يثير جدلا واسعا فى الوسط الأدبى بعض الكتاب يرون فيها تقليلا من شأن الكاتب والبعض الآخر يراها تقديرا لمكانته
كتب على سيد على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النصوص الأولى للمبدعين والتى قد تحمل سمات البدايات من ضعف وسذاجة، هل من حق أى شخص نشرها بعد وفاة المبدع؟ وإذا ما تم نشرها، هل لها إطار من المفترض ألا تخرج عنه؟ غضبت عبلة الروينى لدرجة إقامتها دعوى قضائية ضد الشاعر رفعت سلام لنشره قصيدتين لم ينشرهما زوجها أمل دنقل فى حياته. وثار الوسط الثقافى عندما أقدم الروائى محمد جبريل على جمع بعض القصص التى كتبها نجيب محفوظ فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وأعدها للنشر تحت عنوان "فتوة العطوف".

هل من حق المتلقى أن يطَّلع على ما خطَّة المبدع فى بداية حياته، أم أن تلك الأعمال تبقى بمثابة الأوراق الخاصة للمبدع، مثلها فى ذلك مثل الرسائل والمقتنيات الخاصة.

يرى الناقد الدكتور صلاح فضل أن هذه النصوص يجب أن تظل كوثائق يمكن استخدامها – فقط- فى سياق الكتابة النقدية عن أسلوب المبدع وكيفية تطوره باستخدام البحث المنهجى بأساليب علم نفس الإبداع، مشيرا إلى أن الدراسات الأسلوبية – وحدها - هى التى تبرر نشر هذه النصوص، ما دام الأديب لم ينشرها فى حياته.

ويتفق الشاعر عزت الطيرى مع ما ذهب إليه الدكتور صلاح، ويضيف أنه طالما أهمل الأديب هذه النصوص واعترف بضعفها وسذاجتها لكونها تحمل ملامح البدايات الأولى، فليس من حق أى أحد – حتى ولو كانوا ورثته- طبع هذه النصوص، قائلا إنه استثمار سيئ لأعمال المبدع الأولى، والقصد منه الربح المادى فقط، دون النظر إلى ما يقال عن الأديب فيما بعد، ولو كان الأديب يريد الاعتراف بهذا العمل لطبعه فى حياته، أما احتفاظه به ضمن أوراقه الخاصة، فهو لا يخرج عن كونه يمثل بالنسبة له ذكرى كالرسائل والأوراق الخاصة، فنشر هذه الأعمال أشبه بعملية اختلاس لأشياء خصوصية لا يجب التعرض لها والتعامل معها إلا من خلال صاحبها نفسه.

ويرى الشاعر أحمد الشهاوى أن معظم المبدعين يحتفظون بأعمال كتبوها فى مراحل مختلفة، خصوصا فى بداية المراهقة، كنوع من الذكرى فقط، يطلع عليها من وقت لآخر فيتذكر بها بداياته الأولى، رغم أنها قد تكون ضعيفة القيمة، أو ربما كانت ساذجة، ولذلك لم يعترفوا بها ولم ينشروها، وبالتالى لا يجب التعويل عليها عند التأريخ النقدى للمبدع.

أما الروائى محمد جبريل فيرى المسألة من منظور آخر يرتبط بمدى تحقق الأديب وشهرته، ودافع عن موقفه قائلا: "روائى بقامة نجيب محفوظ وشهرته، لن تؤثر فى مكانته نشر أعماله الأولى، بل إنه من المهم تسليط الضوء عليها ووصلها بأعماله التالية؛ ليستفيد الكتاب الشباب من معرفة كيفية تطور الأديب الكبير، ولذلك فمن حق الحركة النقدية أن تبرز هذه الأعمال دون حرج. أما إذا كان الأديب غير متحقق بالقدر الكافى، فإن نشر أعماله الأولى تحدث ارتباكًا فى صورته، وقد رفضتُ فكرة طبع رواية أحمس للسحار؛ لأنه ليس فى مكانة نجيب محفوظ الذى جاوز هذه المرحلة، فعندما أقدم الأعمال الأولى لنجيب محفوظ فأنا أحتفى به، وأقدمه لمحبى أدبه بصورة مختلفة تساعد فى زيادة الرابطة التى جمعتهم بالأديب الكبير".
ويشترط الروائى إبراهيم عبد المجيد أن تتم الإشارة إلى أن العمل المنشور هو العمل الأول للمبدع وقت أن كان عمره (كذا). أما عن كيفية تعامله هو مع أعماله الأولى التى لم تنشر فذكر أنه لم يحتفظ بأى نص لم ينشره لضعفه، فهو يتخلص من النص مباشرة ما دام لا يصلح للنشر، فلا يوجد داع للاحتفاظ به.

وتعلق الدكتورة ثناء أنس الوجود رئيسة قسم اللغة العربية بآداب عين شمس، بأن هذه الأعمال إذا نشرت ضمن الأعمال الكاملة للأديب مع التنويه على ذلك، فإن الأمر حينئذ يصبح مقبولا، أما إذا نشرت مبتورة بهدف الإساءة إلى الكاتب فهو مرفوض، والأمر يتحكم فيه بشكل كبير نية الناشر وما يضمره للأديب، "فإنما الأعمال بالنيات، ولكل ناشر ما نوى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة