حوادث عديدة، وكوارث مروعة، تتكرر يوميا على الطريق الدائرى عامة، وأمام كارفور المعادى بشكل خاص، "اليوم السابع" شاهد عيان على الحادثين المروعين المتتاليين اللذين وقعا على الطريق الدائرى، وكان أولهما تصادم مقطورة محملة بالحديد، كان السائق يسير بسرعة جنونية، وأمامه العديد من السيارات أمامها وصل عددهم إلى 17 سيارة ما بين الملاكى والنقل والأجرة، ونتيجة السرعة التى كان يسير بها السائق، ولم يتمكن من إيقاف المقطورة الطائشة فاصطدمت بالأتوبيس الذى كان يحمل موظفين، وأسفر هذا الحادث عن مصرع 4، وإصابة 48 آخرين..
وفى الحادث الثانى، الذى وقع على بعد 400 متر من حادث التصادم الأول، وبعد مرور قرابة 4 ساعات فقط، حدث تصادم بين مقطورة محملة بالزلط، اختلت عجلة القيادة فى يد السائق، مما أدى إلى تصادمه بالسور الخرسانى المتواجد بين الطريقين، وانقلاب المقطورة على سيارة ملاكى، و سيارتى نقل، الأولى محملة بالليمون، والثانية كانت تحمل عمالا عائدين من عملهم، ونتج عن هذا الحادث وفاة 5 أشخاص، وإصابة 30 آخرين..
من داخل الغرف البيضاء لمستشفى البنك الأهلى رصد "اليوم السابع" حالة المصابين فى حادثى التصادم الواقعين على الطريق الدائرى أمس الاثنين، قادنا مسئولو العلاقات إلى غرف المصابين وتقابلنا مع المصابين والجرحى وكان أولهما رمضان محمد عبد العال (23 سنة) تباع، وقال إنه و شقيقه "أحمد" كانا يسيران بسيارتهم النقل المقطورة - المتسببة فى الحادث الأول - المحملة بالحديد المسلح "وفوجئوا بأن الفرامل لا تعمل واختلت عجلة القيادة فى يد شقيقى واصطدم بعدد من السيارات وازدادت سرعة السيارة جدا وأخذت أنا وشقيقى فى التشهد، وقرأت آيات من القرآن استعدادا للموت ومقابلة ربنا، وفقدت بعدها الوعى ولم أفق إلا فى المستشفى مصابا بكسور وجروح متعددة ولا أعلم ما أصاب شقيقى، ثم سألنا "رمضان" عن حالة شقيقه ولماذا لم يأت للاطمئنان عليه، ولكننا لم نستطع أن نخبره بأن شقيقه أحمد عبد العال السائق مصاب بإصابات خطيرة، وأنه قابع فى مستشفى الكهرباء فى ألماظة تحت حراسة أمنية مشددة.
- وداخل غرفة أخرى تحدثنا مع مروة محمد عبد العال (16 سنة) عاملة بمصنع ملابس "مصابة فى الحادث الأول" التى كانت فى حاله سيئة ولا تقدر على التحدث، ولكنها بعد أن تحدثنا معها قالت إنها كانت عائدة إلى منزلها فى الساعة السادسة مساء أمس، وأنها كانت تجلس فى الكرسى الخلفى بصحبة صديقتها شيماء رمضان (14 سنة) طالبة، ولكنهما فوجئتا بسماع عدد من أصوات الارتطام المتعاقبة ثم سمعت صوت اصطدام وفقدت بعدها الوعى ولم تفق إلا فى المستشفى، ورغم إصابتها الشديدة حاولت "مروة" السؤال عن صديقتها التى تعتقد أنها تقبع فى غرفة قريبة منها مصابة ولا تعرف أنها توفت أمس فى مكان الحادث بعد أن اصطدمت بهما سيارة النقل.
و فى الجانب الآخر لهذا المستشفى وجدنا المصابين فى الحادث الثانى الذى وقع فى الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الاثنين، أمام مستشفى البنك الأهلى وتقابلنا مع ضحايا ذلك الحادث الذى أسفر عن وقوع 5 قتلى و15 مصابا نتيجة اصطدام 25 سيارة ببعضهم البعض.
فوجدنا محمد لطفى وحمدى السيد المصابين فى الحادث الثانى وقالا إنهما كانا عائدين من سوق العبور إلى منازلهم فى الحادية عشرة بعد أن انتهوا من عملهم فى سوق العبور جالسين فى مؤخرة سيارتهم ربع النقل البيضاء بصحبة بعض العمال الآخرين، ولكنهما فوجئا بسيارة نقل تقترب بسرعة شديدة لا تقل عن 140 كيلو متر فى الساعة مع العلم أننا كنا نسير بسرعة بطيئة لعلمنا بوقوع حادث كبير فى مقدمة الطريق.
واصطدمت بنا السيارة المحملة بالزلط وبسيارة نقل أخرى وانقلبت فوقنا ودفنا تحت أطنان من الزلط والرمال، ولكن العمال والمارة المتواجدين قاموا على الفور بإزاحة السيارة من فوقنا وإخراجنا من تحت الزلط ووجدنا أنفسنا بعد ذلك فى المستشفى. وفيما أكد حمدى السيد كلام صديقه إلا أنه قال إن السيارة كانت قادمة من الطريق المقابل، ولكنها اصطدمت بالرصيف وانقلبت بعدها علينا وعلى سيارتين آخرين أحدهما ربع نقل والأخرى ملاكى.
وقالت الدكتوره دعاء محمد فوزى نائب مدير عام مستشفى البنك الأهلى، بأنهم فى المستشفى تلقوا البلاغ الأول عن وقوع "حادث الطريق الدائرى" قرابة الساعة السادسة والنصف من مساء أمس الاثنين، وتم إعلان حالة الطوارئ فى جميع أقسام المستشفى وفرق التمريض والطوارئ وتم تكليف كل الأطباء بمتابعة المصابين والجرحى وقمنا باستقبال 30حالة، ثلاث حالات منهم فى حاله خطرة وتم إدخالهم الرعاية المركزة وتنوعت إصابات الآخرين بين الكسور والكدمات وخرج منهم الكثير منهم لتحسنهم بعد تلقيهم العلاج اللازم، وتلقينا 4 حالات وفاة من موقع الحادث وتم نقلهم إلى مشرحة زينهم.
وأضافت نائب مدير المستشفى بعد مرور 4 ساعات تلقينا بلاغا آخر بوقوع حادث آخر على الطريق نفسه وكان قريبا لدرجة سماع صوت ارتطام السيارات وتم استقبال أكثر من 20 حالة من بينهم حالة وفاة توفيت فى موقع الحادث وتم نقل الجثة إلى المشرحة.