يتساءل بعض المشتغلين بالعمل السياسى ونفر من المثقفين عن روح أكتوبر الغائبة، يفتشون عنها كمن يفتش عن طفل تائه، يترحمون على هذه الروح التى كان من الممكن أن تفعل كذا وكذا لو أنها دامت تدب فى نفوس المصريين..! ويتساءل آخرون عن مفاتيح النهضة المصرية، ويفتشون عنها متخبطين كمن يفتش عن ميدالية مفاتيح بيته فى الظلام وهو مرهق نصف نائم! ويفوت هؤلاء جميعا نظرة للواقع المصرى لرجال يعملون بجهد وتفان وروح دءوبة، ولا ينظرون وراءهم بتحسر ولا يتطلعون إلى الأمام بيأس أو غضب، إنما يشقون الطريق للمستقبل بدستور واحد: دستور العمل الوطنى الجاد والمتصل.
هذا هو الدستور اليومى للرئيس مبارك.. ينتقل الرئيس بين مواقع العمل فى مصر شمالا وجنوبا.. يفتتح مشروعات التنمية ويشد من أزر الرجال الجادين العاملين بإخلاص فى مواقع البترول فى الصحراء الغربية أو فى مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى الشرقية، لا يتوقف دعم الرئيس مبارك للرجال ولعملهم فى أى من مواقع العمل، يبث الرئيس الروح فيهم.. يؤكد لهم من خلال وجوده إلى جوارهم أنهم على الطريق الصحيح يمضون، يطمئن بنفسه إلى أن هذه المشروعات تحقق مصلحة المواطن المصرى فى بيته وفى أبنائه، أمام كل مشروع يفتتحه الرئيس مبارك أو كل زيارة لموقع عمل فى الصحراء أو فى الوادى آلاف من فرص العمل والبيوت المفتوحة وثمار الخير والتقدم.
لا يتكلم الرئيس بحساب الشعارات إنما يترجم الكلام إلى أفعال.. هو يحب لغة الأفعال والأعمال، ويكره الشعارات البراقة التى تريح الناس إلى حين، وتؤلمهم بعد ذلك فى كل حين. زياراته لمواقع الإنتاج السهرانة على غد هذا الوطن هى شهادة لهذه المواقع بالمضى على طريق العمل الوطنى، وهذا بلا شك أهم دور يقوم به رئيس دولة.. نشر روح العمل المنتج الجاد فى ربوع وطنه، وهو الدور الذى يحرص عليه الرئيس مبارك، ويقوم به يوميا لأنه فى الحقيقة جزء أساسى من التكوين الشخصى للرئيس.
الرئيس مبارك هو ابن المؤسسة العسكرية.. القوات المسلحة التى لا تعرف سوى العمل الجاد الدءوب الصامت، لا تعرف سوى (الميدان)، وللرئيس مبارك صولاته وجولاته فى ميادين القتال، حين كان قائد قواتنا الجوية فى حرب العبور المجيدة، وهى القوات التى حطمت كبرياء العدو وشلت قدرته على الحركة وفتحت باب النصر الكبير على مصراعيه.. والرئيس مبارك عرف عنه كقائد عسكرى جديته الشديدة ودقته وتفانيه فى العمل، لم يكن يمل من العمل وقاد القوات الجوية من الهزيمة إلى النصر بالجدية مع الصبر.. يصبر الرئيس كثيرا ويعمل أكثر حتى تأتيه الثمار يانعة، وهو متشبع بهذه الروح حتى اليوم.
ربما الميدان هو الذى تغير مع الزمن.. لم تعد هناك حروب عسكرية فى الميدان، لكن الرئيس مبارك يقود بذات الروح حرب التنمية والنهوض لهذا الوطن، ولديه استمرارية أكيدة لروح أكتوبر التى لا تخبو بداخله، وهو ينقل هذه الروح إلى مواقع الإنتاج.. لتحقق بدورها النصر المنتظر لكل المصريين، الذين يعلقون آمالهم على الرئيس.. فهو يتدخل لصالحهم فى كل الأزمات، فى اللحظة المناسبة تماما وبحسابات طيار ماهر احترف تحقيق النصر وتوجيه الضربة فى زمنها ومكانها الصحيح، يتدخل الرئيس ليحقق آمال الناس.. من رغيف العيش إلى الثانوية العامة، وغيرهما كثير..
فالرئيس لديه حاسة شعبية متيقظة على الدوام، وهذه أيضا من روح أكتوبر التى جاءت لترفع معنويات المصريين وتمحو عنهم آلام الهزيمة، فالحرب كانت تعبيرا فى النهاية عما فى صدر كل مصرى يرغب فى الثأر للأرض والعرض، ولم تكن مجرد نصر عسكرى عظيم، ومعركة التنمية والنهوض التى يقودها الرئيس مبارك بنفس الروح، هى تعبير أيضا عما فى قلوب الناس وعقولهم وتصوراتهم لغد أفضل.
فلمن يسألون عن روح أكتوبر، ولمن يفتشون عن مفتاح النهضة، أن يتابعوا جيدا الرئيس مبارك: دعمه لكل عمل جاد، وجوده فى كل موقع إنتاج يحقق الخير للمصريين، إحساسه بالناس وليت ربع المسئولين فى مصر لديهم إحساس الرئيس مبارك بعموم البسطاء فى مصر وقدرته على التدخل لصالحهم.. حكمته فى حل الأزمات، وصبره على الثمار حتى تنضج.
إننا جميعا بحاجة إلى هذه الروح الحية التى يمتلكها الرئيس مبارك ويدير بها العمل الجاد المنتج والدءوب فى هذا الوطن، وهذه الروح لم تأت من فراغ بل من الجدية التى يتسم بها الرئيس منذ سنوات بعيدة، الجدية التى قادت إلى نصر أكتوبر هى المشروع القومى، وهى مفتاح النهضة وهى ذاتها روح أكتوبر التى استبدلت دستور الكلام بدستور العمل.. الذى لا يؤمن الرئيس مبارك إلا به.
نقلا عن مجلة المصور العدد الحالى
الكاتب الصحفى حمدى رزق يكتب: الدستور اليومى للرئيس
الثلاثاء، 28 أبريل 2009 07:03 م
الكاتب الصحفى حمدى رزق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة