محمد حمدى

الرقص مع الخنازير!

الثلاثاء، 28 أبريل 2009 01:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل يوم تزداد مخاطر أنفلونزا الخنازير وتحولها إلى وباء عالمى مميت، بعد أن عبر الفيروس البحار والمحيطات، وضرب كل قارات العالم، فى الوقت الذى يسابق فيه العلماء الزمن لوضع أمصال مضادة له، وحتى يتم ذلك فإن حالة الرعب العالمية مبررة جدا، لكن حالة الهدوء الرسمية المصرية لا تبدو مبشرة.

حتى أن نفس التصريحات التى صدرت قبل الإعلان عن ظهور أنفلونزا الطيور فى مصر فى فبراير 2006، هى نفسها تصريحات المسئولين الآن باختلاف واحد هو حذف كلمة الطيور ووضع الخنازير محلها.

وفى الضوء التطمينات السابقة ثم الاستيقاظ على أنفلونزا الطيور، وقد استوطنت فى مصر، فى وقت جرت فيه السيطرة عليها فى معظم أنحاء العالم، فإننا مطالبون بالتعاطى مع التصريحات الحكومية بالكثير من الحذر والحيطة والدعاء إلى الله ألا تصل أنفلونزا الخنازير إلى مصر لأنها ستستوطن وسيكون علينا ليس فقط الحياة مع الخنازير وإنما الرقص معها!
منذ اليوم الأول لوصول أنفلونزا الطيور إلى مصر تحدث الكثيرون عن الخشية من انتقاله إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان حيث سيتحول إلى فيروس قاتل، وقامت الدنيا ولم تقعد، وصدرت توصيات عديدة بنقل حظائر الخنازير إلى خارج الكتلة السكنية فى عام 2006، ثم صدر قرار جمهورى بنقلها عام 2008 وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذا القرار.

الغريب ليس فى عدم تنفيذ القرار الجمهورى، وإنما فى التبريرات الحكومية التى حملت المحافظين مسئولية عرقلة تنفيذ القرار، وكأن سلطة المحافظين تعلو سلطة رئيس الجمهورية وهو أمر غير صحيح وغير منطقى لأن الرئيس هو الذى يعين ويعزل المحافظين، وهم ينفذون السياسة العامة للدولة فما بالنا بقرار جمهورى.

الغريب أيضا أنه لا يوجد حصر دقيق بأعداد الخنازير والحظائر، ففى حين تقدرهم وزارة البيئة بنحو 150 ألف خنزير، تقول جهات حكومية أخرى أن العدد يصل إلى أكثر من 300 ألف خنزير، ويقدر أصحاب المزارع العدد بنحو مليون.

ولا تقف الغرابة عند عدم وجود حصر لأعداد الخنازير، وإنما تمتد إلى الجهة المنوط بها هذا الملف، وعلى الطريقة المصرية الشهيرة "ودنك مين يا جحا"، فإن وزارة البيئة مسئولة عن الحظائر وحصرها، ووزارة الزراعة على الإشراف الطبى والصحى عليها، والمحليات على أماكنها والتصريح بها من عدمه.. بما يعنى أن دم الخنازير تفرق بين الجهات الحكومية المختلفة.. وربنا يكون فى عون المواطنين.

وبينما يقول المسئولون فى منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد أى شخص فى العالم بمنأى عن أنفلونزا الخنازير.. ورفعت المنظمة العالمية تحذيرها من المرض إلى الدرجة الرابعة، استعدادا لإعلان تفشى وباء قاتل فى العالم.. يؤكد المسئولون أن مصر بخير وبمنأى عن المرض!

وبصراحة شديدة وفى ضوء الخبرات السابقة مع أنفلونزا الطيور.. علينا ألا نثق بالحكومة، أو بأى تصريحات تقولها، أو اجتماعات تعقدها، أو لجان تشكلها.. وأخشى ما أخشاه أن نستيقظ صباح يوم قريب على المصريين وهم يرتدون الأقنعة، خاصة بعد أن وصلت أنفلونزا الخنازير إلى حدودنا الشرقية مع إسرائيل.

ماذا سنفعل.. وكيف نتعامل مع القادم الأسوأ؟.. سؤال من الصعب الإجابة عليه.. وما لم يتم نقل الخنازير خارج الكتل السكنية، وما لم نتعامل بجدية بالغة مع الأمر، فإننا مقبلون على أيام شديدة السواد.. ولن نفعل شيئا سوى إبقاء أبنائنا فى المنازل والدعاء إلى الله أن يسترها معنا.. أدعوا معى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة