قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء، إن عدد ضحايا التعذيب الذى مارسته الولايات المتحدة ضد المعتقلين فى السجون المختلفة أكبر من عدد ضحايا هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001.
وأشارت الصحيفة فى تقرير كتبه باتريك كوكبرن، الحائز على جائزة أورويل للصحافة لعام 2009، إلى المعلومات التى كشفها ضابط أمريكى يدعى "ماثيو أليكسندر" وهو اسم مستعار، وقال فيها إن استخدام الولايات المتحدة لأساليب التعذيب من أجل الحصول على المعلومات من المعتقلين فى سجونها العسكرية أدى إلى نتائج عكسية. وأوضح الرائد الأمريكى الذى أجرى ما يقرب من 300 جلسة لاستجواب السجناء فى العراق، أن السبب الذى دفع المقاتلين الأجانب إلى الانضمام لتنظيم القاعدة فى العراق هو التعذيب وسوء المعاملة اللذين تعرض لها المعتقلون فى جوانتانامو وأبو غريب، وليس العقيدة الإسلامية.
الضابط الأمريكى الذى رفض الكشف عن اسمه الحقيقى لأسباب أمنية، قال إنه قاد فريقاً من المحققين إلى استخلاص المعلومات التى ساعدت الجيش الأمريكى على تحديد مكان أبو مصعب الزرقاوى زعيم تنظيم القاعدة فى العراق عام 2006.
وقد قتل الزرقاوى فى قصف جوى قامت به طائرتان حربيتان أمريكيتان على المزرعة التى كان مختبئاً فيها خارج بغداد فى السابع من يونيو 2006. وأشار الرائد أليكسندر إلى أنه علم بمخبأ الزرقاوى أثناء جلسة استجواب استغرقت ست ساعات مع أحد المعتقلين نشأت بينهما ثقة.
ويعد موقف أليكسندر من التعذيب الذى مارسته الولايات المتحدة، بحسب وصف الإنبندنت، مزيجاً من الغضب الأخلاقى والازدراء المهنى، فيقول "إن أساليب التعذيب تعود بالنفع على تنظيم القاعدة لأنها ظهرنا، أى الأمريكيين، كمنافقين عن الحديث عن حقوق الإنسان". ويبرر الضابط الأمريكى ذلك بالقول: إن المعتقلين لا يطلعون أحداً إلا على قدر قليل من المعلومات حتى يستريحوا من الألم الذى يعانون منه، فقد يفصحون عن موقع منزل يستخدمه المقاتلون لكنهم لا يقولون إنه مفخخ.
ويقول أليسكندر، إنه واجه قنبلة موقوتة كل يوم العراق لأنه كان يعتقل أشخاصاً يعرفون مسبقاً عن التفجيرات الانتحارية، وبغض النظر عن الجدل الأخلاقى، يقول إن التعذيب لم يكن يجدى نفعاً بكل بساطة، بل كان يقوى عزيمتهم ويخرسهم. ويوضع الرائد الأمريكى الذى قضى 14 عاماً فى القوات الجوية الأمريكية، إن الإف بى أى استخدمت وسائل عادية فى الاستجواب لبناء الثقة حتى عندما كانوا يحققون مع مختطفين، وكان الوقت هو الأساس.
وذكرت الصحيفة أن الرائد أليكسندر عندما وصل العراق مطلع عام 2006، وجد أن الفريق الذى سيعمل معه يتكون فى معظمه من شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً, وأن أغلبيتهم لم يسبق لهم السفر خارج الولايات المتحدة. ويقول مستذكراً "عندما جلسوا للتحقيق مع أحد المعتقلين كانت تلك فى الغالب المرة الأولى التى يلتقون فيها رجلاً مسلماً".
الإندبندنت: ضحايا التعذيب الأمريكى أكثر من ضحايا 11 سبتمبر
الثلاثاء، 28 أبريل 2009 12:30 ص