صدر عن مكتبة الإسكندرية هذا الأسبوع، كتاب "تاريخ السينما التسجيلية فى مصر" للباحث ضياء مرعى، وهو أول دراسة بحثية متكاملة تؤرخ للسينما التسجيلية المصرية.
وقال مدير المركز الفنى فى المكتبة المايسترو شريف محيى الدين اليوم الاثنين، إن مركز الفنون بالمكتبة أصدر هذا الكتاب ليؤرخ لبداية ظهور السينما التسجيلية فى مصر وتطورها وتأثرها بالحقب السياسية والاجتماعية المختلفة فى البلاد، موضحاً أن تاريخ السينما المصرية التسجيلية ظل لفترة طويلة يعتمد على الاجتهادات الشخصية لبعض معاصرى السينما، وظهر تباين واضح فى تناول الوقائع التاريخية، وعمق ذلك عدم وجود مواد مسجلة يمكن الرجوع إليها، مثلما ظهر الخلاف فى تحديد تاريخ أول عرض سينمائى فى مصر.
ويتطرق الكتاب خصوصاً لنشأة السينما التسجيلية فى مصر وتطورها والمحاولات الأولى لإنتاج أفلام تسجيلية فى مصر، متناولاً فى هذا الإطار تجربة محمد بيومى (مطلع عشرينات القرن الماضى) الذى يعد المؤسس الحقيقى لصناعة السينما فى مصر بعد عودته من النمسا ودراسته لفن التصوير وافتتاحه استوديو للإنتاج السينمائى فى شبرا، معتبراً تأسيس شركة مصر للسينما والتياترو العام 1925 شكل انطلاقة مهمة لصناعة الفيلم التسجيلى ومن بعده تأسيس استوديو مصر فى العام 1933.
وتحدث كذلك عن دور استوديو مصر فى بناء قسم متخصص لإنتاج الأفلام القصيرة والأفلام التسجيلية، إلى جانب عمله فى إنتاج الأفلام الروائية الطويلة، متطرقاً إلى دور ثورة يوليو 1952 فى النقلة الكبيرة التى سجلتها السينما التسجيلية مع إنشاء العديد من الوحدات الإنتاجية مثل وحدة الشئون العامة بالقوات المسلحة وإدارة السينما بمصلحة الاستعلامات ووحدة إنتاج الأفلام بالمؤتمر الإسلامى وإنشاء إدارة السينما بمصلحة الفنون.
تناول الكتاب تجربة القطاع العام فى تطوير إنتاج الأفلام التسجيلية من خلال المؤسسة المصرية العامة للسينما، وفيما بعد إنشاء إدارة مستقلة لهذا النوع من الأفلام، ثم إنشاء التلفزيون العربى وزيادة الإنتاج الخاص فيما بعد، معتبراً أن صناعة الفيلم التسجيلى ازدهرت مع إنشاء المركز القومى للفيلم التسجيلى، إلى جانب قيام شركات خاصة إثر انطلاق التلفزيون بإنتاج الأفلام التسجيلية وتشكيل جماعة السينمائيين التسجيلين.
وتطرق أيضاً إلى التيارات التى تجاذبت السينما التسجيلية المصرية والمشاكل التى تعترض سبيلها مثل افتقارها إلى الدراسات والأبحاث التى تساعد فى توضيح الرؤية أمام العاملين فيها.