أكد د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، أن المصالحة العربية ليست مشروعاً عاطفياً، نطالب به أو نلح عليه، وإنما هو ضرورة من ضرورات الأمن القومى العربى، وحاجة ملحة لكل الدول العربية، فى مواجهة التحديات والمتغيرات المعاصرة ولتجاوز المخططات والمؤامرات التى تستهدف المنطقة العربية فى وجودها السياسى وثرواتها الاقتصادية والطبيعية، مؤكداً أن أى طرف عربى لا يساهم فى تعزيز خيار المصالحة العربية يعمل على إضعاف التضامن العربى، ويهدد حاضره ومستقبله.
وقال شهاب خلال لقائه مع أعضاء جمعية رعاية أبناء البحيرة حول مستقبل التعاون العربى على ضوء المتغيرات الحديثة، بحضور اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية وأعضاء الجمعية ونخبة من المثقفين والإعلاميين إن اتفاق القادة العرب، فى القمة العربية الأخيرة بالدوحة، على حل الخلافات العربية ـ العربية يعد فى حد ذاته تطوراً نوعياً يجب أن تعقبه خطوات أخرى تتعلق بالآليات التى تكفل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن المصالحة، موضحاً أنه تم الاتفاق على جملة من المبادئ والأسس تضمنتها وثيقة "تعزيز المصالحة والتضامن العربى"، وفى مقدمتها الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية وتنفيذ القرارات الصادرة عنه، وتنفيذ وثيقة "العهد والوفاق والتضامن" باعتبارها الأرضية الأساسية لتنقية الأجواء ودعم العلاقات العربية، والحفاظ على المصالح القومية العليا، وانتهاج أسلوب الحوار والتشاور فى حل الخلافات العربية.
وأكد شهاب، أن مصر لها دور قيادى ومكانة متميزة تعتمد على تاريخ طويل من التضحيات التى قدمها شعب مصر، مؤكداً أن تحقيق قوة مصر وأمنها يستلزم الحفاظ على سيادتها وقدرتها على تأمين حدودها، واستقلال القرار المصرى وعدم خضوعه أو تأثره بأى ضغوط خارجية، وأن العلاقات المصرية بمختلف الدول العربية ودول العالم علاقات طيبة، تعمل من أجل السلام وتقوم على التعاون والتفاهم والحوار، وقال إن ثقل مصر واضح فى القضايا الإقليمية وصوتها مسموع على الساحة الدولية، وأن دورها العربى الفاعل ومناسب لمكانتها وتاريخها فى دعم الشعوب العربية وقضاياها.
وأوضح شهاب، أن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة هو ضمانة لأمن شعبنا ومستقبل أجيالنا، مؤكداً أن دور مصر القوى دولياً وعربياً يحافظ على مصالحنا، ويحقق أمننا القومى ويخدم قضايا التنمية الداخلية، ويمكننا من دعم القضية الفلسطينية التى كانت مصر دائماً السند الرئيسى لها، وقال د.شهاب، إن مصر أول من ساعد الفلسطينيين أثناء وبعد العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة، من خلال المطالبة بالوقف الفورى للعدوان وبطرح المبادرة المصرية، ومن خلال مؤتمر إعمار غزة والعمل على المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أن الجهود المصرية متواصلة فى سبيل جمع الفصائل الفلسطينية والتوصل لنتائج إيجابية، خاصة فى ظل تشكيك الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة التى تستغل انقسام الفصائل الفلسطينية لإعادة النظر فى الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية.
وشدد شهاب على أن السودان جزء من الأمن العربى وأن ما يمس السودان يمس مصر، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً مع وحدة السودان واستقراره، ومع إزالة جميع المشاكل التى يعانى منها، وفيما يتعلق بدارفور فإن أى تسوية للأزمة يجب أن تتم عبر الحوار السياسى والتسوية الودية بين جميع الفصائل، التحدث عن إحالة الرئيس عمر البشير أو أى مسئولين آخرين إلى المحاكمة الجنائية الدولية، ودعا إلى إعطاء السودان وقتاً كافياً ومعاونة حقيقية من الدول العربية والأفريقية حتى يقوم بالجهود التى تصب فى صالح التسوية عبر الحوار وبعيداً عن أى تدخلات أجنبية.
