يواصل المسئولون جهودهم لضبط التعامل مع الطيور فى المحافظات على التوازى مع الترتيبات المقررة لمواجهة الخطر المحتمل لأنفلونزا الخنازير، حيث استمرت حملات فحص الطيور والمتعاملين معهم فى المزارع والمحال التجارية والمنازل والمجازر، وتباينت ردود الأفعال من مشروع القانون المنتظر إقراره والخاص بتنظيم الاتجار فى الطيور والدواجن الحية، مع التركيز على البؤر التى أعلن عن وجود إصابات أو حالات اشتباه بالإصابة فيها، وتتزامن هذه الجهود مع إعلان وزارة الزراعة اليوم الاثنين أنها انتهت من إعداد مشروع قرار رئيس الجمهورية الخاص بتنظيم الاتجار فى الطيور والدواجن الحية، وتم إرساله لمجلس الشعب لمناقشته غداً الثلاثاء، وتتضمن بنود المشروع قصر الاتجار فى الطيور والدواجن الحية بمختلف أنواعها على المصرح بذبحه قانوناً، على أن يتم الذبح فى الأماكن المحددة بقرار وزير الزراعة، وحظر تداولها حية أو مذبوحة فيما هو دون ذلك من أماكن غير مصرح بها.
لجنة أنفلونزا الطيور تضيف الخنازير إلى أجندتها
وفى هذا السياق أعلنت لجنة أنفلونزا الطيور بنقابة الطب البيطرى إجراء مناقشات موسعة حول احتمالات تحول أنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمى، ومدى خطورة الوضع فى مصر، وذلك بمشاركة عدد كبير من الأطباء البيطريين والبشريين الأربعاء المقبل فى حلقة نقاشية بعنوان "الأنفلونزا الكارثة والحل".
وبيطريون بلا حدود: نخشى انقراض الدجاج
ومن جهة أخرى قلل الدكتور سامى طه رئيس حركة "بيطريون بلا حدود" من خطر الطيور فى الوقت الحالى كناقل لعدوى الأنفلونزا، وقال إن التهديد الحقيقى مصدره الخنازير، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية قدرت عددها فى مصر بحوالى 300 ألف رأس، بينما تصر التقديرات الرسمية على أنها لا تتجاوز 15 ألف رأس فقط، وقال أياً كان العدد الموجود فإنه لا بد من التعامل معها بأسلوب يضمن عدم انتقال الفيروس إلى الإنسان، كما حدث بالمكسيك والولايات المتحدة.
وعبر الدكتور سامى طه عن خشيته من أن يؤدى مشروع قانون تنظيم تداول الطيور الحية فى حال أقره مجلس الشعب إلى القضاء على 75% من الطيور الموجودة فى مصر، والتى قضت الأنفلونزا على عدد كبير منها بالفعل، ودعا طه وزارة الزراعة لإعادة النظر فى مشروع قانون آخر يهدف إلى "إعادة هيكلة صناعة الدواجن" قال، إنه موجود فى أدراج الوزارة منذ عام، ووصفه بالمشروع المتكامل، وقال إنه يضع شروطاً مرضية للمربين فى المزارع، وفى المنازل، بالإضافة إلى طرح تصورات عن مجازر خاصة للطيور.
وإجراءات صارمة لمحافظ المنيا وسط توقعات بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء
وفيما لا يزال مشروع قرار رئيس الجمهورية رهن مناقشات أعضاء مجلس الشعب، بدا أن مسئولى المحافظات يواصلون حملاتهم الصارمة على الطيور الحية وأماكن تداولها، على رأس هؤلاء الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا، الذى ترأس شخصياً حملة أمنية مكبرة بمشاركة شرطة المرافق ومديرية الصحة والطب الوقائى ومديرية الطب البيطرى استهدفت أسواق مدينة المنيا، وقامت الحملة بذبح عدد كبير من الطيور الحية فى محلات الطيور والقبض على بائعيها، وذلك ضمن إجراءات محاصرة أنفلونزا الطيور.
وأكد المحافظ، أن هذه الحملات ستجوب أسواق المحافظة بكاملها، مشدداً على حظر انتقال الطيور الحية بين المراكز والمدن، كما أصدر تعليماته لرؤساء المجالس القروية والمدن بإزالة عشش الطيور من على أسطح المنازل بالقرى، وطالب المجازر بما فيها المتخصصة فى ذبح المواشى بفتح أبوابها لمربى الطيور والتجار لسد العجز فى مذابح الطيور الحية غير المتوافرة بالمحافظة.
وفيما تباينت ردود الأفعال فى المحافظة بين الشعور بالارتياح لدى المواطنين فى المدن والأماكن الحضرية، والشعور بالقلق لدى سكان القرى، وخاصة من مربى الطيور والتجار الذين تتعرض مصادر رزقهم للتهديد، عبر بعض المواطنين عن خشيتهم من أن تشهد الفترة المقبلة ندرة فى البيض واللحوم البيضاء، مما سينعكس فى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك بالأسواق.
وأهالى الشرقية يخبئون طيورهم فى غرف النوم
وفى محافظة الشرقية قامت مديرية الأمن بقيادة اللواء حسين أبو شناق مدير الأمن وقوات من المسطحات المائية والمرافق والمرور والدفاع المدنى بحملة موسعة على مستوى المحافظة تضمنت رصد مزارع الدواجن المخالفة والمقامة بدون تصريح، حيث انتشرت سيارات الشرطة بكافة شوارع المدينة وفى الأسواق، مما أحدث حالة من الذعر بين المواطنين، وخاصة من مربى الطيور المنزلية الذين سارعوا بإخفاء دواجنهم داخل الشقق وفى غرف نومهم الخاصة بعيداً عن العشش التى تستهدفها الحملات الوقائية، خاصة بعد ظهور حالة إصابة بالمرض أول أمس السبت، لسيدة تدعى وفاء محمد أبو زيد (42 سنة) ربة منزل بقرية العلوية مركز الزقازيق.
وعلى التوازى مع حملة الفحص والضبط التى شملت أيضاً مزرعة الخنازير الوحيدة بالمحافظة وتقع فى مدخل قرية الغار، مركز الزقازيق، أكد مصدر طبى، أن فرق توعية تمر على الأهالى لتوضيح كيفية التعامل مع الطيور وآلية حمايتها من الإصابة وضرورة الإبلاغ بالإصابات فور وقوعها.
وفى المنوفية الباعة الجائلون أول المستهدفين
وشملت الحملات المكثفة محافظة المنوفية التى حصدت أنفلونزا الطيور أرواح أربعة من أبنائها، حيث تم ضبط 97 بائعاً متجولاً أثناء قيامهم ببيع الطيور الحية للأهالى بمدن ومراكز المحافظة والتحفظ على ما بحوزتهم من طيور.
وأسفرت الحملات التى أصدر المهندس سامى عمارة محافظ المنوفية تعليماته بتكثيفها على مدى الأيام الخمس الماضية عن إعدام 6174 طائراً وغلق 46 محلاً لبيع الطيور الحية وهدم 91 حظيرة منزلية، كما تضمنت الحملات المرور على المزارع والتأكد من تطبيقها لإجراءات الوقاية.
والشمع الأحمر يعود لمحال الطيور الحية بالإسكندرية
هذا كما التزمت مديرية أمن الإسكندرية بتفعيل قرار وزير الزراعة رقم 187 لسنة 2006، حيث شاركت فى الحملات المكثفة لمواجهة خطر الإصابة بالفيروس إدارات التموين والبحث الجنائى والمسطحات المائية والمرافق والمرور، وكذلك قوات الأمن بالتنسيق مع قسم الطب الوقائى بمديرية الطب البيطرى وإدارة الإنتاج الحيوانى بمديرية الزراعة وإدارات الرخص وإشغالات الطريق بالأحياء، وتم تقسيم مدينة الإسكندرية إلى عشرة قطاعات، أسفرت عن ضبط 56 محلاً و48 بائعاً متجولاً بدون ترخيص، وتم إعدام 3453 طائراً.
هذا كما اتخذت إجراءات لمتابعة المحال التجارية التى سبق غلقها وتبين قيام عدد 6 من أصحابها بفض الأختام وإعادة فتحها، كما تمت إزالة 89 حظيرة منزلية وإعدام 2091 طائراً بأحياء المنتزه وشرق ووسط والجمرك وغرب.
كما تم تنفيذ قرارات إدارية بغلق 133 محلاً لبيع الطيور الحية بدون ترخيص وتحصين عدد 1418 طائراً منزلياً فى 57 منزلاً بمنطقة قرى أبيس دائرة قسم ثان الرمل ضد مرض أنفلونزا الطيور وتوعية المواطنين بخطورة المرض.
حملات إبادة للدواجن الحية.. هدم العشش ..تشميع المحال التجارية.. المواطنون قلقون من ارتفاع أسعار البيض واللحوم.. ولجنة أنفلونزا الطيور تؤكد: سنضيف الخنازير للأجندة
الإثنين، 27 أبريل 2009 09:01 م