أسهم الشركات فى البورصة هى أسرع الأدوات المالية تأثراً بأى تقلبات فى السوق، وتداول الشائعات والأخبار الجوهرية أهم مظاهر هذه التقلبات، خصوصاً عندما تدور حول شركات كبرى لها أوزان كبيرة فى مؤشر البورصة الرئيسى مثل "أوراسكوم تيليكوم، طلعت مصطفى، بلتون وغيرها"، فبداية من محمد أبو العينين رجل الأعمال المعروف صاحب مجموعة كليوباترا الشهيرة لصناعة السيراميك، والذى تعرض سابقاً لشائعة اللبن المجنس الشهيرة التى يتم بها إضافة مادة، قيل وقتها إنها بودرة السيراميك المستخدم فى شركاته، وهى الشائعة التى حظيت باهتمام كبير من الرأى العام، ثم تعرض لشائعة أخرى عندما اتهم فى قضية ضبط مليون و800 ألف قرص فياجرا وكمية من أجهزة التليفونات المحمولة داخل براميل السيراميك المستوردة من دبى لحساب شركته "سيراميكا كليوباترا" والتى تم ضبطها فى جمارك مطار القاهرة فى مارس 2006، وقدم أبو العينين بياناً للنائب العام يؤكد أنه رهن الإشارة لأى جهة قضائية، سواء فى مصر أو بلد الشاحن لتوضيح الحقيقة أمام الرأى العام، وانتهت القضية بتقديم مذكرة قال فيها، إن مستندات الإفراج الجمركى مزورة واتهم بعض العاملين لديه بالقيام بهذا العمل.
الشائعات وعائلة ساويرس
كما طالت الشائعات عائلة ساويرس التى تعرضت لشائعة كادت أن تؤثر على استثماراتها تأثيراً كبيراً، وهى ترديد بعض وسائل الإعلام عزم العائلة الخروج باستثماراتها إلى الخارج، وهى الاستثمارات التى تقدر بـ 20 مليار دولار تستوعب الآلاف من فرص العمل، وهو ما أثر تأثيراً كبيراً على أسهم المجموعة فى البورصة بسبب تخوف المستثمرين من احتمال صدق هذه الشائعة، وخلقت رأياً عاماً سيئاً استغلته بعض قنوات المعارضة للضغط على الحكومة مثيرين مخاوف عن دور الأقباط فى الاقتصاد المصرى وتأثيرهم فيه، إلا أن نجيب ساويرس الرجل الأشهر فى العائلة نفى هذه الشائعة تماماً وأكد حرص المجموعة على العمل فى السوق المصرية، وأنه لا نية مطلقاً للخروج من مصر تحت أى ظرف.
الخرافى ومجموعة طلعت مصطفى
وبعد اتهام هشام طلعت مصطفى بالتحريض على مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم فقد سهم المجموعة 15% من قيمته أى ما يقرب من 12 مليار جنيه، واليوم ترددت شائعات أخرى تقول، إن مجموعة "الخرافى" تنوى شراء مجموعة طلعت مصطفى، لكن اليوم السابع علم من مصادر وثيقة الصلة، أن مجموعة الخرافى تنفى جملة وتفصيلاً نيتها شراء المجموعة، وأن ما يتردد فى السوق حول شراء المجموعة عارٍ تماماً من الصحة ومجرد شائعات، مما يعنى أن الشائعات حول بيع المجموعة، لها علاقة بحركة الأسهم فى البورصة صعوداً وهبوطاً، حسب بعض المحللين.
من جانبه، قال محمد فريد خميس رجل الأعمال رئيس مجموعة "النساجون الشرقيون" إن رجال الأعمال ورجال السياسة والشخصيات البارزة بصفة عامة مثلهم مثل المشاهير فى مستوى القطاعات والمجالات المختلفة التى تطولهم الشائعات وتؤثر بالطبع على المستوى الشخصى والعملى لرجل الأعمال، مضيفاً أن التأثير الأكبر يكون على المستوى العملى حيث تسىء الشائعة إلى مشروعاته وأعماله ليس على المستوى المحلى فقط، ولكن أيضا على المستوى الخارجى، خاصة إذا كان لرجل الأعمال استثمارات فى الخارج، مشيراً إلى أن معظم الشائعات التى تطول رجال الأعمال يكون الهدف منها هو الابتزاز المالى، وطالب خميس بقانون يجرم الشائعات لما تسببه من خطر على الحركة الاقتصادية.
فوضى تداول المعلومات
قال عيسى فتحى رئيس شركة الإستراتيجية للأوراق المالية، إن هناك أسباباً كثيرة تؤثر على الاقتصاد بشكل عام تأتى على رأسها حالة الفوضى فى تداول المعلومات المهمة عن الشركات الكبرى وأدائها الاقتصادى، بالإضافة إلى أصحابها من رجال الأعمال وهذه المعلومات قد تكون نسبة الخطأ بها كبيرة لدرجة أن تصبح بمثابة شائعة لا صحة لها تؤثر على سمعة السوق بشكل عام ولا توفر جواً مناسباً للاستثمار ومعدل جذبه للاستثمارات الخارجية، وما حدث فى البورصة المصرية منذ مايو الماضى من انهيارات كان على رأس أسبابه كثرة الشائعات الكاذبة عن مستقبل السوق وأداء الشركات الكبرى، وإذا ضربنا مثالاً حياً الآن فسنجد ما يحدث لمجموعة طلعت مصطفى من تراجع لأسهمها بغير سبب حقيقى خير مثال على ذلك، بالرغم من أدائها الاقتصادى الجيد على أرض الواقع بسبب رئيسى هو ما يحيط بصاحبها من شائعات لم يثبت صدقها أو كذبها بعد.
حرب الشائعات.. بسببها هرب رجال أعمال وتوقفت مشروعات.. لكن الأمر لا يمنع من استغلالها لتحقيق أرباح طائلة فى البورصة
الإثنين، 27 أبريل 2009 08:13 م