حالة الوفاة رقم 26 التى أعلنت عنها وزارة الصحة الجمعة الماضى، لم تكن بالنسبة لزوج وثلاثة أطفال مجرد رقم فى قائمة وفيات أنفلونزا الطيور، وهم منذ ذلك الحين يواصلون استعادة تفاصيل ما حدث ذلك اليوم، الذى اختفت بعده سعدية محمد عبد اللطيف حامد (33 سنة) من التواجد العلنى فى شوارع وأسواق مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ، ولا فوق سطح منزلها، حيث عشة الطيور، والأهم لم يعد وجودها يضلل على أركان منزلها، الذى كان دافئاً قبل رحيلها، بينما أطفالها الثلاثة، لا يفهمون كيف تبتلع بطة روح أمهم، وهى لم تكن تقصد سوى أن يطعموها بالهناء والشفاء، أما زوجها والجيران فمازالوا غير مصدقين، لأن الشبح المسمى بأنفلونزا الطيور اقترب منهم إلى هذا الحد.
تروى الأسرة، أن "المرحومة" كانت قد اشترت بطة صغيرة من بائع متجول ووضعتها مع 20 دجاجة صغيرة فى عش على سطح المنزل، إلا أنها فوجئت بنفوق البطة فى اليوم التالى، وتلتها الدجاجات، فقامت سعدية بوضعها فى "شيكارة" وألقت بها فى الشارع، وبعد يومين شعرت بارتفاع فى درجة حرارتها وضيق فى التنفس، فذهبت إلى أحد الأطباء، الذى وصف دواءً لخفض الحرارة، لكنها لم تنخفض ولمدة 15 يوماً كاملة قضتها سعدية راقدة فى فراشها.
فانتقلت بها أسرتها إلى عيادة خارج محافظة كفر الشيخ، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص حالتها بشكل صحيح، مما زاد من سوء الحالة واشتدت المضاعفات المرضية وزاد ضيق التنفس فتم نقلها إلى مستشفى قلين المركزى، وهناك اشتبهت الطبيبة المقيمة بالمستشفى أسماء أحمد على، فى أنها مصابة بأنفلونزا الطيور، فسارعت بتحويلها إلى حميات كفر الشيخ مباشرة.
وهناك بدأت المشاهد الأخيرة فى حياة ابنة الثالثة والثلاثين، أخذ الأطباء عينات من السيدة وأرسلت إلى معامل وزارة الصحة، والأسرة تعد الدقائق والساعات انتظاراً للنتيجة، ولا تتوقف قلوبهم عن الدعاء، إلى أن جاء تقرير الوزارة ليؤكد أن الحالة إيجابية، وأن سعدية محمد عبد اللطيف حامد مصابة بأنفلونزا الطيور، وفى حالة سيئة بسبب التشخيص المتأخر للمرض، تأخر بعد مرور أكثر من 15 يوماً من حدوث الإصابة، واستمرت المصابة تحت العلاج بوحدة الحالات الحرجة بالحميات لمدة 10 أيام قبل أن يعلن بيان وزارة الصحة أنها حالة الوفاة رقم 26، تاركة وراءها ثلاثة أولاد أكبرهم محمد 11 سنة وخالد 8 سنوات وإبراهيم 7سنوات.
فيما يقول الدكتور فريد حسن وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، إنه تم وضع المنطقة التى ظهرت بها الحالتان الإيجابيتان للمتوفاة سعدية عبد اللطيف والطفلة منار إبراهيم زيدان تحت المراقبة اليومية باعتبارها إحدى البؤر المصابة، وأنه تم مسح المنطقة والشارع بالكامل وإعدام الطيور الموجودة بها.
أما النيابة، فتقول إنها حررت المحضر رقم 2620 إدارى كفر الشيخ للبحث والتحرى عن البائع المتجول، الذى قام ببيع البطة المصابة للسيدة المتوفاة ومعرفة المصدر الذى أتى منه بهذه الطيور.
الصحة العالمية تعلن عن وضع أنفلونزا الطيور فى مصر
"الزراعة" تعلن حالة الطوارئ لمواجهة أنفلونزا الخنازير
الصحة تحذر: أنفلونزا الخنازير قادمة من إسرائيل
أوباما مهدد بالإصابة بأنفلونزا الخنازير
اليوم السابع مع أسرة سعدية محمد عبد اللطيف حامد، "الضحية 26 لأنفلونزا الطيور".. الأطباء شخصوا المرض بعد 15 يوماً والنيابة ما زالت تبحث عن بائع "البطة القاتلة"
الإثنين، 27 أبريل 2009 01:34 م
مخالطة الطيور الحية أهم أسباب الإصابة بأنفلونزا الطيور فى مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة