حالة من الذعر الشديد انتابت الموطنين، وخاصة سكان المناطق التى تتركز بها حظائر الخنازير بعد انتشار أنفلونزا الخنازير فى عدد من دول العالم، وطالبوا بضرورة تدخل المسئولين لنقل حظائر الخنازير من داخل الكتلة السكنية. وعلى الناحية الأخرى يصر أصحاب الحظائر على عدم ظهور أية حالة إصابة بالأنفلونزا القاتلة فى مصر، وبالتالى فإن حظائرهم آمنة، حالة الانقسام نفسها سادت تصريحات المسئولين بالجهات المختلفة.
أصحاب الحظائر: نطالب بتدخل الرئيس ضد قطع أرزاق الآلاف
هلال السعيد صاحب مزرعة خنازير بمنطقة الخصوص يؤكد أنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، وهى المهنة الوحيدة التى يعرفها هو وأبناؤه وأحفاده، ويضيف أنها تدر عليه أرباحاً كما تدر رزقاً على عدد كبير من العمالة. وتعليقاً على ما يتردد بضرورة نقل الحظائر خارج المنطقة السكنية من مدينة الخصوص إلى صحراء 15 مايو يقول هلال، إن المسئولين لم يحددوا إذا ما كان أصحاب المزارع سيحصلون على تعويضات أم لا، خاصة وأن عدداً كبيراً من شباب المدينة سينضمون إلى طابور العاطلين.
أما أبو الحمد زيدان عبد الجواد صاحب مزرعة خنازير بالخصوص، فيقول إنه يعيش وعائلته فى هذه المنطقة منذ أكثر من 50 عاماً، وكل أفراد العائلة يعملون فى تدوير القمامة، وحظائر الخنازير هى مصدر رزقهم الوحيد لأن تربيتها غير مكلفة حيث تتغذى على القمامة، كما أنها سريعة التكاثر. ويؤكد عبد الجواد أنهم لم يسمعوا عن ظهور أى إصابات بأنفلونزا الخنازير فى مصر، مشيراً إلى أن مجموعة من الأطباء أخذوا عينات من العمال والخنازير بمزرعته، وتم تحليلها وجاءت النتائج سلبية مما يعنى أنه لا وجود للمرض فى المنطقة، وبالتالى فلا ضرورة لنقل الحظائر.
ويشتكى كمال زكى صاحب حظيرة خنازير بالخصوص، مما يصفه بحالة الحصار التى فرضها المسئولون على المنطقة، حيث تتم مصادرة سيارات القمامة التى تتغذى عليها الخنازير، وهو ما يهدد مصدر رزقهم الوحيد فى مقتل. وطالب زكى بتدخل الرئيس مبارك لحل هذه الأزمة التى سوف تؤدى إلى تشريد ما يزيد عن 10 آلاف عامل من المتعاملين مع الخنازير بمنطقة الخصوص.
ويتفق معه فى القول عبد المنصف ريان، موظف، والذى يشير إلى أن عدداً كبيراً من حملة المؤهلات العليا بالمنطقة يعملون فى تدوير القمامة وتربية الخنازير، وهم حريصون على المتابعة الصحية وعمل التحاليل الطبية باستمرار.
والتنفيذيون: الخصوص مدينة عشوائية "غير آمنة"
على الجانب الآخر، يؤكد المهندس عبد السميع سليم رئيس مدينة الخصوص، أنه يتم حاليا أخذ عينات من الخنازير بمعرفة الطب البيطرى، وأن كل النتائج حتى الآن جاءت سلبية مما يؤكد أنها خالية من المرض، مشيرا إلى أنه بالنسبة للأشخاص المتعاملين مع الخنازير يتم متابعتهم من مديرية الصحة بصفة دورية، مشيراً إلى أنه تم فرض غرامات على السيارات التى تضبط محملة بالقمامة.
وأضاف سليم أنه يتم حالياً إعداد مخطط استراتيجى عام للمدينة عن طريق هيئة التخطيط العمرانى، والتى أسندتها لمكتب الاستشارات المعمارية والتخطيطية، وأن الخصوص تم إدراجها ضمن المناطق العشوائية "غير الآمنة".
يذكر أن المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية أعلن من جانبه حالة الطوارئ القصوى بالخصوص، واتخاذ كافة الإجراءات لمراقبة حظائر الخنازير والتأكد من سلامتها وخلوها من المرض، وقرر تغريم أى سيارة محملة بالقمامة يتم ضبطها بمبلغ 10 آلاف جنيه ومصادرتها لصالح المحافظة. وقال حسين إن صحة المواطن فوق كل اعتبار ولابد من وقف تصدير أطنان القمامة للمنطقة.
يذكر أن مدينة الخصوص تبعد عن بنها عاصمة القليوبية أقل من 45 كيلو تقريباً، ويبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة، وقد تم تحويلها من قرية إلى مدينة بالقرار رقم 263 الصادر فى فبراير عام 2006.
رابطة منتجى اللحوم: أعدموا كل الخنازير
إلا أن علاء رضوان رئيس رابطة منتجى اللحوم فضل العزف على وتر اقتراب الخطر، وقال إن تربية الخنازير فى مصر تتسم بالعشوائية، حيث لا توجد لمربى الخنازير أى شعبة أو رابطة ولا توجد رقابة عليهم من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية. وفجر رضوان المفاجأة بأن وزارة الزراعة والصحة ليس لديها حصر بعدد مزارع الخنازير فى مصر، لأنها تتبع المحليات.
وطالب رضوان، الحكومة، بضرورة إعدام الخنازير فى مصر، والإسراع فى إنشاء مزارع متخصصة لتربية الخنازير فى الصحراء، وحذر قائلاً إنه لو لم تتخذ هذه الإجراءات، فستقضى الخنازير على 50% من الشعب المصرى.
وأشهر صاحب مقلب قمامة: نحن فى حماية جمعية "رجال الأعمال لنقل الزبالة"
وعارض إسرائيل عياد صاحب مزرعة خنازير بشدة ما يقوله رضوان مؤكداً على وجود جمعية باسم "رجال الأعمال لنقل الزبالة" برئاسة إسحاق تجاوى ومقرها مدينة نصر، وأن كل مقلب للقمامة يلحق به حظيرة لتربية الخنازير، كما أن هناك عنبراً مخصصاً لذبح الخنازير فى مجزر البساتين يخضع لرقابة أطباء بيطريين متخصصين، بالإضافة إلى وجود شركات متخصصة لتكييس وإعداد اللحوم لتوريدها إلى السفن داخل الموانئ المصرية، بالإضافة إلى السفارات الأجنبية الأخرى.
ووصف إسرائيل الضجة المثارة حول الخنازير بأنه "بلبلة مغرضة" للقضاء على ما سماه، ثروة قومية بمئات الملايين، مشيراً إلى أن هناك حظراً على تصدير الخنازير الحية، نظراً لحاجة السوق المصرية لها.
والبيئة تؤكد: لا مساس بالخنازير .. ومزارع 15 مايو غير مجهزة
من جهة أخرى، أكد المهندس أمين الخيال رئيس الإدارة المركزية للمخلفات والنفايات الخطرة بوزارة البيئة، أن كل العينات التى تم أخذها من مزارع الخنازير الموجودة فى القاهرة الكبرى سليمة 100%، وأنه لا يوجد أية شبهة إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير حتى الآن فى كل المزارع الموجودة فى مصر. وقال الخيال إن فكرة إعدام مزارع الخنازير السليمة أمر غير منطقى وغير مقبول، وإن سيناريو الإعدام الجماعى غير مطروح حتى الآن، وإنه سيتم التعامل مع مزارع الخنازير مثل مزارع الطيور فيما يتعلق بمرض أنفلونزا الطيور، بأنه سيتم إعدام المزرعة التى تظهر فيها حالات مصابة بالمرض.
هذا ورفض المهندس أمين الخيال فكرة شراء الخنازير من أصحاب المزارع ثم إعدامها، وقال إنها مجرد أفكار مطروحة، وعن تفعيل القرار الجمهورى بنقل مزارع الخنازير إلى صحراء 15 مايو، أشار الخيال إلى وجود مشكلة فى البنية التحتية للمزارع بصحراء 15 مايو، مما يصعب معه نقل الحظائر فوراً من دون مرافق أو تجهيزات.
والطب البيطرى: أنفلونزا الخنازير أخطر من الطيور
من جهته، أكد الدكتور علاء الدين محمد عميد كلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق، إن خطورة فيروس H1N1"" ينتقل من خنزير إلى آخر، كما أنه يمكن أن ينتقل من الخنازير إلى البشر من خلال الاختلاط المباشر بالخنازير المصابة أو بأدوات ملوثة.
وقال إنه من الممكن وقاية الخنازير من الأنفلونزا عن طريق تلقيحها بمصل ضد الفيروس H1N1، لكن هذا اللقاح يصلح فقط للخنازير، بينما لا يصلح للبشر، مشيراً إلى ضرورة التهوية السليمة فى مزارع الخنازير، وقال إنه فى حال شك أى من المتعاملين مع الخنازير بشكل مباشر أو غير مباشر فى وجود أى عارض، فعليهم التوجه إلى أقرب مستشفى طبى فوراً خلال 24 ساعة حتى يتم اكتشاف المرض سريعاً ويمكن علاجه، كما أكد على ضرورة غسل الأيدى بالماء والصابون عدة مرات بعد التعرض للحيوانات مع الحذر الشديد أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة، وإبلاغ الإدارة البيطرية والصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة من الفحص والعزل فى حال الاشتباه.
وأكد عميد كلية الطب البيطرى، أن الفيروس لا ينتقل عن طريق تناول لحوم الخنازير المطهى فى درجة حرارة فوق 70 درجة مئوية، وأن احتمالية إصابة المتعاملين مع لحوم الخنازير المذبوحة ضعيفة.
"الزراعة" تخلى مسئوليتها عن تعويض أصحاب مزارع الخنازير
أنفلونزا الخنازير بصالون كتلة الإخوان غداً
الكنيسة المصرية تنفى تربية خنازير داخل أديرتها
لجنة من "الطب البيطرى" لتحليل عينات من الخنازير
أنفلونزا الخنازير تكشف تناقضات المسئولين .. رابطة منتجى اللحوم تؤكد أن الحظائر خارج نطاق الرقابة .. وأصحاب الحظائر: الخنازير ثروة قومية
الإثنين، 27 أبريل 2009 05:19 م
هل ينتقل الرعب المكسيكى إلى حظائر القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة