اهتمت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، فى مقال كتبه والت روجرز، بالتعليق على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو والتى ترسل رسالة إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مفادها أنه فى حال فشلت الولايات المتحدة فى ردع إيران ومنعها عن استئناف طموحها النووى، ستتقدم إسرائيل لمنعها.
تقول الصحيفة، إن تهديد الحكومة الإسرائيلية بضرب منشآت إيران النووية، تهديد خطير يحمل بين طياته الكثير من العداء وسينتج عنه عواقب وخيمة بل وكارثية، لذا يتعين على أوباما ألا يقف مكتوف الأيدى وأن يحذر من أن يصبح هذا الوعيد حقيقة.
تشير الصحيفة إلى أن ضرب المنشآت الإيرانية سيكون مختلفاً، عما قامت به إسرائيل فى السابق، فمفاعل تموز العراقى لم يكن سوى محطة نووية معطلة لا تتمتع بكثير من الحراسة بعد أن دمرتها غارة جوية إيرانية قبل ضرب إسرائيل لها بعام، أما عن إيران، فلقد أخذت احتياطاتها وأمنت منشآتها النووية وشيدتها بعناية فائقة بعيداً عن الأراضى الصحراوية، ويجب أن تدرك إسرائيل أن ضرب مفاعلات إيران النووية لن يوقف البرنامج النووى، وإنما سيعطله لبعض الوقت لتعود إيران من جديد لمتابعته.
نعم، كانت نتائج ضرب مفاعل تموز العراقى خطيرة، إلا أنها كانت محدودة، بينما ضربة وقائية على الأراضى الإيرانية سيكون من شأنها إحداث كارثة محققة نظراً للأسباب الآتية:
أوضحت إيران أنها فى حال تم الهجوم عليها، فإنها ستغلق مضيق هرمز، الذى يتدفق من خلاله 20% من إنتاج النفط العالمى، مما سيتسبب فى إغراق العالم فى كارثة اقتصادية جديدة.
سيتدخل حزب الله، التابع للجيش الإيرانى فى لبنان ويزعم وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، أنه يمتلك أكثر من 42 ألف صاروخ، كافية لإحراق أكبر المدن الإسرائيلية مثل حيفا وتل أبيب، كما يعتقد أن حزب الله يمتلك خلايا إرهابية فى كل من أوروبا وأمريكيا الشمالية، ويرى خبراء مناهضة الإرهاب أن حزب الله يشكل خطراً إرهابياً أكبر من ذلك الذى تشكله القاعدة.
ضرب إيران سيثير موجة غاضبة من معاداة السامية التى ستترجم فى نهاية المطاف إلى أعمال عنف ضد اليهود حول العالم.
هذه الضربة ستكون دليلاً دامغاً إضافياً على حرب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على الإسلام، وسيحتشد آلاف المقاتلين الإسلاميين من مراكش ومرسيليا ولندن والقاهرة وكراتشى وطهران فى غضون ليلة واحدة ويذهبون إلى العراق وأفغانستان لشن حرب جهادية ضد القوات الأمريكية هناك.
من جانب آخر، تقول الصحيفة، إن نتانياهو ليس بأحمق، فهو يدرك جيداً هذه التداعيات العالمية، فضرب إيران لن يزيد فقط من الطموح النووى، وإنما سيكسبه الشرعية التى تحتاج إليها إيران لمباركة جهودها النووية، نتانياهو يعلم كذلك أن تهديد الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، بمسح إسرائيل من على الخارطة، ما هو إلا كلام منمق يتشدق به نجاد، ولكنه يعلم مدى أهمية الزعيم الأعلى فى الدولة، آية الله خامئينى، الذى يقود القوات المسلحة والجهاز الأمنى الوطنى.
وفى النهاية، ترى الصحيفة أن أوباما يجب أن يأخذ موقفاً حاسماً وأن يخبر إسرائيل ألا تضرب المنشآت النووية الإيرانية حتى لا تتسبب فى وقوع كارثة حتمية فى الشرق الأوسط المتعثرة أوضاعه.
ساينس مونيتور: على واشنطن منع إسرائيل من ضرب إيران
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة