هل يمكن فرض حجر صحى وبيطرى على مصر نتيجة الانتشار الرهيب لمرض أنفلونزا الطيور؟ ومن المسئول الأول عن هذه الكارثة؟ وهل المواطن يدرك حجم الخطر القادم؟ أسئلة عديدة طرحت خلال الأيام القليلة الماضية، هذا مع تضارب الأرقام والبيانات والمعلومات الواردة من جميع الجهات المحلية والعالمية .
من جانبه يقول الدكتور زهير حلاج ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر "المشكلة الكبرى هى عدم التزام المواطنين وتمسكهم بالسلوكيات والعادات الخاطئة فى التعامل مع الطيور"، لافتاً إلى أن الجهود المبذولة فى مصر لمواجهة أنفلونزا الطيور هى جهود ضخمة، ولكنها ما زالت لا تتناسب مع مستوى ثقافة الشارع المصرى.
تغير طريقة تعامل الناس مع الطيور صعب جداً، كما أكد الدكتور سامى طه أستاذ الطب البيطرى، كما أشار إلى الضعف الذى أصاب الحكومة فى مكافحة المرض قائلاً "فى مصر تم تخصيص سيارة واحدة لكل 40 قرية، فهل هذا يعقل؟ مشيراً أيضاً إلى ضرورة نقل مزراع الخنازير خارج المناطق السكنية، حيث يوجد أكثر من 250 ألف خنزير فى القاهرة الكبرى وحدها، موضحاً أن الخنازير هى مشكلة المشاكل بالنسبة لمرض أنفلونزا الطيور، متسائلاً عن السبب فى عدم نقلها إلى الآن رغم مرور 4 أعوام على دخول المرض، ورغم تحذيرات المنظمات المحلية والدولية من خطورتها فى نقل المرض .
كما أكد "طه" أن هيئة الخدمات البيطرية تعمل الآن بنصف طاقتها، لذا لابد من تعيين عدد من الأطباء البيطريين، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت فى خطتها لمكافحة المرض وتحصين الطيور فى شهر واحد 34 ألف طبيب بيطرى، وليس 8 آلاف طبيب فقط، كما يحدث فى مصر، مما يؤكد ضعف تعامل وزارتى الصحة والزراعة مع هذه الكارثة.
من جانبها اكتفت وزارة الصحة بإلقاء الكرة فى ملعب الإمكانات التى تشكو ضعفها بصفة مستمرة، مؤكدة التزامها المستمر بخطط اللجنة القومية لمكافحة المرض، فمن جانبه أعلن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، أن المشكلة الأساسية التى تواجه الوزارة، صعوبة تجاوب المواطن معها، فى ظل تمسكه بالطيور التى قد تكون مصدراً للرزق وللموت أيضاً.
توجه اليوم السابع لبعض الأهالى وأصحاب المحال لاستطلاع آرائهم، فقالت أمينة محمد على (54 سنة) "إحنا بناكل الفراخ وعند الغليان لو فى حاجة بتروح وإحنا عارفين هذا المرض من سنين، كلها إشاعات" أما هشام منصور أحمد (28 سنة) صاحب محل منطقة الجيزة يقول "يوجد هناك حالة من الكساد منذ أسبوع فى بيع الفراخ، بسبب قيام المحافظة بغلق بعض المحال بسب مرض أنفلونزا الطيور، والأسعار انخفضت، فالكيلو من 14 جنيه وصل إلى 12.5 بس الناس بتشترى وليس هناك مخاوف من المرض" وأضاف هشام أن الأضرار ممكن تكون من المخالطة للفراخ وليس من الأكل.
خالد إبرهيم عباس (32 سنة) صاحب محل بمنطقة الجيزة قال "منذ أسبوع قامت قوات الأمن التابعة للجيزة بحصر المحال وإغلاق بعضها، وإنه لابد من تصريح وما لم يغلق المحل يدفع غرامة".
أما محمد سعد إبرهيم (34 سنة) صاحب أحد المحال، أكد على أن قوات الأمن التابعة لمحافظة الجيزة قامت بغلق بعض المحال خوفاً من تفشى المرض، مضيفاً "عايزين نبطل فراخ طب هنشتغل إيه؟ أنا واحد من الناس علىّ 5 قضايا بسبب ممارسة عملى لعدم إغلاق محلى، وآخر قضية دفعت فيها غرامه 500 جنيه بسبب مخالفتى، ومعظم أصحاب المحال متخوفون من الغرمات التى تفرضها الحكومة".
" إحنا طول عمرنا بناكل، لا فى مرض ولا حاجه والفراخ سليمة 100"% هذا ما أكده حمد كسح (27 سنة) صاحب محل، أمام هذا المحل رصد اليوم السابع أحوال البيع والشراء، وجدنا إقبالاً شديداً على البيع ويؤكد كسح، لا توجد أية مشكلة، وكلها إشاعات، والفراخ سليمة.
كما أضاف محمود عيد (25 سنة) عامل فى أحد المحال بالجيزة الفراخ سليمة وهناك إقبال حول البيع وكل هذه إشاعات والأسعار نزلت، لأن كل الأسعار مش فى الفراخ فقط، وقال صاحب محل فراخ "هى الحكومة عايزة إيه؟ هما عايزين نشحت... تناقضات عديدة طرحها الشارع ليؤكد أزمة الثقة بينه وبين الحكومة من جانب وتعرضه الخطير للمرض بسبب إهمال كل من وزارة الصحة والزراعة فى محاصرة مرض أنفلونزا الطيور قبل تحوله إلى وباء حقيقى يحصد أرواح المصريين.
لمعلوماتك
*مصر ثالث أكثر بلد تأثرًا بالمرض، بعد إندونيسيا وفيتنام.
*90% من المصابين حتى الآن بالفيروس من النساء
*ثلاثة أرباع حالات الوفيات من النساء.
الصحة... الزراعة... المواطن... من يتحمل مسئولية تفشى مرض أنفلونزا الطيور؟
الأحد، 26 أبريل 2009 01:46 م