الأخوة والأخوات رواد صفحتنا الإلكترونية بجريدتنا الرائعة، اسمحوا لى أن استعير مسامعكم ووجدانكم وأحلق بأفئدتكم مع شاعر ربما اكتنفت سيرته الغموض، يجهله الكثير لعدم تسليط الأضواء عليه حالياً لسبب يعلمه الله، فهو بين الأدباء والشعراء قامة عالية لها وزنها، لكنه للأسف لم يعمر بدنيانا كثيراً وكان موته المفاجئ أو انتحاره لغزاً إلى الآن.. عن عمر يناهز الثلاثين عاماً فقط، رغم إنتاجه الغزير، وحباً لكم، لم أستطع أن أمنع قلمى عن تعريف البعض ممن يجهلون هذا الشاعر، لعل الله يبعث من ينقب عن كل تراثه المنشور فى المجلات فى ذاك الوقت.
سوف أختصر لضيق المساحة المتاحة وأكتفى بمقتطفات من هذه القصيدة،
"بنى مصر..
ألم تغيب الشمس عنا وتطلع ونلعب فى ظل الحياة ونرتع؟
رضينا بخفض العيش والذل حوله، وما الذل إلا حظ من بات يقنع
نهيم بهزل لا نهيم بغيره، ونهرب من جد الحياة ونفزع
ونحجم عن أخطارها وصعابها، وتنهبنا لذاتها والتمتع
وأن نبتغى العليا ترانا كأنما، نساق إليها كارهين وندفع
نسير على رسل وللعصر حولنا، مواكب فى طرق العلا تتدفع
أساغ بنو الشرق الحياة ذليلة، وعيش بنى الغرب العلا والترفع
هم قادة الدنيا ونحن وراؤهم، فضول وأذيال تجر ونتبع
رضينا بأن نحيا على الغرب عالة، كأن ليس فيما دون ذلك مطمع
ندل ونستعلى بمخترعاتهم، ولا كاشف منا ولا ثم مبدع
ونفخر بالعلم الذى هم عيونه، ولم نك إلا شربة حيث ينبع
ونرفل فى إعطائها من حضارة، وما نحن نبنيها وما نحن نصنع
وكم تائه منا بثوب منمق، وأحرى به منه الرديم المرقع
وكم مستعير بأسهم ويخاله، بقوته فينا يصول ويدفع
لهم حاضر عالٍ وماضٍ مؤثل، وسعى إلى مستقبل المجد أروع"
........................................................................
انتقل إلى مقطع آخر
يوجه الخطاب إلى شعب وادى النيل
"هلموا إلى جد الحياة ونفضوا، بقيه هذا النوم فالعصر مسرع
فما الأمر لو تدرون إلا عزيمة، تصارعوا شدات الحياة فتصرع
تعاف ذلول العيش قد لان ملمساً، وتضرب فى وعر الحياة وتقرع
وإن سلكتم فاجعلوا مصر قبلة، وحول علاها الملتقى والتجمد
شريكتم فى سركم وجهاركم، وحين تغيب الشمس عنكم وتطلع
وولوا إلى الأعمال لا القول همكم، فما القول بالمجدى ولا الزعم ينفع
وإن فاتكم منها الجناة ففى غد، ستزهر للجيل الجديد وتونع"
هذه مقتطفات وأرجو أن أكون قد وفقت فى إدخال بعض المعانى
الجميلة إلى أفئدتكم.
الشاعر صاحب القصيدة فخرى أبو السعود الذى ولد فى عام 1910 وفارقنا فى عام 1940
حياة قصيرة ولكنها عامرة بالإنتاج والإبداع شعراً ونثراً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة