الإبداع فى مصر لا يطعم الجائع ولا يفتح البيوت

السبت، 25 أبريل 2009 01:04 م
الإبداع فى مصر لا يطعم الجائع ولا يفتح البيوت إبراهيم أصلان موظفاً بالبريد والبساطى بالجهاز المركزى للمحاسبات
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإبداع فى مصر لا يطعم البطون الخاوية، ولا يفتح البيوت أو يحقق الاستقرار، ومن هنا كان على الأدباء والمبدعين أن يشقوا طريقهم فى تراب الميرى، والبحث عن الوظائف الحكومية، حتى يتسنى لهم مواصلة حياتهم بشكل أكثر استقراراً يتيح لهم الغوص فى عالم الإبداع بلا هموم يومية.

الأدباء ماذا يعملون، فى الغرب يعيش الأديب على نتاج أدبه حياة كريمة، أما فى مصر فلا تتوقع ذلك لأنه ببساطة الأديب يدفع الآلاف لنشر أعماله، و"يصرف" على إبداعه من جيبه ولا يحصل منه على عائد، من هنا كان سؤالنا ما هى وظائف الأدباء فى مصر.

الروائى إبراهيم أصلان مبدع برتبة موظف بريد
يقول الروائى الكبير إبراهيم أصلان، إنه بدأ حياته موظفاً فى هيئة البريد ولم يكن يجد وقتاً للقراءة، وكل كاتب فى البدايات بحاجة للعمل لتحقيق استقلاليته.

وبصورة أقرب للواقع، يقول أصلان "عندما يكون عندك عمل تكون مستقلاً اقتصادياً، ويتوفر لك شربك وسكنك ودخانك، وهى أشياء مهمة جداً، فالكتابة فى بداية حياة الكاتب "مش هتأكله عيش"، حتى يكون المبدع بمنجى من أى إغراءات.

يروى أصلان، كيف كانت الكتب رفيقة على مدار رحلته الوظيفية، حيث انتقل لهيئة المواصلات السلكية واللاسلكية وعمل بها فترة حتى انتدابه لهيئة الكتاب كنائب لرئيس تحرير سلسلة "مختارات فصول" مع سامى خشبة، وفرت له هذه الوظيفة الوقت للكتابة والإبداع والتواصل أكثر مع الوسط الثقافى.

ويضيف أصلان: فى كل هذا لم أرغب أبداً فى ترك العمل نهائيا، كى أظل بعيدا عن الرضوخ لأى إغراءات.

الروائى محمد البساطى مفتش بالمركزى للمحاسبات يرصد الفساد برواياته
تميزت حياة محمد البساطى بالانتقال المستمر فى محافظات مصر منذ ميلاده فى محافظة الشرقية، ثم انتقل إلى محافظة الدقهلية، وهناك كانت الصدفة السعيدة أن بيته كان يطل على بحيرة المنزلة؛ لتضعه فى حالة إبداع فريدة، وكان نمط الحياة بين هؤلاء البشر مليئاً بالدفء والحميمية رغم ظروف الحياة الصعبة.

وبعد تخرجه من كلية التجارة، كان همه البحث عن وظيفة حكومية توفر لى ساعات فراغ مناسبة للقراءة فاتجه للحكومة، وعمل فى الجهاز المركزى للمحاسبات، وعمل مفتشاً على الوحدات المالية، واصطدم بالمختلسين والمرتشين والحرامية، وكان هذا يقدم لى أفكار أعمال كثيرة كتبتها.

محمد العشرى جيولوجى يبحث عن أسرار الصحراء ويرويها
أما محمد العشرى الذى صدرت له روايات "غادة الأساطير الحالمة"، "تفاحة الصحراء"، "نبع الذهب" و"خيال ساخن" فيعمل جيولوجياً فى مجال البحث والتنقيب عن البترول.

ويقول العشرى، بدأت حياتى الأدبية قبل عملى بالجيولوجيا، ثم وقفت مع نفسى وتصالحت معها على ألا يعوق أحد الإتجاهين الآخر، وبالفعل كان لهذا التصالح ثماره وفوائده، لأن الصحراء امرأة آسرة كلما أمعنت فى محبتها وعشقها، كلما دلتك على بعض مفاتيحها، إضافة إلى أننى على قناعة أن التفكير العلمي مهم حتى بالنسبة لكتابة الأدب.

اعتبر العشرى نفسه أحد الكتاب المحظوظين، لأن العمل فى الصحراء جعله جزءاً من الأجواء الجديدة المتغيرة، وسعة الأفق، ذلك الفضاء الثرى أتاح له مجالاً جديداً، لم يتطرق إليه كثيرون فى مجال الرواية.

فعن العلاقة بينهما، يقول العشرى "أرى أن العلاقة بين الجيولوجيا والأدب علاقة وثيقة جداً، ما زلت أجمع بينهما فى الحياة، حيث أعمل جيولوجياً فى شركة كبرى للبحث والتنقيب عن البترول، وفى الرواية، بما كتبته عن الصحراء من روايات، وبما يتفاعل داخلى من تلك البيئة، ويحركنى لكتابة جديدة كل لحظة".

محمد عبد النبى مترجم يضمن راتباً شهرياً يتيح له إبداعاً متميزاً
يعمل محمد عبد النبى الآن مترجماً بإحدى الشركات منذ خمس سنوات، وحينما صدرت أوله كتبه كان طالباً جامعياً بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، يقول عبد النبى: فى الجامعة كنت أكتب وقت ما أشاء وأقرأ أيضاً وقت ما أشاء، لكن الآن العمل يأخذنى تسع ساعات فى اليوم، ولمدة خمس أيام فى الأسبوع، لذلك أقرأ فى المترو، وأحيانا قليلة فى العمل، وكثيراً لا أجد وقتاً للكتابة، فهى تحتاج تفرغاً غير عادى، ومن ناحية أخرى من المهم لأى كاتب أو إنسان عادى أن يخرج من بيته يشوف الناس، ويكلمهم وهو ما نسميه بالاحتكاك، لا أنكر أن نجيب محفوظ كتب أهم أعماله وهو موظف حكومى، لكن أيامها كانوا ينتهون من العمل بعد الظهر فى وقت مناسب يسمح للناس بعمل أشياء أخرى.

سمر نور اتجهت للصحافة لأنها أول خطوة فى الإبداع وتدر راتباً شهرياً
منذ بدأت حياتى العملية عام 1999 وأنا أعمل فى مجال الصحافة، وأنا الآن محرر ثقافى بجريدة البديل الأسبوعية، بعد أن توقفت جريدة البديل اليومية عن الصدور مؤقتاً.

قبل صدور مجموعتى القصصية الأولى "معراج" عملت فى العديد من الجرائد المستقلة والتابعة لمؤسسات، وربما كانت أهمها تجربتى فى جريدة "القاهرة"، أما مجموعتى الثانية "بريق لا يحتمل" فصدرت فى 2008 فى فترة عملى بالبديل.

اخترت العمل بالصحافة ظناً منى أنها الأقرب إلى عالم الكتابة، حيث كنت أحلم أن أكون كاتبة، لكن الصحافة فى مصر مثلها مثل أى مهنة أخرى، وربما أكثر، لا تحقق الاستقرار التى قد يبتغيه الكاتب، لكنها من جهة أخرى قد تكسبه الكثير من الخبرات، خاصة أننى عملت فى العديد من أفرع الصحافة مثل التحقيقات السياسية والاجتماعية والفن والحوادث.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة