لوموند: أمريكا تشهد أكبر عمليات تجسس إلكترونية بتاريخها

الجمعة، 24 أبريل 2009 03:32 م
لوموند: أمريكا تشهد أكبر عمليات تجسس إلكترونية بتاريخها شكوك أمريكية بتورط الصين فى سرقة معلومات من البنتاجون
عن صحيفة لوموند الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكر مراسل صحيفة لوموند فى واشنطن أن متحدثا رسميا باسم وزارة الدفاع الأمريكية قد أكد ضمنيا المعلومات التى نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، حول قيام مجموعة من "الهاكيرز" (قراصنة الإنترنت) باختراق أجهزة كمبيوتر البنتاجون الأمريكى وسرقة برنامج التصميمات المسمى "Joint Strike Fighter" الخاص بالمقاتلة F35 Lighting II، أكثر الطائرات تطورا فى العالم، والذى تبلغ تكلفته 300 مليار دولار، واحتمال أن تكون الصين هى المستفيد من عملية القرصنة تلك، وفقا لمعلومات حصلت عليها الصحيفة من وزارة الدفاع.. مضيفة أن المخترقين قد شرعوا غالبا فى نسخ المعلومات الخاصة بتصميم الطائرة وأنظمتها الإلكترونية بشكل متكرر منذ عام 2007 على الأقل.

الأمر الذى عبر عنه أحد العاملين بوزارة الدفاع بأنه لم يشهد مثيلا له من قبل، مؤكدا أن هذه العملية تندرج فى إطار تصاعد عمليات التجسس الإلكترونية التى تتعرض لها المواقع الحيوية فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتذكر الصحيفة أنه فى الوقت الذى يؤكد فيه أحد ممثلى البنتاجون أن محاولات اختراق شبكات المعلومات الخاصة ببرامج الدفاع الأمريكى قد تضاعف معدلها خلال الستة أشهر الأخيرة، فقد حاول وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس، خلال لقاء معه على قناة CBS، التخفيف من المبالغة التى تحيط بهذا الخبر قائلا: "نحن نتعرض يوميا لمثل تلك الهجمات على مواقع أنظمتنا، إلا أننا نسيطر جيدا على معلوماتنا الحساسة". كما أشار إلى أن وزارة الدفاع كانت تخطط لزيادة عدد الخبراء المكلفين بحماية مواقع المعلومات العسكرية الأمريكية من 80 إلى 250 خبيرا.

وكان جيتس قد أعلن فى بداية شهر إبريل الجارى استقطاعات صريحة من ميزانية بعض أنظمة التسلح لصالح تمويل المعدات المخصصة "للحروب الناشئة"، من نوعية حرب أفغانستان. فهو ينوى وقف إنتاج المقاتلة F22 بعد تسليم الدفعة الأولى منها التى يصل عددها إلى 187 طائرة بدلا من 400، كما كان يأمل سلاح الطيران، إذ يرى جيتس أن هذه الطائرة باهظة التكاليف ولا تلائم الصراعات غير التقليدية، فى حين أن المقاتلة F35 تحظى باهتمام البنتاجون، ويتعدى سعر إنتاج 2400 طائرة منها، على مدار 30 عاما، 1000 مليار دولار.

وفى الوقت الذى لم يتم فيه بعد التصريح عن هوية المخترقين أو حجم الخسائر المالية والأمنية لعملية الاختراق، فقد ذكرت الـ"وول ستريت جورنال" شكوك عدد من المسئولين القدماء فى البنتاجون إزاء مصدر الهجمات التى يتوقعون أن تكون الصين.
فقد سبق وقام مسئولون رسميون، فى بداية إبريل، باتهام الصين بالضلوع فى محاولة اختراق نظام الرقابة الأمريكى على توزيع الكهرباء. وقد نفت بكين من جانبها هذا الأمر، وتحققت من أن البيت الأبيض لم يصدق على تلك المعلومات. إلا أن تحقيقات البنتاجون، فى قضايا مماثلة شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا، قد أكدت بشكل كبير احتمال تورط الصين فيها.

ويأتى التصريح عن تلك المعلومات فى سياق إعادة تقييم ميزانية أولويات الجيش الأمريكى والجدل المثار بصورة متكررة فى الأوساط الأمنية والدفاعية الأمريكية حول حقيقة "التهديد العسكرى" الذى تمثله الصين و"التجسس" الذى تمارسه.. حيث تشهد تلك الأوساط انقساما واضحا فى الرأى. فالبعض يشك فى قيام الصين بعمليات تطوير عسكرية سرية غير تلك المعلن عنها، مشيرين إلى أن الميزانية الرسمية لوزارة الدفاع الصينية (60 مليار دولار فى 2008) أقل بكثير من حقيقتها (التى تقدر بين 105 و150 مليارا)، والبعض الآخر يعتقد أن الأمر لا يستدعى هذا القلق المبالغ فيه، مستندين إلى التقرير السنوى للبنتاجون حول التسلح الصينى الذى يذكر أن هذا البلد لايزال أمامه الكثير من الوقت ليحصل على صفة "القوى العسكرية المدهشة" التى ينسبها إليه البعض.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة