شهدت فعاليات الدورة 15 للمهرجان القومى للسينما ظاهرة جديدة فى ندوات المهرجان، حيث استغل صناع بعض الأفلام التى لاقت انتقادات واسعة وخلافات عديدة وقت عرضها فى التبرؤ من أفلامهم فى ندوات المهرجان بداية بفيلم "بنات وموتسيكلات" بطولة ريم هلال وتتيانا وصالح عبد النبى وزين وتأليف وإنتاج مى مسحال.
وأكد مخرج الفيلم فخر الدين نجيده لمدير الندوة إمام عمر تلفونيا، أنه متبرئ من الفيلم لأن المنتجة مى مسحال كانت قد اختارت أحد المخرجين الشباب غير النقابين لإخراج الفيلم، إلا أن قرار نقابة السينمائيين والذى حدد لها 50 ألف جنيه جعلها تتراجع عن ذلك وتضع اسمه على الفيلم باعتباره المخرج الأساسى للعمل.
أما فيلم" لحظات أنوثة" بطولة علا غانم وجومانا مراد واللبنانية ميرا وأجفان وعادل عشوب ومحمد ظاظا ومحمد سليمان وسيناريو هانى عيسى وإخراج مؤنس الشوربجى، فقد تبرئ منه كل العاملين فيه بسبب تدخلات المنتج محمد عشوب وفرضه لابنه عادل عشوب وتدخله فى السيناريو، كما أكد مؤنس الذى طلب بدوره من مدير الندوة منى العايدى أن تبلغ تبرئته من الفيلم، وأنه يعتبر نفسه لم يعمل به من الأساس واتهام محمد عشوب للمخرج بأنه أتلف الفيلم كل هذه الخلافات.
وأخيرا فيلم" المش مهندس حسن" بطولة محمد رجب ودوللى شاهين وسيناريو وحوار سامح سر الختم ووليد سيف ومحمد نبوى وإخراج منال الصيفى، حيث أكد وليد سيف أحد كتاب السيناريو فى ندوة الفيلم أن المخرجة قامت بتغييرات على السيناريو مما أخل برؤية الفيلم.
وهنا يبقى تساؤلا مهما حول عرض تلك الأفلام بالمهرجان، خاصة أن لائحة المهرجان تنص على قبول الأفلام المتقدمة للمهرجان بشرط ألا يمر إلا عام واحد على موعد خروجها من معمل التحميض والطبع، كما أن هناك سؤالا أهم لماذا تقدم أصحاب هذه الأفلام للمهرجان إذا كانوا متبرئين منها؟
الناقدة ماجدة موريس علقت على مايحدث بأنه شئ جديد على المهرجان، لم يحدث قبل ذلك فى أى دورة من دوراته، وفسرت ماجدة ما حدث على أنه تصعيد لهوامش وأسرار وخلافات تلك الأعمال لتظهر على السطح، وكأنه إحساس من صانعى هذه الأعمال بأنهم ارتكبوا جرائم فى حق الجمهور، وبتبرئهم من أعمالهم فهم يقدمون تفسيرا مسبقا للجمهور ليحموا به أنفسهم من النقد الذى من الممكن أن يتعرضوا له خصوصا أن المخرج هو رب العمل، إلا أن مايحدث فى الواقع مختلف، خاصة مع وجود بطل ومنتج يفرضون أرائهم وبالتالى لم يصبح المخرج صاحب الكلمة الأولى والأخيرة لذلك لا تقع المسئولية عليهم لوحدهم.
أما عن لائحة المهرجان والتى تقبل مثل هذه الأعمال، فأكملت ماجدة بأن المهرجان القومى له رسالة واضحة وهى استعراض حال السينما وتقديم صورة عن الفيلم المصرى فى عام كامل، الجيد منها والردئ، وهى رسالة لايمكن تغييرها، ثم أن المنتج هو صاحب الحق فى التقدم بتلك الأعمال، وإن كان أغلب المتقدمين يطمعون فى الحصول على أى جائزة من المهرجان أو حتى شرف المشاركة فيه.