المنطقة الصناعية للرخام والجرانيت والمعروفة باسم شق الثعبان الواقعة على طريق الأتوستراد منطقة طره، تلك المنطقة الهامة اقتصاديا واجتماعيا للدولة وأيضا هى تلك المنطقة التى لا تنظر إليها أجهزة الدولة أو تعيرها أدنى اهتمام.
منطقة شق الثعبان والتى تحتوى على أكثر من ألف مصنع وورشة لتصنيع الرخام والجرانيت ولكم أن تتخيلوا كم من العمالة التى تعمل فى تلك المنطقة سواء أكانوا عمالا أو حاملى الدبلومات الفنية أو خريجى الجامعات من حملة الشهادات العليا، وأيضا لكم أن تتخيلوا كم من العملات التى تجلبها تلك المنطقة للدولة من تصدير الرخام والجرانيت المصرى للخارج.
ولكن وللأسف لم تأخذ بعد هذه المنطقة نصيبها من اهتمام أجهزة الدولة، فإذا صادفك عزيزى القارئ وأن ذهبت لتلك المنطقة فستجد أول ما يواجهك الطريق داخل المنطقة الطريق غير مرصوف أو مؤهل لسير السيارات ولا حتى السائر، علما بأن معظم السيارات التى تسير فى تلك المنطقة سيارات نقل ثقيل تلك التى تقوم بنقل بلوكات الحجر الخام للقيام بتصنيعها وأيضا سيارات نقل الحاويات وسيارات نقل المياه، نعم سيارات نقل المياه حيث إنه لم يتم توصيل المياه بعد لتلك المنطقة وفى الآونة الأخيرة تم رصف جزء من هذا الطريق ويستأنف العمل البطىء فى الاستكمال وهذا تم بعد زيارة السيد محافظ حلوان للمنطقة.
فالسؤال أين كانت أجهزة الدولة قبل ذلك، علما بأنه قد حدثت حوادث كثيرة جدا، بسبب عدم صلاحية الطريق وأودت هذه الحوادث بحياة عدد من العاملين فى هذه المنطقة فضلا عما تم إصابته فى هذه الحوادث. ونتطرق إلى نقطة أخرى فهذه المنطقة غير متوافر فيها مواصلات داخلية غير عدد من الميكروباصات المتهالكة وسيارات نصف النقل التى يضطر العاملون لركوبها للذهاب لمقار إعمالهم أو الانتقال داخل المنطقة الصناعية.
النقطة التالية وهى مشكلة المياه فتلك الصناعة تعتمد على المياه بشكل كبير حيث إن المياه تدخل فى جميع مراحل صناعة الرخام والجرانيت بداية من مرحلة النشر(تحويل البلوك من صورته الأولية إلى طاولات) ومرحلة التقطيع والتلميع، ورغم ذلك لم يتم حتى الآن توصيل المياه لتلك المنطقة بعد، ويتم شراء المياه من أصحاب سيارات المياه التى تنقل المياه من محطات طره إلى المنطقة مقابل مبالغ مالية فى بعض الأحيان تكون استغلالية. وأضف إلى هذا تعنت الأجهزة الحكومية فى تخليص إجراءات ومساعدة مستثمرى شق الثعبان، بدلا من تقديم يد العون إليهم والأمثلة على ذلك كثيرة وكثيرة.
كل هذه التحديات أدت إلى:
1-تراجع معدل التصديرى للرخام المصرى على مستوى العالم آخذا فى الاعتبار الأزمة الاقتصادية العالمية بدليل أن هناك عديدا من الشركات الأوربية والإقليمية اتجهت إلى استيراد الرخام المصرى من الصين بدلا من استيراده من مصر، وذلك لأنه فى الصين أرخص فالشركات الصينية اتجهت إلى استيراد البلوكات الخام فى صورتها الأولية من المحاجر وتصنيعها فى الصين وإعادة تصديرها مرة أخرى وبأسعار تنافس حتى تكلفة تصنيعه فى مصر.
2-توجه العديد من أصحاب المصانع إلى غلق مصانعهم أو الاستغناء عن عدد كبير من العمالة مما يؤثر على نسبة البطالة فى مصر. وحتى لا أكون ناكرا للمعروف فهناك بعض الجهات التى تحاول الوقوف جنبا إلى جنب مع هؤلاء المستثمرين.
فاسمحوا لى بمناشدة الجهات المعنية بالاهتمام بتلك المنطقة والنظر إليها بعين الاعتبار لأنها ثروة قومية، ولعلنا ننجح فى جعلها بداية لتقوية ودعم الاقتصاد المصرى فى تلك المحنة الاقتصادية العالمية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة