فاروق عبدالعزيز حسنى، المرشح المصرى فى انتخابات مدير عام منظمة اليونسكو، أكثر وزراء الثقافة بقاء فى منصبه، وأكثرهم أناقة وإثارة للجدل، بمواقفه وتصريحاته ولوحاته، وقضايا الفساد التى تم كشفها فى وزارته من قبل الجهات الرقابية.. حتى أكتوبر المقبل، موعد انتخابات المنظمة الدولية، سيظل السؤال مطروحا: هل يسير حسنى بخطوات ثابتة نحو وزارة ثقافة العالم، أم يسير نحو نهاية طريقه الطويل فى وزارة ثقافة البلد؟
حسنى يواجه اختبارات قاسية وعقبات خارجية، لكنه غالبا فى حكم الفائز، لعدة أسباب، منها أن الدورة المقبلة لرئاسة اليونسكو مخصصة لصالح المنطقة العربية وفق بروتوكول عرفى داخل المنظمة الدولية، مع عدم وجود منافس عربى بعد انسحاب وزيرة الثقافة المغربية عزيزة بنانى من المنافسة إكراما لعيون المصريين، وبعد تأييد كل الدول العربية لترشيحه، بقرار من الجامعة العربية، وحتى لو حدثت المفاجأة وظهر مرشح يحظى بالإجماع الدولى فى مواجهة حسنى، فإن أكتوبر القادم سيأتى برياح التجديد على الوزارة، وسيحمل رجل آخر حقيبة الثقافة المصرية وملفاتها الشائكة، فمن هو هذا الرجل؟
عندما طرح السؤال على فاروق حسنى فى أكثر من مناسبة، كان يؤكد فى كل مرة أنه لا يستطيع الإجابة لأن القرار والإجابة فى يد الرئيس وحده، ورغم إعلانه أن من سيأتى بعده سيكون سعيدا بالعمل فى الوزارة، التى اعتبرها تقدمت فى عهده تقدما كبيرا، إلا أنه رفض ترشيح أى اسم لخلافته، لأن ذلك، حسب قوله، مسئولية كبيرة.
نحن من جانبنا لا نخشى تحمل مسئولية ترشيح أسماء عديدة لخلافة حسنى، ونرى أن وزير الثقافة الجديد سيرث تركة مثقلة، ابتداء من قضايا الفساد التى طالت قيادات بالوزارة، ومرورا بصداع الآثار المزمن، وانتهاء بمصطلح الحظيرة نفسه الذى صكه حسنى، وأصبح منهجا للعمل، لتطويع واستيعاب المثقفين المتمردين، ونضع 5 ترشيحات محتملة للمنصب الذى شغله العظيم ثروت عكاشة.. جابر عصفور «المثقف»، فوزى فهمى «الرجل الثانى»، على أبوشادى «الموظف»، إسماعيل سراج الدين «الكوزموبوليتانى»، وأخيرا محمد سلماوى «الكاتب الفنان»، من هم هؤلاء الخمسة ولماذا يتقدمون بورصة الترشيحات؟ تابع وستعرف..
1 - المثقف
د. جابر عصفور
إذا سألت عينة عشوائية من المثقفين عن ترشيحهم لمنصب وزير الثقافة، سيفوز بالمنصب بأغلبية مريحة الدكتور جابر عصفور الناقد البارز، الذى استطاع أن يقترب من الشارع الثقافى ومن السلطة السياسية بمقدار، جعله دائماً محاطاً بهالة من الاحترام.
2 - الرجل الثانى
فوزى فهمى
لسنوات طويلة ظل الدكتور فوزى فهمى يقوم بالأدوار الصعبة داخل وزارة الثقافة، من إدارة المشاريع الكبرى، مثل مهرجان القراءة للجميع ولجنتها العليا، ومروراً بتأكيد دور أكاديمية الفنون كرئاسة أركان حرب وزارة الثقافة، وانتهاء بالدفاع عن امتداد مصر المتآكل عربيًا بالترشح للاتحادات العربية بين الثقافة والفنون الرفيعة.
3 - الموظف
على أبوشادى
حصل على محمد أبوشادى على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس عام 1966. وعمل رئيس إدارة نوادى السينما بهيئة قصور الثقافة، وترقى بها حتى تولى رئاستها قبل أن يقال من منصبه بعد أزمة الروايات الثلاث الشهيرة عام 2001، إلا أنه عاد أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة ورئيسًا للرقابة على المصنفات الفنية، بالإضافة إلى رئاسته المركز القومى للسينما ولمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية وللمهرجان القومى للسينما.
4 - الكوزموبوليتانى
إسماعيل سراج الدين
كانت خسارة د. إسماعيل سراج الدين منصب مدير اليونسكو فى الدورة الماضية قريبة من صفر المونديال المدوى، رغم توافر كل الشروط الموضوعية فيه لكى يكون ناجحًا فيه، فهو وجه ثقافى دولى مرموق، وعمل لسنوات طويلة نائبًا لرئيس البنك الدولى، وقد ألّف أكثر من 45 كتابًا فى مختلف مجالات الثقافة والتنمية، وحاز على 22 درجة دكتوراه فخرية من مختلف دول العالم، ورغم هذا الحضور الدولى الكثيف خسر منصب مدير اليونسكو بعد حرب لا تقل عنفاً عن حرب اليمن مع المرشح السعودى الخاسر بدوره غازى القصيبى، الغريب أن خسارة سراج الدين الجارحة فى 2004 دفعت مصر للتصميم على الفوز بإدارة اليونسكو والمراهنة على المحظوظ فاروق حسنى.
5 - الكاتب الفنان
محمد سلماوى
حمل محمد سلماوى عديدًا من الملفات الثقافية ذات الطابع الدولى، منها تعيينه مفوضًا عامًا عن الجانب المصرى للإشراف على احتفالات مصر إيطاليا 2003، كما شغل منصب وكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية من 1988 حتى 1989، فضلاً عن كونه وجهًا أدبيًا واسع الانتشار أوروبيًا، كما كان أول رئيس لاتحاد كتاب مصر ينجح فى استعادة رئاسة اتحاد الكتاب العربى، بعد أن فقدتها مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد.
يمكن أن يضاف لهذه الترشيحات، ترشيح استثنائى سادس فى حالة اندماج الثقافة والإعلام فى وزارة واحدة، وساعتها سيذهب الترشيح والمنصب تلقائيًا إلى وزير الإعلام أنس الفقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة