لوموند : ظاهرة "نساء الشوارع" تنتشر فى المجتمع الجزائرى

الخميس، 23 أبريل 2009 03:41 م
لوموند : ظاهرة "نساء الشوارع" تنتشر فى المجتمع الجزائرى نساء الشوارع على مرأى من المجتمع الجزائرى
عن صحيفة لوموند الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "نساء الشوارع على مرأى من المجتمع الجزائرى"، أجرت صحيفة لوموند تحقيقا فى العاصمة الجزائرية حول ظاهرة لم تعد نادرة، وهى انتشار النساء، بصحبة أطفالهن أحيانا، على أرصفة الشوارع، والتى لجأن إليها هربا من ظروف قاسية تعرضن لها داخل أسرهن، من زواج قسرى أو طلاق أو زنا محارم أو علاقة غير شرعية خارج الزواج، وغيرها.

ترجع الصحيفة بداية هذه الظاهرة إلى الثمانينيات، حيث أدى تطبيق قانون الأسرة، القائم على أسس الشريعة الإسلامية، فى 1984 إلى ترسيخ مبدأ عدم المساواة بين الرجل والمرأة فى أمور حياتية عديدة، وحرمان المرأة الجزائرية من حقوق كثيرة. إذ ليس من حقها مثلا الزواج دون موافقة ولى أمرها.. وفى أمور الميراث ليس من حقها الحصول إلا على نصف حق الرجل فيه.. وفى حالات الطلاق، لها الحق فى الاحتفاظ بأطفالها، فى حين يحصل الزوج على منزل الزوجية.. وذلك فى الوقت الذى يتمتع فيه الرجل بحق تعدد الزيجات وحق الطلاق.. أى بمعنى آخر تجد المرأة الجزائرية نفسها ضحية لمظاهر عديدة من التمييز تدفعها للهروب إلى الشارع.

تقول ميريام بلال، رئيسة أحد مراكز استقبال ضحايا العنف من النساء فى الجزائر، أن المرأة الجزائرية ليست فقط ضحية قانون الأسرة، وإنما العنف الذى تتعرض له داخل أسرتها بشكل عام. وتروى ميريام أمثلة على ذلك، ومنها حالة أمينة التى لم تتمكن من العودة إلى منزل أسرتها بعد الطلاق، لأن زوجات أخواتها وأولادهم قد احتلوا المنزل ولم تجد لها مكانا به، أو أيضا مريم التى طردتها أسرتها لأنها تجرأت ووجدت من الظلم عدم حصولها على نصيبها من الميراث. ومن ثم لم تجد هاتان السيدتان سوى الشارع للاحتماء به، حتى اصطحبتهما الشرطة إلى هذا المركز حيث بدأت إحداهما فى تعلم مهنة الخياطة والأخرى فى العمل فى المنازل.

ثم تشير الصحيفة إلى أن النساء اللاتى يهربن من الأشكال العديدة من العنف الأسرى يجدن نوعا من الإحساس بالحرية فى الشارع. مثل ليندا التى ترفض العيش فى مؤسسة إيواء لأنها لا تحتمل أن يفرض عليها إيقاع حياة بعينه. فها هى تجلس فى الشارع فى الصباح لترسم لوحات، وتبيعها لتأكل بثمنها، وتنام فى الليل فى مدخل إحدى العمارات حيث تقدم لها سيدة تسكن فيها بعض ما يتبقى من طعام لديها كل يوم.

تعلق ميريام بلال على هذا الأمر قائلة إن الناس فى الجزائر بدأت تعتاد على رؤية هذا الوضع، فقد أصبحن تلك النساء يمثلن جزءا من مشهد الشارع الجزائرى. وتضيف أن هذا الأمر الذى كان يشكل سابقا نوعا من الخجل، قد انتهى وأصبح إيمانا بالقضاء والقدر.

وتسوق الصحيفة رأى إحدى عالمات الاجتماع الجزائريات التى ترى أن مبدأ التضامن الذى كان يسود المجتمع الجزائرى بدأ يشهد تراجعا. فالأسر تفتقر فى معظم الحالات للإمكانيات اللازمة لاستقبال هؤلاء النساء داخلهم من جديد. بل لقد وصل الأمر لرؤية أسر بأكملها، بما فيهم الأب، تعيش فى شوارع العاصمة الجزائرية. مما يعكس حالة الأسرة الجزائرية والمجتمع بوجه عام، وهو نتاج طبيعى لمجتمع يمر بأزمة يتولد عنها أسر تعيش الأزمة هى الأخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة