أصبح الأهلى مع «الألتراس» مثل رجل راكبه عفريت أو لابسه جن..استهوى الأهلى هذا النوع من التعصب فاستحضره وعندما أراد أن يصرفه فشل، وعندما استعان بهم لضرب الآخرين فى إطار سياسة «تكسير عظام المنافسين أهم من بناء عظام الأهلى»، تحولوا إلى ضربه وضرب الآخرين معا، ويبدو أن الألتراس يعملون بنظام ولا يخربون بعشوائية فتحولوا إلى «تنظيم» بدليل أنهم فاجأوا الإدارة بهتاف مهين وموجع بدون مناسبة.. وحطموا منذ أيام صالة ناديهم فى مباراة السلة مع الاتحاد السكندرى، رغم أن هذه الإدارة تكاد تأخذهم فى حضنها وتستعطفهم ألا يستحضروا أمام الناس روح صالح سليم.
إذن أصبح الألتراس خطرا عاما لا يرتبط بمناسبة خاصة.. وبالتالى أصبحوا ضد القانون، وكون أن الأهلى التمس العفو عنهم وتم العفو بالفعل، فإنه أصبح تلقائيا ضد القانون.. ولا أدرى كيف يمتد الاستثناء من قيود القانون إلى أفراد خارجين عن النظام.. فهل التخريب أنواع؟!.. هل لو جاء التخريب من مواطنين عاديين يصبح تخريبا وإذا أخرج أحدهم كارنيه تنظيم الألتراس يتم إخلاء سبيله..
ما هو الفارق بين انتخابات الزمالك وانتخابات الأهلى؟.. رغم اختلاف القصة والإخراج والسيناريو والأبطال يبقى مضمون الفيلم واحدا يقدم لنا لعبة قذرة مع اختلاف الإيقاع.. فى الزمالك تقدم الانتخابات صراعا مكشوفا مثل أفلام رعاة البقر، وفى الأهلى تختبئ الانتخابات خلف وكلاء ورجال سريين مثل ما يدور فى أفلام هتشكوك.
وأسوأ ما فى انتخابات القطبين مقاومة ظهور الحلول الجديدة والوجوه الجديدة.. الزمالك قاوم حلا جديدا بحث عنه د.سيد مشعل والأهلى يقاوم الآن ترشيح عادل هيكل، والجميع فى هذه الحالة يعبرون عن ثقافة مجتمع التقت مع منهج دولة ليقدما صورة حديثة لمعنى الاستقرار وهى ضرورة أن نستقر على فساد اليوم لأن فساد الغد أسوأ.
أصيب عماد متعب فأصيب الجميع بالهلع والأسف على حظ الأهلى السىء الذى أفقده مهاجمًا متميزًا، ولم يتذكر أحد حجم الضرر الواقع على المنتخب الوطنى إلا بعد يومين من التعاطف والشفقة على الأهلى.. وكأن المنتخب فريق شقيق يزور مصر من حين لآخر ليلعب مباراة نتذكر فيها أننا مصريون أولاً قبل أن نكون أهلاوية أو زملكاوية.
هذه أيضًا ثقافة القبيلة التى تهتم بالولاء للفروع وليس للأصول فعندما يلعب الأهلى فى أفريقيا فهو مصر وعندما يلعب الزمالك فى البطولة العربية فهو مصر.. أما إذا لعب المنتخب الوطنى فهو يمثل الأهلى والزمالك ومجازا يمكن اعتباره فريقا مصريًا، وانطلاقًا من هذه الثقافة نرى اختلافًا كبيرًا بين جمهور الأندية الذى يذهب لتشجيع قبيلته التى تعيش على أرض مصرية، وجمهور المنتخب الذى يرى مصر التى تلعب هى مصر التى تحارب، وأنه لا فرق بين بطولة الأمم الأفريقية وحرب 73..
الصنف الأول مثل منظرى ومناضلى المقاهى الذين يظهرون فى الصورة لأن صوتهم أعلى وحركتهم أكبر فى وسائل الإعلام وأقسام الشرطة والمعتقلات دفاعًا عن عقائدهم الخاصة، والصنف الثانى مثل ملايين البشر الذين يرون مصر بهيئتها الكاملة وليست لقطات عابرة تباع وتشترى، يحبون مصر مجانا ويظهرون فى الصورة عندما يقتضى الأمر ظهورهم، وعندما يظهرون يهزون المشاعر ويهزون العروش ويغيرون التاريخ، حتى لو طال انتظار هذا الظهور.
المهندس حسن صقر لم يتوقع أن يقع فى حيرة بين القلق من عصام عبد المنعم والرغبة فى نجاح محمود أحمد على، لكنه على ما يبدو يعرف مسبقًا نتيجة انتخابات اللجنة الأوليمبية، ويطمئن إلى أن حيرته لن تتحول إلى ورطة.. هكذا يحلق «الصقر» دائمًا منذ أن فاجأنا بثورة اللوائح التى «لوحت» رقاب مراكز القوى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة