عندما يجتمع الثأر بالطائفية، تكون النتيجة «مذبحة» شهدتها قرية حجازة، التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا يوم السبت الماضى، راح ضحيتها اثنان من عائلة قبطية وأصيب الثالث، على خلفية مقتل شخص من عائلة مسلمة عام 2004، فى مشاجرة نشبت فى سوق القرية، وتم اتهام ثلاثة من الأقباط وقتها بمقتله، وقضوا عقوبة السجن 3 سنوات بتهمة القتل الخطأ.
تفاصيل الحادث المؤسف الذى حول القرية إلى ثكنة عسكرية، لا تبدو مغايرة عما يحدث فى مجمل الجرائم الثأرية.. مجموعة من الملثمين من عائلة الهلاهيل المسلمة، تربصوا لأفراد من عائلة سليمان القبطية عند دير «مار بقطر» الواقع بقلب البلدة وأطلقوا عليهم أعيرة نارية، لقى على إثرها اثنان من الأقباط مصرعهما، وهما هدرا أديب سليمان وأمير اسطفانوس، فى العقد الثانى من عمريهما، فى حين أصيب الثالث مينا سمير جاب الله، وتم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولى فى حالة سيئة لتلقى العلاج، وألقت الشرطة القبض على اثنين من العائلة المسلمة، وهما مصطفى محمد سعيد، وعبدالقادر محمد إبراهيم، للاشتباه فى ضلوعهما فى ارتكاب الجريمة، وتباشر النيابة التحقيقات معهما. وعلى الرغم من مساعى اللواء مجدى أيوب، محافظ قنا فى عقد المصالحات بين الخصومات الثأرية، والتى يعتبرها من إنجازاته التى يحتفى بها فى كل المناسبات، بعد وصول عددها إلى 45 مصالحة منذ توليه المسئولية، إلا أن من يقرأ تفاصيل الحادث، لا يجد مفراً من توجيه الإدانة إلى السلطات التنفيذية، كما يقول هشام القاضى نائب قوص عن كتلة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب. القاضى انتقد تعامل الحكومة مع الخصومة الثأرية، بعد وقوع الحادث الأول الذى لقى فيه أحد أفراد العائلة المسلمة مصرعه، قائلاً إن الأجهزة الحكومية اكتفت بمنطق «ابعد الكبريت عن البنزين»، ونقلت 15 أسرة قبطية إلى محافظات مجاورة.
الحكومة اكتفت بتهجير 15 عائلة قبطية فى 2004 بمنطق «ابعد الكبريت عن البنزين»
«مذبحة» قنا.. عندما يجتمع الثأر والفتنة الطائفية فى صعيد مصر
الخميس، 23 أبريل 2009 10:54 م
مجدى أيوب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة