نصفه حى والنصف الآخر ميت, محبوس لكن داخل مستشفى، يتألم ولا يجد من يأتى له بحقه، هذه هى حالة «أحمد حسن حسن مصطفى» 35 عاماً، بعدما أشعل 3 من ضباط قسم شرطة المناخ ببورسعيد النار فى جسده بعدما سكبوا على جسده السبرتو.
أحمد «سمكرى سيارات» تم اقتياده إلى قسم شرطة المناخ فى يوم 24 فبراير 2009 لإتمام إجراءات الحكم الصادر ضده بخمس سنوات سجنا لاتهامه فى قضية مخدرات, وفى الطريق إلى القسم أهانه الضابط «أحمد حافظ» أمام أسرته، مما دفع والده المسن للقول: «ليه سعادتك بتشتمه قدام الناس؟» مش كفاية الخمس سنين اللى هيضيعوا من عمره؟!»، فرد عليه الضابط: «أنت مالك؟ إن شاء الله أنا هجيب له عشر سنين.. يا ولاد الكلب».
يضيف الوالد حسن حسن مصطفى: «وأمام نوافذ مكتب المباحث المطلة على الشارع العمومى سمعنا صراخ ابنى أحمد يستغيث: ارحمونى, حرام, حرام, وفوجئنا بضباط الشرطة والمخبرين يحاولون تفريقنا من أمام القسم بعد وصول سيارة الإسعاف, وبالاستفسار قالوا لنا إن أحمد حرق نفسه بسيجارة, بعدها أمروا سيارة الإسعاف بالمغادرة خالية, وفوجئنا بابنى ملفوفا ببطانية ونقلوه فى سيارة بوكس تحت حراسة مشددة إلى مستشفى بورسعيد العام.
يواصل الأب: انتقلنا للمستشفى وقدمنا بلاغا للمحامى العام بالواقعة، وكانت المفاجأة عندما أخبر نجلى أحمد هلال وكيل نيابة المناخ الذى حضر لاستجوابه بأن ثلاثة ضباط شاركوا فى تعذيبه لأنه قام بالرد على الشتائم والقذف والإهانات التى وجهوها له داخل الحجز، فاقتادوه إلى مكتب المباحث مكبل اليدين من الخلف، وسكب ضابط مباحث يدعى «أحمد السباعى» «السبرتو» عليه وعذبه الضابط «أحمد سمير» معاون المباحث بصاعق كهربى حتى اشتعلت النار فى جسده فأصابت الوجه والبطن والصدر.
داليا 25 سنة زوجة الضحية تقول والحزن يخيم على وجهها: «بعض ضباط الميناء عرضوا علينا رشوة ومساعدة فى التهريب من جمرك بورسعيد, بالإضافة إلى مبالغ مالية وشقة, مقابل التنازل، وعندما رفضنا منعوا زيارتنا له فى المستشفى، احنا فوضنا أمرنا لله عايزين حقنا وحق زوجى وأولادى الصغار».
وتؤكد «داليا» أن الشرطة تحاول التلاعب فى أوراق التحقيقات بشهود زور، إلا أن رجال النيابة والطب الشرعى أكدوا مبدئيا أن الحرق بالوجه والبطن والصدر نتيجة سكب مادة «السبرتو» على الملابس التى تحفظت عليها النيابة.