ياسر عبداللطيف: قصيدة النثر تعانى غياب اللغة الخاصة

الأربعاء، 22 أبريل 2009 10:08 م
ياسر عبداللطيف: قصيدة النثر تعانى غياب اللغة الخاصة الروائى والشاعر ياسر عبد اللطيف
حاوره محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ياسر عبد اللطيف صاحب رواية "قانون الوراثة" الصادرة فى عام 2002، يأبى إلا أن يعود إلى الشعر بديوانه "جولة ليلية" الصادر عن دار ميريت للنثر، والذى كتب فى مدة طويلة بين عامى 1996، و2008، ويضم 12 قصيدة بمعدل قصيدة واحدة فقط كل سنة، وكان قد صدر له "ناس وأحجار" فى طبعة خاصة فى 1995، وإلى الحوار حيث يتحدث ياسر عن الشعر واللغة والكتابة بصفة عامة.

لماذا "جولة ليلية"؟
كتبت فى النهاية قصيدة "جولة ليلية"، وكان فيه أكثر من تسمية منها تسمية عامة هى "مسامير فى جسد المدينة"، وهو اسم عام ليس لقصيدة معينة، وعنوان "طريق التبغ" إلا أن القصيدة التى تحمل هذا الاسم ألغيتها، واكتشفت أن "جولة ليلية" الاسم الأنسب للديوان، خاصة أننى أهتم جدا بفكرة تجانس العمل، وترتيب القصائد ليس بتاريخ كتابتها، وإنما فى إطارها العام الذى يخدم الديوان بأكمله، الديوان بعض قصائده جولة ليلية وأنت تتسكع فى الشوارع، فى عالم آخر الليل.

"جولة ليلية" يعتمد على فكرة المشهدية، وهى نفس التوجه الذى يجمع معظم شعراء قصيدة النثر، لماذا؟
المشهدية فى الشعر مرتبطة بسيادة ثقافة الصورة على ثقافة الصوت، التى كانت العنصر الأساسى فى القصيدة العربية، وتوارت وحلت الصورة بدلا منها. "المشهدية" هى أكثر أنواع الصور وضوحا، فأنت ترى وتشاهد، بخلاف الصورة الشعرية المركبة من مجازات وأخيلة. وترتبط المشهدية بسيادة الثقافة البصرية، ولكنها أحد روافد الثقافة الشعرية وليست كل مكوناتها.

لماذا تستخدم هذه اللغة التى تزاوج فيها بين ألفاظ قديمة وحديثة؟
هذه هى اللغة التى أكتب بها وأعتقد أنها لغة تخصنى، أهتم أحيانا باستخدام ألفاظ قد تكون غير مطروقة، وشبه مهجورة، وهذا اختيار جمالى يخصنى عن طريق وضع ألفاظ كلاسيكية فى سياقات جديدة مما يخلق نوعا جديدا من السياق.

وتشابه قصائد النثر، يعود إلى تشابه اللغة وليس إلى المشهدية، فى ظل غياب لغة خاصة لكل شاعر، فاللغة فى الشعر أساسية جدا، والبعض يكتب بلغة شعرية غير مبذول فيها أى جهد، مما يؤدى إلى تشابه كثير من الأصوات، مع أن المفردات تعبر من خلال مصفاة للشاعر، فى النهاية الشعر يكتب من الكلمات، ولابد لكل شاعر أن تكون له لغته الخاصة، وبدونها لا يستطيع شاعر أن يستمر طويلا.

تكتب الشعر والرواية.. أيهما أحب إليك؟ وما الفرق بينهما فى الكتابة؟
أنا أحب أن أكون "مبسوط من القطعة اللى كتبتها" سواء كانت شعرا أو قصة أو نصا روائيا، ولذا تتساوى لدى الكتابة، ولكن لحظات الكتابة السردية تختلف كثيرا عن الشعر، الشعر يكتب فى لحظة شديدة الكثافة، والكتابة السردية أفقها أكثر براحا، ولا تكون فيها محتشدا كما فى الشعر، بالإضافة إلى أن منطق التدفق الواعى أكثر بكثير، وفيها حرص أقل على اختيار الكلمات.. أعتقد أن كتابة السرد أسهل من الشعر، لكنها أيضا كتابة ممتعة.

لماذا ينظر جيلكم إلى جيل السبعينات باعتبار أنه لم يضف جديدا للشعر؟
بالنسبة لى، أعجبت بتجربة شعراء قصيدة النثر اللبنانيين والعراقيين فى المهجر، وليس تجربة مجلة الشعر، وأعتقد أن كثيرين من أبناء جيلى لديهم نفس الإعجاب. وشعراء السبعينيات كانوا مخلصين لتنظيرات مجلة الشعر وأنسى الحاج القديم، بالإضافة إلى أنه أصابهم التغير فى التسعينات، لتعرضهم لنفس اللحظة التاريخية التى تعرضنا لها، كما فى ديوان "إمبراطورية الحوائط" لأحمد طه، و"يوجد هنا عميان" لحلمى سالم، فهما يختلفان جدا عن إنتاجهم فى السبعينيات والثمانينيات فى جماعتى أصوات وإضاءة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة