لوموند: هل تغزو الصين الأراضى الروسية لتأمين غذائها؟

الأربعاء، 22 أبريل 2009 07:56 م
لوموند: هل تغزو الصين الأراضى الروسية لتأمين غذائها؟ سعى صينى لتأمين غذائها
عن صحيفة لوموند الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إطار اجتماع وزراء زراعة مجموعة الثمانى فى إيطاليا، نشرت صحيفة لوموند سلسلة من المقالات حول السياسات الغذائية التى يتبعها عدد من دول العالم، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة. ومن بين تلك الدول التى ألقت الضوء عليها تظهر الصين التى لجأت إلى استراتيجية لتأمين احتياجاتها الغذائية المتزايدة، خاصة من زيت الصويا، والتى تقوم على أساس "النزوح" تجاه الأراضى الزراعية التابعة لجيرانها من دول آسيا.

يشير مراسل الصحيفة فى روسيا إلى القضية التى فجرتها صحيفة China Daily اليومية فى 2003 بشأن قيام الصين باستئجار مساحات من الأراضى الزراعية الخصبة فى كازاخستان والتى أثارت جدلا واسعا، حيث قامت بالفعل شركة صينية كازاخستانية بالحصول على 7 آلاف هكتار من الأراضى الواقعة على الحدود بين الدولتين، وقام 3 آلاف مزارع صينى بالتوجه إليها لزراعة حقول الصويا والقمح.

وأمام القلق الذى أثارته هذه القضية الخاصة بالانتفاع بأجزاء من أراضى الدولة لمدة عشرة أعوام، اضطرت الحكومة الكازاخستانية إلى تكذيب المعلومة. ولم تقم من جانبها سوى بالإقرار بوجود خمس مناطق فقط تستخدمها القوات الأجنبية على أراضيها، وتقصد بذلك المناطق العسكرية التى "تؤجرها" لروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتى.

وقد لجأت كازاخستان بالتعتيم التام على هذا المشروع، خوفا من ردود أفعال مزارعيها أمام "المنافسة غير العادلة" التى تهددهم نتيجة هجوم المزارعين الصينيين الذين يملكون بلا شك معدات زراعية أكثر تطورا من وسائلهم التى عفا عليها الزمن.

تذكر الصحيفة أن الصين تعانى من نقص حاد فى الأراضى الخصبة القابلة للزراعة، الأمر الذى يجعل من مناطق آسيا الوسطى عامل جذب شديد لها. ووفقا لتوقعات وزارة الزراعة الصينية، سوف تقوم البلاد فى 2015 بإنتاج ما يقرب من 20 مليون طن من الصويا، أى ما يكفى لسد 40% فقط من احتياجاتها السنوية. ومن ثم بدأت بكين البحث عن آفاق جديدة لتأمين احتياجاتها الغذائية، فكانت أن وجهت نظرها ليس فقط إلى سهول آسيا الوسطى وإنما أيضا لأراضى روسيا، أكبر جيرانها.

تمثل روسيا بالنسبة للصين جنة زراعية، حيث تشير تقديرات الخبراء الروس إلى أن حجم الأراضى الروسية غير المستصلحة بعد، يزيد على 20 مليون هكتار، وتقل أسعارها عن أسعار الأراضى فى الصين. وتتميز الأراضى الروسية المطروحة للإيجار بجودة نوعيتها، التى قد يصل حجم إنتاج الهكتار الواحد منها إلى 3 آلاف كيلو من الصويا سنويا، أى ما يزيد على ضعف معدل إنتاج الأراضى الصينية.

ومع هذه المساحات من الأراضى القابلة للزراعة واحتياجات الصين الضخمة من المواد الغذائية، قد يتزايد زحف الصينيين نحو الأراضى الروسية. وعلى الرغم من أن روسيا تنظر حتى الآن بعين راضية إلى مسألة استغلال الصين لأراضيها غير المستصلحة، التى ستمكنها من الحصول على عائد ضخم من الضرائب المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية، إلا أن نزوح المزارعين الصينيين بأعداد ضخمة قد يثير التوترات بينهم وبين المواطنين الروسيين، نظرا للأزمة الاقتصادية الحادة التى تشهدها البلاد.

ففى حين تشير آخر الإحصاءات الروسية إلى أن ما يقرب من 35 ألف صينى يعيشون بشكل دائم فى روسيا، تقول وزارة الداخلية الروسية إن بين 400 ألف إلى 700 ألف صينى موجودون بالفعل على الآراضى الروسية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة