سباق من نوع خاص يجرى فى مصر حاليا بين ثلاثة متسابقين يتصارعون فى ثلاث حارات مختلفة، سعيا للفوز بالشرعية، وسط إصرار وعزيمة، مع الاختلاف فى المهارات والأدوات والقدرات المتاحة لكل فريق.
الحارة الأولى تضم عمال مصر الذين رفعوا راية الاحتجاجات والتظاهرات للحصول على حقوقهم بعدما فاض بهم الكيل، ونقضت الجهات الحكومية كل وعودها التى قطعتها على نفسها بتحقيق كافة مطالبهم، مما أشعل فتيل النار من غزل المحلة لكفر الدوار وشبرا الخيمة وحلوان وحتى مجمع الألمونيوم بنجع حمادى والمنطقة الصناعية بقفط بمحافظة قنا، ونجم عنه قناعة العمال بأن يكون لهم كيانات مستقلة خاصة بهم مثل النقابات المستقلة، لتعبر عن لسان حالهم بعد أن اتهموا كياناتهم بعدم الوقوف بجوارهم وانحازت إلى الجانب الرسمى الحكومى.
الحارة الثانية تضم وزارة القوى العاملة واتحاد عمال مصر، وهو الجانب الرسمى الذى يلقى مساندة ودعم الحكومة، رغم وجود صراعات خطيرة بينهما، حول ما يسمى "بسط النفوذ" بين صفوف العمال، ومن الذى سيكون له الصوت القوى.
الحارة الثالثة تضم منظمة العمل الدولية التى تنظر إلى الملف العمالى المصرى بكثير من الريبة، وقليل جدا من المصداقية، حيث هددت باستبعاد مصر من الاتحاد الدولى للعمال لانتهاكها الحريات العمالية والنقابية، خاصة ما حدث فى الانتخابات العمالية الأخيرة عندما استبعدت 30 ألف مرشح يمثلون كافة التيارات السياسية، بالإضافة إلى ملاحظاتها على المنظومة التشريعية التى تحكم أداء اتحاد عمال مصر، ومنها قانون النقابات العمالية رقم 35 لسنة 76 والذى يتجاهل كثيرا من الحقوق العمالية مثل إلغاء الشخصية الاعتبارية للجان النقابية، ومنح كل السلطات للنقابات العامة، الأمر الذى جعل حق الإضراب عملا مجرما.
ودللت المنظمة الدولية على صدق رؤيتها تجاه الملف العمالى المصرى بما حدث عند وصول وفدها، حيث سارع العمال لمقابلتهم وتقديم شكاوى لهم ضد الحكومة المصرية، وهو ما أزعج اتحاد عمال مصر ووزارة القوى العاملة التى لم تتردد فى استلام أوراق العاملين بالضرائب العقارية والخاصة بتأسيس نقابة مستقلة، وذلك بعد تجمهرهم أمام الوزارة أمس الثلاثاء.
أيضا سارع إداريو التربية والتعليم وطاردوا وفد المنظمة الدولية لتقديم نفس مطالب العاملين بالضرائب العقارية، وباقى الفئات العمالية تصارع لتحقيق الغرض نفسه.
وعندما قابلت عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة وحسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر الرئيس مبارك صباح اليوم، الأربعاء، خرجت معلومات تشير أن المقابلة تطرقت لمناقشة الاحتفال الذى ستقيمه وزارة القوى العاملة صباح غد، الخميس، بمناسبة مرور 90 عاما على إنشاء منظمة العمل الدولية، والذى سيقام بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وأيضا الاستعداد للاحتفال بعيد العمال أول مايو القادم، كما تطرقت المقابلة إلى الحديث عن الأوضاع والمشاكل العمالية، حيث أكد مجاور وعائشة للرئيس أن الأوضاع العمالية جيدة وأن التظاهرات والاحتجاجات يقوم بها قلة تحاول الخروج عن الشرعية وهو عكس الحقيقة تماما.
كما قرر الرئيس مبارك أثناء المقابلة صرف 10 % من الراتب الأساسى للعمال كعلاوة اجتماعية بمناسبة احتفالات عيد العمال أول مايو، وهو ما أكدت عليه عائشة عبد الهادى، والتى أضافت بأن هذه النسبة ليست قليلة فهناك العديد من دول العالم خفضت الأجور للنصف وقامت بتسريح العمالة، إلا أن مصر التى لم تقم بكل ذلك وقامت بصرف علاوة بالإضافة للمرتب.
المنافسة بين الجهات الثلاث على أشدها فى محاولة حثيثة للفوز بسبق إثبات الوجود وانتزاع الحقوق نزعا وبالقوة .
الرئيس يوافق على علاوة الـ 10 % للعاملين بالدولة بمناسبة عيد العمال..
العمال ومجاور وعائشة ومنظمة العمل يدخلون سباق الشرعية
الأربعاء، 22 أبريل 2009 06:38 م
عائشة ومجاور.. من يفوز بود العمال؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة