الترقيع المجتمعى... قضية شديدة الحساسية

الأربعاء، 22 أبريل 2009 11:31 ص
الترقيع المجتمعى... قضية شديدة الحساسية
إسلام منير يكتب:

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت الداعية المصرية سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة "الأزهر"، خلال أحد البرامج الدينية على الهواء مباشرة "عم يتساءلون"، أنها على استعداد للتصدق من مالها لترقيع غشاء بكارة الفتيات اللاتى فقدن العذرية.

مع علمى التام بأن هذه القضية شديدة الحساسية والخطورة، وخاصةً بين الشباب وخاصةً فى مصر، وفى ذلك الوقت الخطير الذى تعصف فيه مصر بالعديد من الكوارث السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية، والذى لا نستطيع فيه الصمود بقوة الكلمة الواحدة "إن الله معنا"، فإن هذه القضية إذا تم السكوت والتكتم عليها ولم يتحرك ساكناً، فإن مجتمعنا سوف يسقط بلا عودة وإلى ما لانهاية، ويستحيل إصلاحه مرة أخرى، لذلك أرجو أن أوفق فى عرض هذا الموضوع بدون أن أخدش الحياء أو أتجاوز الحدود الأخلاقية.

لأن دراستى وثقافتى لا تتيح لى أن أتحدث عن هذه القضية من الناحية الدينية وحتى لا أقارن نفسى ببعض علماء الدين الأجلاء الدارسين للفقه، فإنى سأعرض القضية من الناحية الاجتماعية، ولا أتطرق إلى الناحية الدينية كاملةً حتى لا أفتى ولا أعرض رأيى غير المتخصص فى الفقه.

كما نعرف أن المرأة هى عصب المجتمع وهى مقياس الالتزام أو الانحراف الأخلاقى لأى مجتمع، وهى "ترمومتر" يدل على تدين المجتمع فى وجود امرأة صالحة تنجب أولادا صالحين لتخلق مستقبلا صالحا للمجتمع، وتدل أيضاً على انحلال المجتمع فى وجود امرأة فاسدة تنجب أولادا فاسدين لتخلق مستقبلا فاسدا للمجتمع، لذا فهى فقط من يحدد مستقبل المجتمع فى أى دولة فى العالم وأى ثقافة أياً كانت.

مع كامل احترامى للداعية سعاد صالح، وهى أعلم منى بالجانب الدينى، فإنى اختلف معها تماماً من الجانب الاجتماعى والأخلاقى لماذا؟؟
المشكلة حدثت من فترة لكنها أثارت استفزازى بدرجة كبيرة عندما علقت صالح على الجدل الذى أثاره هذا الرأى قائلة: جاءتنى مداخلة من سيدة أثناء البرنامج بأن زوجها طبيب متخصص فى الجراحة، ويقوم بإجراء هذه العمليات من باب الصدقة، فسألنى المذيع: هل أنت موافقة على ذلك، فقلت له "نعم أوافق بأن يتصدق بترقيع غشاء البكارة لأن فيه سترا".
على قدرتى على فهم الداعية الجليلة أنها تريد أن تحلل عمليات "الترقيع" هذه فى حالات الحوادث أو الاغتصاب أو غيره من دون إرادة، أى أن المرأة بدون إرادتها يحدث ما يحدث غصباً عن إرادتها وتفقد عذريتها، لكن هذا يفتح الباب على مصراعيه تماماً أمام الفئة المنحرفة لتجرى عملية الترقيع مهما كان السبب فى حدوث حادثة فقدها لعذريتها... كيف؟؟

وكان الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية قد أجاز إجراء عملية الترقيع للنساء اللاتى فقدن عذريتهن "لأى سبب كان قبل الإقدام على الزواج" مؤكدا أنه أمر مباح.
ماذا نفهم من عبارة "لأى سبب كان"؟؟
فلنفترض أنها غصباً عنها فيسمح لها بإجراء هذه العملية افتراضاً لأن ليس لها أى ذنب فى هذا لكن ماذا لو كانت بإرادتها وقامت بفعل ما تريده مع أى شخص وقبل الزواج تجرى العملية وتتوب ولايهم الزوج الذى سيفوز بهذه الزوجة "الصالحة"!
ماذا لو قامت الفتاة بأى شئ مع عدة أشخاص وتزوجت بعد فترة ليست بكبيرة وقامت بالحمل؟
أين والده؟ من تزوجته أم من قام بفعل هذه الخطيئة معها؟!!!

ما أعرفه ونعرفه نحن والله أعلم به من علماء الدين بهذه الفتاوى أن "الزنا" من الكبائر أى هو من المعاصى التى لارجعة فيها، هذه الكبائر ماهى حجم التوبة فيها؟ وماهو الحد الواجب القيام به فى هذه الحالة؟
أم أن الحد هذا عندما يتم غصباً عنها فقط؟ وعندما تكون العملية بإرادتهن فلتغفر لهن معصية الزنا؟
وماذا يحدث عندما يقوم المأذون بإتمام عقد القران ويشهد الحاضرون على إتمام عملية الزواج على "الآنسة فلانة بنت فلان البكر الرشيد" ماحكم هذه الشهادة؟؟ وحكمها على عقد القران، وماهو حكم الغش والتدليس الذى يتعرض له الزوج من جراء عدم معرفته بحقيقة زوجته؟؟

هل هذا كله يتغاضى عنه الدين؟
بالطبع لا، فإن الدين الاسلامى هدفه الأساسى تعمير الأرض ونشر الخير فيها وليس الفساد والغش والتدليس والخراب وانحلال المجتمع!!!

وأخيراً فإننا يجب أن نعى أن القضية ليست بمفهوم دينى بحت فقط فإن لها جوانب اجتماعية خطيرة جداً إذا حدثت فلا حاكم لها لا دينياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً وسوف تصبح الأخلاق آخر شئ يفكر فيه أى شخص فى مجتمعنا سواء بالنسبة للشاب الذى يجد فى ذلك شئ عظيم بالنسبة له أو للفتاة التى تريد فى ذلك منفذا لها فى أى خطأ لها فى أى يوم من الأيام، أو عندما تضعف نفسها فهى لا تعتبر عاصية وستقتنع بأن الله سيغفر لها لأنها تابت..!!

مجتمعنا يتعرض لعملية "ترقيع" فهل من معترض!!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة