معهد واشنطن: مصر تغازل واشنطن عبر حزب الله

علق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على ما وصفه بتحركات مصر ضد إيران وحلفائها فى منطقة الشرق الأوسط، فى إشارة إلى القبض على خلية لحزب الله كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية على الأراضى المصرية، ورأى المركز الأمريكى فى تقرير أعده ديفيد بولوك ومحمد ياجى أن هذا التحول فى سياسة القاهرة قد يصبح جزءاً متواصلاً من استراتيجية كبرى لاستعادة دور مصر القيادى فى العالم العربى، أو على العكس من ذلك، سيكون نهجاً أكثر دفاعياً يهدف فقط إلى التصدى للإهانات السابقة التى تعرضت لها مصر من قبل حلفاء إيران.

كما اعتبر الباحثان أن تحركات مصر الأخيرة، والتى شملت أيضا تكثيف الجهود المبذولة لإزاحة قطر، المتعاطفة مع إيران، كوسيط فى الموضوعات المتعلقة بالسودان، ولبنان، وغيرها من القضايا ذات الصلة بالعلاقات بين العرب، توضح أن حكومتها تبعث برسالة إلى واشنطن مفادها أن الملف النووى ليس المظهر الوحيد أو حتى الأكثر إلحاحاً، للتهديد الإيرانى.

ورأى بوبوك وياجى أن هذه الاختلافات الأخيرة، والأكثر حدة بوجه خاص، بين مصر من جهة وإيران وحلفائها فى "المقاومة" العربية من جهة أخرى، إلى جانب علامات أخرى عن القلق العربى الشديد من توسع النفوذ الإيرانى، تقدم فرصة للولايات المتحدة لدعم أصدقائها واحتواء خصومها فى المنطقة. ولذلك يتحتم على الولايات المتحدة التحرك بسرعة لتقديم دعم علنى قوى ومساعدة ملموسة إلى مصر وغيرها من الحكومات العربية فى جهودها الرامية للتصدى للتخريب الإيرانى المتزايد بصورة وقحة. ولا يتعارض مثل هذا الموقف مع بحث واشنطن عن وسيلة للتعاطى مع إيران. بل على العكس من ذلك، إن جوهر القدرة السياسية على إدارة الدولة بصورة ذكية، يكمن تحديداً فى القدرة على الحوار، وفى الوقت نفسه حماية مصالح طرف ما والحفاظ على مبادئه على حد سواء.