فاروق الجمل

ليس للدفاع عن حقوق البهائيين.. ولكن

الثلاثاء، 21 أبريل 2009 08:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر لى بابتسامة بشوشة، وعين تائهة حزينة.. يقاطع حديثى مع صديق كان يجلس معى بالمقهى وقتها، ويسألنى "هو حضرتك صحفى؟"، أجيبه بـ "نعم"، يقول "أنا عندى مشكلة.. مشكلة كبيرة وعايز حضرتك تساعدنى فى حلها".

أعدل من جلستى بما يتيح لى التواصل معه بشكل لائق، بعد أن أجبرنى الحزن فى عينه، وشيبته الحزينة المنكسرة على الاستماع له.

يخبرنى أنه لم ينجب سوى ابنة واحدة، تبلغ من العمر الآن 24 عاماً، وهذه الفتاة متزوجة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، ورزقها الله بطفل لم يتجاوز عامه الأول بعد.

أسأله قبل أن يتسرب الملل إلى نفسى "خير يا حاج، أيه المشكلة بالضبط؟"، يرد على سؤالى والدموع تتساقط من عينه قائلاً بأن المشكلة تكمن فى أنه اكتشف منذ سبعة أشهر أن زوج ابنته بهائى، وأن ابنته اعتنقت البهائية، وأنه يبحث عن حل يعيدها للإسلام مرة أخرى.

أسأله، كيف لم يكتشف منذ البداية أن الرجل الذى تقدم للزواج من ابنته بهائى، فيقول "وأنا يعنى كنت هعرف منين، الراجل مكتوب فى بطاقته مسلم والجواز تم على يد مأذون".

إلى هنا تنتهى مشكلة الشيخ العجوز، التى لم أستطع أن أخبره بحل لها، لأنها بالفعل ليس لها حل، فالفتاة اعتنقت البهائية ولا توجد قوة فى العالم تستطيع أن تجبر شخصاَ على التخلى عن معتنق فكرى أو دينى اختاره بإرادته.

لكن أزمة هذا الرجل، جعلتنى أتساءل، ماذا كان سيحدث لو أن الرجل الذى تقدم للزواج من ابنة هذا الشيخ مكتوب فى بطاقته "بهائى"، أو " – "، بالطبع كان الأمر سينتهى قبل بدايته.

ما أريد أن أقوله هو أنه من حق المسلمين والمسيحيين قبل البهائيين، أن يكتب فى خانة الديانة لكل مواطن الدين الذى يعتنقه، كى تصبح الصورة أكثر وضوحاً، وكى لا يقع البعض منا ضحية لخداع، أو كذب أو استغلال سيئ لما هو مكتوب فى خانة الديانة.

من حقنا ومن واجبنا جميعاً أن نحارب كل الأصوات التى تعارض وضع " – "، أو "بهائى"، فى خانة الديانة لمن يعتنقون هذا الدين، ومن يرى أن هذا أمر خاطئ، فليضع نفسه مكان هذا الشيخ العجوز، ليسأل عقله كيف سيتأكد أن هذا الشخص الذى يتقدم للزواج من ابنته، أو هذه الفتاة الذى سيتزوجها ابنه، على نفس الدين الذى تعتنقه الأسرة.

نعم، من حق أى شخص أن يعتنق الدين الذى يريده، لأن الله وحده وهو من سيحاسب البشر، ولكن من حقنا أن يكون لنا مساحة للاختيار.. أن تكون ماهية الأشخاص الذين نتعامل معهم فى أمور إنسانية كالزواج مثلاً واضحة، كى لا يقع أحد منا ضحية للنصب، أو لتضليل قلة، ولا يمكننى هنا سوى أن أقول قلة، لأن البهائيين مثلنا تماماً، بينهم الصالح والفاسد، الكاذب والصادق، هم بشر ونحن أيضاًَ بشر.

من أجل هذا كله، ومن أجل مصر آمنة ومن أجل تجنب الكثير من الأزمات والكوارث والفتن التى قد تتمخض عن وقوع حوادث مماثلة، دعونى أضم صوتى للأصوات المؤيدة لوضع " – " فى خانة الديانة للبهائيين، مطالباً بتشديد العقوبة على أى شخص يعتنق دين ويكتب فى البطاقة ديناً آخر باعتباره مزوراً.. ليس للدفاع عن حقوق البهائيين.. ولكن.

و يبقى الحب
- لماذا نتحدث عن مساوئ الآخر دائماً حينما نفارقه، ألم يسعدنا يوماً؟
- لا يهمنى إن كنت صديقك أو حبيبك.. يكفينى فقط أنى فى رحابك.
- من بين أسماء البنات اخترت اسمك ليكون عنوانى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة