النقابة أصبحت مركزاً للصراعات السياسية، والانتخابات فرصة للمكاسب والشهرة"، كهذا ينظر غالبية المحامين الكبار إلى انتخابات نقابتهم، فالكثير من مشاهير المحامين أمثال لبيب معوض وممدوح الوسيمى وسمير صبرى وغيرهم العشرات ممن لهم تواجد على الساحة، وداخل قاعات المحاكم لا يشاركون فى انتخابات نقابتهم لا بالترشح ولا بالتصويت، على الرغم من كونهم من أشهر المحامين فى مصر، والأغلى أتعاباً.
لبيب معوض من أكبر المحامين، له عدة مكاتب ومستشار قانونى لأكبر شركات مصر، يقول إنه مشغول فى عمله، ولا يجد وقتاً حتى للذهاب إلى مقر النقابة، ويرى معوض أنه لو غامر بترشيح نفسه فى الانتخابات، ونجح فإنه لن يكون ناجحاً فى أى من العملين، لا كنقيب ولا كمحامٍ، وبالتالى فإنه يفضل الإحجام عن المشاركة حتى يترك الفرصة للمحامين لاختيار "من هو أهل لهذا العمل الثقيل"، حسب تعبيره.
ويضيف لبيب معوض، أنه منذ وفاة أحمد الخواجة النقيب السابق، راح بريق نقابة المحامين، ولم تعد الانتخابات نزيهة ولا محترمة. وقال إنه كان يشارك، رغم أنه لم يكن عضواً بمجلس النقابة يوماً، لكن كانت تتم دعوته وغيره من المحامين الكبار من قبل النقباء السابقين للمشاركة فى قضايا مهنية أو نقابية أو حتى فى رأى قانونى، ويترحم معوض على تلك الأيام، قائلاً إن كل الأواصر انقطعت حالياً داخل النقابة ليس فقط بين أعضاء المجلس والمحامين خارجه، بل بين كل عضو وآخر من فصيل مختلف معه داخل المجلس.
أما ممدوح الوسيمى المحامى الجنائى، فيصف نقابة المحامين بأنها تحولت إلى "مركز صراع سياسى بين تيارات وأحزاب"، ويقول إن الكثير من أعضاء المجلس بما فيهم النقيب أغفلوا العمل النقابى وتفرغوا لإدارة خلافاتهم السياسية، مشيراً إلى تصنيف المرشحين فى انتخابات النقابة إلى إخوان ووطنى وناصريين ويساريين، وأضاف "ولا عزاء للخدمات أو المهنة التى تم على أساسها انتخاب أعضاء المجلس".
ويضيف ممدوح الوسيمى، أنه من غير الصحيح أن تكون كل مؤهلات النقيب أو عضو المجلس كونه إخوانياً أو ناصرياً، بدون أن يكون له تاريخ مهنى أو نقابى، وحدد بالاسم كل من محمد طوسون وكيل النقابة وأحمد سيف الإسلام كنموذج على ما يقوله، مشيراً إلى أن كليهما لا يوجد فى ملفه أنه ترافع فى قضية واحدة. ويزيد على ذلك أنه لا يحق لمحامٍ لا يجيد المرافعة وضعيف مهنياً وفنياً أن يتولى منصب النقيب أو عضو مجلس، ويطالب الوسيمى بأن تتضمن شروط الترشيح فى انتخابات النقابة عدد وكم القضايا التى ترافع فيها المحامى من خلال ملفه الضريبى كوثيقة على أنه يمارس المحاماة وليس العمل السياسى.
فيما يعبر الدكتور سمير صبرى عن رأيه فى انتخابات المحامين بتعبير صادم، إذ يرى أن "من يحترم تاريخه ونفسه عليه ألا يشارك فى انتخابات نقابة المحامين"، ويشير صبرى الذى يعد واحداً من أكبر محامين مصر فى قضايا القانون التجارى، أنه لم يدخل مقر النقابة منذ عشر سنوات، لأنها حسب تعبيره، "لا تصلح لشىء"، وقال إن حقوق المحامين ضاعت بسبب الحروب بين التيارات والأحزاب.
فيما يتخذ بهاء أبو شقة المحامى بالنقض وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، موقفاً أقل تشدداً من انتخابات النقابة، إذ يؤكد أنه درس من قبل فكرة الترشح لمنصب النقيب، لكنه تراجع خشية من حالة الاستقطاب التى وصلت إليها الحال فى النقابة، حسب تعبيره، وقال "لم يعد هناك تعقل فى دراسة الملفات أو الدفاع عن مطالب المحامين، وتحولت النقابة مؤخراً لمسرح للخلافات السياسية والشخصية وليس المهنية".
أخبار متعلقة:
أسماء المرشحين لمنصب النقيب والمستوى العام وشمال القاهرة بانتخابات المحامين
تغطية شاملة لانتخابات نقابات المحامين
يرونها ساحة للصراعات السياسية والبحث عن الشهرة والمال..
كبار المحامين يقاطعون انتخابات نقابتهم
الثلاثاء، 21 أبريل 2009 09:36 م
لبيب معوض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة