سوف نحل قريباً ورغماً عنا، ضيوفاً غير مرغوب فينا، ضيوفاً على امتحانات الثانوية العامة، نحن رؤساء اللجان، والذين ترى فينا الوزارة أناساً غير مؤتمنين، سوف يبيعون الامتحانات أو يسربونها، طالما أتيحت لهم الفرصة وفى غيبة العيون الساهرة للوزارة، ومن هنا رأينا فى العام الماضى، فى لجان محافظة المنيا، وجود رجل مرسل من قبل الوزارة طبعاً أمين، يحتفظ بمظروف الأسئلة منذ وصوله إلى اللجنة مع طلوع الشمس وحتى الساعة الثامنة والنصف، وهذا إقرار واعتراف وإيمان وتصديق وتأكيد على أن رئيس اللجنة حرامى وابن ستين، ومن هنا ولأننى رئيس لجنة وإذا ما تم ذلك معى، فإننى سوف أترك اللجنة ودون استئذان ليشبع بها رجل الوزارة ومن بعثوا به، ولأن القائمين على الضبط والربط بحاجة إلى من يضبط لهم صواميل عقولهم إن كانت لديهم عقول أصلاً، فإنه بالإمكان القيام بكل ذلك دون حاجة إلى الوالى العثمانى "أقصد الوزارى" ونستعيض عنه باستخدام الصندوق الأسود على غرار ما يجرى على متن الطائرات والسفن، والصندوق الأسود فى اللجنة، هو تليفون محمول بكاميرا، يلازم مظروف الأسئلة "يصوره" لحظة بلحظة صوت وصورة منذ تسلمه وحتى فتحه وتوزيع الأسئلة، ويقوم بالتصوير أحد المنتدبين باللجنة، وفى الوقت نفسه يتم تصوير رئيس اللجنة محتضناً ذلك المظروف طوال الفترة، مع ضرورة توسيع "خرم" باب دورة المياه، التى يستخدمها رئيس اللجنة ليتم تصويره من خلال ذلك "الخرم" إذا اضطر لدخول الحمام ومعه "المصيبة" أقصد المظروف، مع ضرورة عدم إسناد رئاسة اللجان إلى سيدات خشية استخدام صورها داخل الحمامات استخداماً سيئاً، إلا إذا تم تكليف سيدة بعملية التصوير، ويمكن تسمية ذلك المشروع بالرقابة الديجيتال أو الكاميرا "الخرم" أو أى اسم يراه أصحاب الشأن والذين أسعدونا بتسميات وشعارات مثل مدرستنا نظيفة وخضراء ومتطورة ومنتجة، ومن هنا يمنكهم اعتماد شعار جديد مثل "مدرستنا فيها خرم"، أو"مدرستنا فيها حمام"، أو"رؤساء اللجان يتشطفون جيدا"، هذا وما دام رؤساء اللجان غير موثوق بهم، فلماذا لا تستعين الوزارة بخريجى السجون كرؤساء لجان، لأنه مؤكد أنه تم إصلاحهم وتهذيبهم، ومن هنا فهم أهل للثقة.
فتحى الصومعى يكتب: الصندوق الأسود هو الحل فى امتحانات الثانوية
الثلاثاء، 21 أبريل 2009 10:33 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة