أيمن غازى يكتب:معلمون بلا نقابة

الثلاثاء، 21 أبريل 2009 12:00 م
أيمن غازى يكتب:معلمون بلا نقابة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا هو حال معلمى مصر بجناحيه التربية والتعليم والأزهر الشريف، معلمون بلا نقابة، فقد باعت النقابة الضعيفة حقوق معلمى مصر للحكومة، فبمجرد لقاء السيد النقيب مع رئيس الوزراء بمكتبه الفخم بالقرية الذكية، تخلى عن كل طموح وحقوق معلمى المحروسة فى حياة مستورة تغنيهم عن ذل السؤال، وتضاءل الكادر حتى انتهى به الحال إلى قروش محدودة لا تغنى ولا تسمن من جوع.

فأين الكادر، تم تقسيمه إلى مراحل، والمضحك أن المرحلة الأولى تمخضت عن 50% من الأجر الأساسى الذى يصل إلى 200 جنيه بعد 12 عاماً من العمل فى مجال تربية العقول، فالكادر أصبح 100 جنيه، يخصم منه 10% ضرائب دخل، فينكمش إلى 90 جنيهاً، كادر جميل هللت له النقابة العاجزة.

المرحلة الثانية، جمع لها الوزير حشداً من الإعلام والصحافة وأعضاء نقابتى معلمى التربية والتعليم والأزهر، ليعلن تدشين المرحلة الثانية من الكادر ودخول المعلمين إلى مفرمة التأهيل للكادر فى اختبارات لمعرفة من يستحق الكادر ومن يسحق منهم تحت الأقدام.

بالله عليكم، كيف تستسيغ النفس أو تستوعب أن يمر المعلم باختبار للصلاحية أليس هذا من ألاعيب الحكومة التى تتلاعب بنا، كيف نمر باختبار للصلاحية، وما هى ضوابطه وكيف نخوض امتحاناً للصلاحية، ونحن من تخرج على أيدينا أجيال من وجوه المجتمع. أليس من الطبيعى أن يكون الاختبار والصلاحية عند التعيين؟؟ وما هى الاختبارات التى يخوضها القضاة والأطباء لكى يستحقوا الكادر؟؟ هل ننضوى تحت لواء نقابة؟؟ هل هذه نقابة تماثل نقابة الأطباء أو المحامين أو عمال الغزل أو غيرها من النقابات؟

لا نريد نقابة بل سننضوى تحت لواء شريعة الغاب الذى نعيش فيه، فترحل المبادئ إلى الجحيم وسنحصل على كادرنا كما نريد.

سنفرض الدروس الخصوصية على الطلاب فرضاً، فلسنا أقل من سائق التاكسى الذى فرض علينا أن نتحمل زيادة الأسعار.

سنفرض الدروس الخصوصية على الطلاب فرضاً، فلسنا أقل من ملاك المدارس الخاصة الذين أعلنوا زيادة المصاريف 30% لسداد الضريبة.

الحال لدينا الآن أن يضع كل منا يده فى جيوب الآخرين.

لن نضرب أو نمتنع عن التصحيح، بل سنفرض الدروس فرضاً ما لم نفعله طيلة أعوام، وما كانت أنفسنا تأباه سنقبله ونقبل عليه.

كنا نرفض أن نمد أيدينا للطالب لتحصيل مقابل الدروس الخصوصية ونعتبرها إهانة لشرف مهنتنا سنقبله، ونسعى إليه، بل سنجاهد فى سبيله، وليذهب الكادر والحكومة إلى الجحيم.

اختبارات للصلاحية، وطبعاً فيها من الكوسة والمحسوبية ما فيها، فالفساد أصبح على رؤوس العباد، واعترفت الحكومة الرشيدة به وبأنها تعجز عن مواجهته!

اختبارات صلاحية لمعلم أفنى عمره وحياته فى خدمة العملية التعليمية، وحصل على أعلى تقديرات من الموجه ومن إدارة المدرسة والإدارة التعليمية! كيف يطالب بخوض امتحان للحصول على 90 جنيهاً أخرى، فليذهب الكادر والحكومة إلى الجحيم على بساط المبادئ التى عشنا عليها ومن أجلها!

إذا كنا معلمين بلا نقابة فليكن كل منا نقابة، ولنحصل على حقوقنا، كما حصل عليها غيرنا، ولنحطم جهد الحكومة فى محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية.

فقد كنا وبحق خط الهجوم لها للقضاء على هذه الظاهرة، ولكننا سننضم بل سنكون فى طليعة صفوف معلمى الدروس، فقد كنا من الغباء أن نضيع كل هذه الأعوام فى الحفاظ على مبادئ رمت بنا تحت أقدام الجميع.

لو كنا نتسول من الحكومة لأعطتنا أكثر من هذا الكادر، فلتذهب المبادئ البالية ولنستبدلها بمبادئ السوق الحرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة