أيد عدد من علماء الدين الفتوى، التى أصدرها الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، بتحريم تناول الفسيخ بسبب الرائحة الكريهة التى تنبعث منه وطريقة تخليله المتردية.
يقول د.عبد المعطى بيومى عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر، إن الشيخ عبد الحميد الأطرش استند على القاعدة الشرعية التى تنص على "أحل الله لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث"، وبالتالى كل ما يحدث الضرر بالإنسان حرمه الله، وأيضاً معلقة على آراء ذوى الاختصاص من أهل العلم والأطباء الذين أكدو فساد هذه الأنواع من الأسماك وضررها بصحة متناولها.
وترى دكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية بنات سابقاً بجامعة الأزهر، أن رأى الأطباء يؤكد أن الملح الذى يستخدم فى تصنيع هذه الأسماك ومدة بقائها فيه يؤدى إلى تراكم الجراثيم والميكروبات الضارة بالصحة، وأن الله وضع قاعدة فى التحريم بأنه لا ضرر ولا ضرار، وبالتالى هذه "الفتوى صحيحة ويجب الأخذ بها".
ومن جانبه يوضح دكتور أشرف عبد العزيز أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان، أن عملية التمليح فى الأساس هو طريقة من طرق الحفظ، وأن التمليح الجيد بالكمية الكافية والمدة المناسبة ليس لها أى ضرر، ولكن طريقة تصنيع هذه النوعية من الأسماك بتعريضها لفترة للشمس وإتباعها بالحفظ فى كميات كبيرة من الملح يحدث تهتكاً فى أنسجة السمكة ويجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمى.
ويؤكد عبد العزيز، أن تناول الفسيخ أكلة موسمية يتناولها عادة المصريون مرة واحدة سنوياً، وأن 100 – 150 جراماً منها غير ضارة بالصحة إلا فى حالة مرضى ضغط الدم المرتفع وبعض مرضى القلب.
وعن اعتبار شم النسيم عيداً يحتفل به، يقول المفكر الإسلامى جمال البنا، بأنه عادة مصرية لها دورها فى تماسك الشعب المصرى، مفسراً كراهية الفقهاء الاحتفال بأعياد شم النسيم، بأن أذهانهم لا يوجد بها إلا ما فى أوراقهم، وأنه ليس من المعقول أن تبقى أحوال البشرية كما هى منذ 1000 سنة دون تغيير، فهؤلاء الفقهاء لا يعملون عقولهم. وعيد شم النسيم لا يستحق كل هذا الكلام، والحديث عن أنه حرام أو حلال، فلا يجب أن نحتكم إلى الحلال والحرام فى كل شىء، إلا ما جاء فى القرآن بنص صريح.
وقال البنا إن يوم شم النسيم فى مصر من العادات المصرية القديمة، فكل مجتمع له عاداته وتقاليده، والتى تعتبر أداة لتماسك المجتمع أكثر من الدين.
أما د.محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، فرفض التعليق على الموضوع، وقال ليس كل ما تنشره الصحف حقيقياًَ، مشيراً إلى ما نشرته الصحف عن تحريم الفقهاء "لأكل الرنجة والفسيخ" فى شم النسيم، وقال تسأل فى ذلك الفقهاء الذين يكرهون الاحتفال بهذا اليوم، حتى يصححوا آراءهم، لأننى لن أتكلم عن آراء أحد، وقد سبق أن نسب الصحفيون للمفتى كلاماً لم يقله.
المفكر الإسلامى د.مصطفى الشكعة، فسر كراهية الفقهاء ليوم شم النسيم بسبب الممارسات التى تحدث فيه من بعض الأشخاص، الذين وصفهم الشكعة بالمنحلّين، كالرقص فى الحدائق وشرب الخمر وتناول المأكولات الضارة "كالفسيخ"، وهذا يعنى أن الفقهاء لا يكرهون الاحتفال بيوم شم النسيم، ولكن يكرهون ما يحدث به من ممارسات، وهذا لا يجعل الاحتفال به محرماً، لكن إذا تم فى إطار من الالتزام الأخلاقى، فهو بداية لفصل الربيع وعادة مصرية لا علاقة لها بدين أو دولة.
أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر د.مجاهد الجندى، جاءت آراؤه واضحة ومباشرة، حيث اعتبر شم النسيم عيداً للأقباط، وما يحدث فيه من منكرات وسلوكيات مخالفة للإسلام وللفكرة السليمة ولعادات الشعب المصرى، وأنه عيد فرعونى. وحول كونه عيداً فرعونياً مصرياً، يوحد أبناء الشعب المصرى من مسلمين ومسيحيين، قال إن الاحتفال بهذا اليوم تحدث به الكثير من المنكرات والسلوكيات القبيحة، فكيف يكون عيداً لتوحيد المسلمين والمسيحيين .أما سبب تحريم مأكولات شم النسيم أنها تضر بالصحة وتسبب ارتفاعاً فى ضغط الدم.
علماء دين: فتوى تحريم أكل الفسيخ صحيحة بسبب رائحته الكريهة
الإثنين، 20 أبريل 2009 04:23 م