تستأنف نيابة جنوب قنا الكلية بإشراف حسن كامل المحامى العام لنيابات الأقصر وجنوب قنا، التحقيقات غداً الأربعاء، مع المتهمين مصطفى محمد سعيد وعبد القادر محمد إبراهيم وموسى محمد يس، الذى ألقى القبض عليه مؤخراً على خلفية اتهامهما بقتل هدرا أديب سليمان نجار (22 سنة) وأمير أسطفانوس عامل (22 سنة) تصفية لخصومة ثأرية تعود لسنة 2004 قتل فيها والد المتهم الأول؛ وأجرت النيابة المعاينات الأولية واستمعت لأقوال المصاب مينا سمير جاب الله.
كانت قرية "حجازة قبلى" التابعة لمركز قوص جنوب مدينة قنا 30 كم شهدت مساء السبت الماضى، أحداثاً مؤسفة أثناء احتفال أقباط القرية بعيد القيامة بدير مارى بقطر، حيث أطلق مسلحون النار وهم يستقلون سيارة على هدرا أديب سليمان وأمير أسطفانوس ومينا سمير جاب الله (24 سنة)، مما أسفر عن مقتل الأول والثانى إثر تلقيهم كماً كبيراً من الأعيرة النارية فى الرأس وأجزاء متفرقة من الجسم، فى حين أصيب الثالث بإصابات خطيرة وتم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولى ومنها إلى مستشفى أسيوط الجامعى لخطورة حالته.
وألقت الشرطة القبض على مصطفى محمد سعيد وعبد القادر محمد إبراهيم وجارى ضبط متهمين آخرين، هما أبو بكر محمد سعيد وموسى محمد ياسين كان اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا تلقى بلاغاً بالواقعة وانتقل إلى موقع الحادث يرافقه اللواء طه الزاهد مساعد الوزير لقطاع الجنوب وعدد كبير من القيادات الأمنية؛ يأتى الحادث الأخير على خلفية خصومة ثأرية بين عائلتى "الهدايل" المسلمة و"سليمان" القبطية، حيث نشبت مشاجرة بين العائلتين فى 6 نوفمبر 2004 بسوق قرية "حجازة قبلى" إثر مشادة بين الطرفين وتطورات لتسفر عن مقتل محمد سعيد محمد إبراهيم بعد تلقيه ضربة بعصا على رأسه.
وألقت الشرطة القبض على ثلاثة من الأقباط، وقتها، وهم صليب فانوس سليمان وجميل أديب سعيد ومنير أديب سعيد، وصدر عليهم حكم بالسجن 3 سنوات بتهمة القتل الخطأ، وقضوا سنة من العقوبة وتم الإفراج عنهم فى 23 يوليو 2006 بقرار رئاسى فى عيد الثورة ومدد اعتقالهم فى سجن برج العرب لأسباب أمنية؛ وعلى إثر توتر الأوضاع بالقرية أخلت نحو 15 عائلة قبطية منازلهم بالقرية ليرحلوا إلى محافظة أسوان وسوهاج؛ وعادت فى بداية العام الجارى بعض من تلك العائلات إلى "حجازة قبلى" بعد هدوء الأوضاع نسبياً، رغم حالة الاستنفار الأمنى الممتدة منذ وقوع الحادث الأول؛ ومن تلك العائلات عائلة "سليمان"، والتى قتل أحد أفرادها هدرا أديب سليمان فى حادث السبت الماضى وصديقه أمير أسطفانوس.
وفى سياق متصل تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، حيث فرضت الشرطة سياجاً أمنياً حول القرية وفى مداخلها وتواجدت فى الشوارع عناصر أمنية، تحسباً لأية تطورات فى الموقف؛ وخيمت على القرية حالة من السكون المشوب بالحذر ؛ ووسط حراسة مشددة أقيمت صلاة الجنازة على هدرا أديب سليمان بأحد كنائس مدينة قوص ترأسها الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، فى حين أقيمت الصلاة على أمير أسطفانوس الكاثوليكى الطائفة بفناء مدرسة الفرنسيسكان بالقرية وشيعت جنازتهما ليدفنا بمقابر الأقباط بالقرية؛ وشهدت الجنازة صراخاً وبكاءً هستيرياً من أسر القتيلين، وخاصة من أسطفانوس حبيب، الذى شق ملابسه وراح يصرخ حزناً على ابنه الوحيد أمير، فى حين لم تقم الأسرتان سرادق لتلقى العزاء.
وعلى جانب آخر قال هشام القاضى نائب قوص عن كتلة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب، إن الحادث لا يمكن تصنيفه بأنه ذو أبعاد طائفية، وأنه حادث ثأرى لتصفية خصومة ثأرية بين العائلتين، وهى تحدث بين الطرفين، مشيراً إلى أن الأقباط والمسلمين يتعايشون بالقرية منذ نشأتها وتوجد لهم مقابر خاصة بهم ودير وعلاقات مودة بين الجانيين، وانتقد القاضى، التقاعس من قبل أجهزة الدولة فى الحد من القبلية والتخلص من عاداتها وأولها الثأر، مؤكداً أن عدم الجدية فى إنهاء النزاعات بين الأهالى يضطرهم إلى تصفية خلافاتهم بأنفسهم.
وفى السياق نفسه أبدى الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، استنكاره الشديد من توقيت الحادث، الذى يتزامن مع احتفال الأقباط بعيد القيامة، حيث أفسد الحادث مظاهر الإخوة المتبادلة بين المسلمين والأقباط بالقرية من التهنئة والتزاور بين الطرفين فى تلك المناسبات؛ وقال الأنبا بيمن إن الأحداث التى شهدتها القرية فى 2004 وأسفرت عن مقتل مواطن مسلم وحوكم على إثرها ثلاثة من الأقباط لم تكن كافية لإنهاء الأزمة بين العائلتين، لأن العادات والتقاليد تجعل من الثأر ضرورة حتمية فى تلك المواقف، لأن الدولة لا تزال تقف مكتوفة الأيدى تجاه تلك العادة، التى تسفك الدماء، فلا توجد حتى الآن توعية وردع كافٍ لمرتكبيها؛ مشيراً إلى أن الخوف من الثأر جعل غالبية العائلات القبطية القاطنة بالقرية ترحل عنها بعد حادث 2004، وعندما رجعت بعضها للقرية فى مطلع العام الجارى تحقق الثأر.
وقالت مصادر شعبية، إن لجنة المصالحات العرفية القائمة بإنهاء الخصومات الثأرية بين القبائل والعائلات تقاعست عن إقامة صلح بين الهدايل، سليمان بطريق "القودة" حسب الأعراف المعمول بها؛ التى تقدمها عائلة القاتل إلى عائلة القتيل لإنهاء الخصومة، رغم الاهتمام الكبير الذى يوليه اللواء مجدى أيوب محافظ قنا للمصالحات الثأرية؛ وهو ما أدى إلى تفجر الأوضاع.
موضوعات متعلقة:
مقتل قبطيين فى قنا عشية عيد القيامة والمحافظ ينفى الفتنة الطائفية
قانون الثأر فى الصعيد لا يفرق بين مسلمين وأقباط.. فالكل أمام القانون سواء..
استئناف التحقيق مع المتهمين بقتل القبطيين فى قنا غداً.. والحكومة متهمة فى جميع الحالات
الإثنين، 20 أبريل 2009 03:44 م
النيابة أجرت المعاينات الأولية واستمعت لأقوال المصاب مينا سمير جاب الله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة