فاينانشيال تايمز: غياب مبارك عن قمة الدوحة ضربة لمزاعم الوحدة

الخميس، 02 أبريل 2009 12:21 م
فاينانشيال تايمز: غياب مبارك عن قمة الدوحة ضربة لمزاعم الوحدة غياب مبارك عن قمة الدوحة اثار كثير من الجدل
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن القمة العربية التى عقدت مؤخراً فى العاصمة القطرية الدوحة، لم تكن سوى واجهة لمزاعم الوحدة أخفت وراءها كثير من الانقسامات والخلافات بين الدول العربية. وقالت، أمس الأربعاء، إن قطر روجت للقمة العربية التى استضافتها بأنها قمة المصالحة، وفرصة لرأب الانقسامات التى تسود المنطقة وسببت الإحراج والضرر البالغ للقضية العربية. إلا أن هذه القمة انتهت مبكراً بشواهد قليلة تدل على أنها فعلت الكثير لإصلاح أى خلافات، أو تبديد الانطباع بأن القمم العربية السنوية مجرد ثرثرة.

وبدلا من ذلك، طغى على قمة الدوحة حضور الرئيس السودانى عمر البشير الذى صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك وابل النيران اللفظية التى أطلقها الرئيس الليبى المثير للجدل معمر القذافى على العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ويصف أحد الدبلوماسيين العرب هذه القمة بالشاحبة، "فقد كانت هناك واجهة للوحدة لكننا لا نعرف أبدا ما يخفى وراء هذه الواجهة" على حد قول الدبلوماسى الذى لم يذكر اسمه. وربما كان الرئيس السودانى أسعد زعماء هذه القمة بعد تمرير قرار يرفض مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية التى تتهمه بارتكاب جرائم حرب. لكن بعض المسئوليين يقولون إن القضايا الرئيسية لم يتم مناقشتها بشكل تفصيلى بما فى ذلك كيف ينبغى على العالم العربى أن يتعامل مع إيران فى ظل القلق السائد بين دول الخليج بشأن تغيير السياسة الأمريكية إزاء طهران.

قبل هذه القمة، قيل الكثير عن الحاجة إلى جبهة عربية مشتركة للتواصل مع إدارة باراك أوباما والاستعداد للحكومة اليمنية الجديدة فى إسرائيل بقيادة بنيامين نيتانياهو والمساعدة على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

الصراع على السلطة يغذيه الغرور، والصراعات الشخصية والتنافس الإقليمى.. كل ذلك سبب الشلل للدبلوماسية العربية غالباً، وظهرت الانقسامات بشكل واضح ومحرج خلال الهجوم الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، مما ترك قادة الدول العربية لا حول لهم ولا قوة.

قبل أسابيع قليلة، كان يبدو أن بعض التقدم سيحدث بعد أن استضافت السعودية اجتماعاً مع الرئيس السورى بشار الأسد. وكانت دمشق تعتبر من الساعين إلى تقويض الاستقرار بسبب علاقتها القوية مع إيران ودعمها لحركتى حماس وحزب الله. فى حين كانت السعودية تقود الجهود الرامية إلى إضعاف نفوذ طهران، منافستها الإقليمية التى تعد المستفيد الأول من المشاحنات بين الدول العربية.

لكن فى الوقت الذى بدا نزاعاً فيه ينتهى، بدأ آخر بين مصر وقطر بسبب مقاطعة الرئيس المصرى حسنى مبارك لقمة الدوحة. حيث وجه غيابه ضربة قاسية لإدعاءات الوحدة، وسلط الضوء على المشاكل التى تعانى منها المنطقة. فمصر هى مقر الجامعة العربية وتلعب دوراً حاسماً فى الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، وكذلك فى الحوار بين العالم العربى وإسرائيل باعتبارها واحدة من دولتين فقط لديها علاقات طبيعية مع الدولة العبرية.

غير أن القاهرة غضبت من تصرفات قطر خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بداية العام الجارى، حيث سعت الدوحة إلى استضافة قمة عربية عاجلة على عكس رغبة المصريين والسعوديين. وفى هذا الوقت كانت مصر تعانى من ضغوط وانتقادات عربية بسبب رفضها فتح المعابر الحدودية مع غزة، وقيل أن قناة الجزيرة القطرية ساعدت على حشد الغضب العام ضد القاهرة.

ورغم أن قطر بكل ما لديها من وفرة فى النفط والغاز الطبيعى والثروات، كثفت دورها فى الدبلوماسية الإقليمية، فإنه يبدو للبعض أنها تحاول أن يكون لها تأثير ونفوذ أكبر من حجمها الطبيعى. ومع تحقيقها بعض النجاح فى التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين فى مايو الماضى، إلا أنها سببت غضب آخرين فى المنطقة. ولذلك، فإن الوحدة تبدو بعيدة المنال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة