سيناريو الحشد الذى بدأه أقباط المهجر مؤخراً ضد زيارة مبارك لأمريكا ليس بجديد، حيث سبقها 3 مظاهرات ضخمة فى زيارات سابقة لواشنطن طبقا لما يؤكده الدكتور نبيل لوقا بباوى، عضو مجلس الشورى، فجميعها ارتبط بأحداث عنف بين المسلمين والأقباط، ولكن هناك من يشير إلى أن العدد الكلى لمظاهرات واحتجاجات أقباط المهجر ضد مبارك بأمريكا وصل إلى 62 مظاهرة أغلبها لم يكن أثناء زيارة مبارك لواشنطن.
استعدادات أقباط المهجر بأمريكا لاستقبال مبارك بدت هذه المرة مختلفة، وربما يعود السبب إلى أنها الزيارة الأولى فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى الجديد أوباما والذى يراهن عليه العديد من المنظمات القبطية فى واشنطن لتحقيق أجندتهم التى لم تتغير، فالمطالب ثابتة منذ أكثر من 30عاما، منها إلغاء قرارات الخط الهمايونى العتيق والذى يعود إلى القرن التاسع عشر، وكذلك المساواة فى بث البرامج الدينية الخاصة بهم من خلال وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الدولة.
الرئيس مبارك سيواجه أيضا خلال زيارته المرتقبة لأمريكا تكتلات سياسية أخرى تحمل معها مطالب تضاف إلى القائمة التقليدية، منها إلغاء العمل بقانون الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين ووقف المطاردات الأمنية للنشطاء السياسيين، وكذلك الدعوة إلى اتخاذ خطوات نحو ترسيخ الديمقراطية، وإعمال مبدأ الفصل بين السلطات، والكف عن التدخل فى شئون القضاء، وضرورة تشكيل جمعية تأسيسية ممثلة من كافة الأطياف لإعداد دستور عصرى وحديث، وإقرار مبدأ حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات الأهلية، وحرية تداول المعلومات وعدم التدخل فى سير الانتخابات البرلمانية لصالح حزب أو فئة معينة، واعتماد شعار «الدين لله والوطن للجميع» كحل لما أسموه إشكالية الدين والدولة، واعتماد المجتمع المدنى كمعيار للحكم عند الاختلاف، وهى المطالب التى تبنتها 7 منظمات قبطية وإسلامية بتوجيه من قادة أقباط المهجر فى أمريكا وبعض العواصم الأوروبية.
الحملة على زيارة مبارك شهدت تصعيدا جديدا، ولكن هذه المرة من خلال عدد من الجروبات على الفيس بوك ،حيث تبنى جروب »الشباب المشجعين» بيانا موجها إلى منظمة أقباط الولايات المتحدة ورئيسها المهندس مايكل منير، لإيصالها إلى الرأى العام الأمريكى فى الإعلام والبيت الأبيض والكونجرس بهدف الضغط على القيادة المصرية، وتضمن البيان 10مطالب منها السماح لمعتنقى الديانة المسيحية (المتنصرين - المسيحيين الجدد) بممارسة شعائرهم الشخصية، ووقف عمليات الاعتقالات والتعذيب لإجبارهم على العودة للإسلام، تصعيد أقباط المهجر ضد زيارة الرئيس، يبدو أنه لن يكون قاصرا على المظاهرات أو البيانات حيث أعلن موريس صادق أحد قيادات أقباط المهجر، بإنه سيطلب من إدارة أوباما بإصدار قرار من الكونجرس، يوصى بقطع المعونة كاملة عن مصر، مطلب صادق المتشدد، ربما لا يجد قبولا من آخرين حيث رفض مايكل منير هذا الاتجاه، مؤكدا الاكتفاء بتحريك قضية الحريات ليس للأقباط فقط ولكن لكل المصريين، وربما كلام مايكل يجعلنا نطرح سؤالاً فى هذا الملف وهو: هل كل المنظمات القبطية فى أمريكا تتفق على ضرورة معارضة زيارة الرئيس مبارك لأمريكا؟.
الإجابة عن هذا السؤال تستدعى أن نذكر أن منظمات أقباط المهجر بالولايات المتحدة والتى يصل عددها إلى 8 منظمات منها الاتحاد القبطى الأمريكى ويعتبر من أكثر المنظمات القبطية تشدداً فى أمريكا وهى دائمة الظهور فى اتهامات للرئيس مبارك، ثم التجمع القبطى فى الولايات المتحدة والذى يقوم برئاسته كميل حليم ومنظمة الولايات المتحدة الأمريكية التى يرأسها المهندس مايكل منير ورغم تفاوت المعارضة بين المنظمات الثلاث إلا أنهم مازالوا الأكثر تأثيرا داخل الكونجرس الأمريكى وهناك جمعيات أخرى مثل التى يرأسها المحامى موريس صادق وهى الجمعية التى تحرض اسرائيل ضد مصر بزعم حماية الأقباط أما بقية المنظمات فإنها تميل للعمل الخيرى ولا تقوم بأى تجمهر أو تظاهر ضد الرئيس بل على العكس هناك منها من ينشر إعلانات ترحيب بالرئيس مضادة لإعلانات الهجوم على الزيارة، وهى جمعيات متهمة من المتشددين الأقباط فى أمريكا بأنها تمول من الحكومة المصرية أذا ليس كل اقباط المهجر سيخرجون فى مظاهرات ضد الرئيس.
ويبقى السؤال الخطير أيضا هل للكنيسة المصرية بالداخل دور فى تحريك مظاهرات أقباط المهجر أثناء زيارة الرئيس لأمريكا؟.
القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى وكاهن كنيسة مار جرجس قال إن الكنيسة لم ولن يكون لها دور فى التظاهر خارجياً ضد مصر أو الرئيس وحتى مظاهرة البيض الفاسد ضد الرئيس الراحل أنور السادات لم تكن بتحريض قبطى لأن هذه المظاهرة كان وراءها الفلسطينيون بسبب اتفاقية السلام وليس الأقباط.
مايكل منير يرفض اقتراحات موريس صادق بالتحريض على ربط المعونة بحقوق الأقباط
62 مظاهرة لأقباط أمريكا ضد مبارك 3 منها فقط أثناء زيارته لواشنطن
الخميس، 02 أبريل 2009 10:21 م
لافتات أقباط المهجر تحرض أمريكا ضد مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة