ظهور المدونات أحدث ثورة فى حرية الكتابة والتعبير، الشباب يكتب ما يشاء وما يريد عبر صفحته "المدونة" فى الإنترنت، مهما كان ما يكتبه خارجا عن حدود المعقول أم لا، إلى الحد الذى دفع كثيرين إلى إطلاق مصطلح "أدب المدونات"، واعتباره نوعاً جديداً من الأدب.
الأدباء على الإنترنت، وبالتحديد فى مدوناتهم، ماذا يفعلون وكيف يقدمون أنفسهم للجمهور الذى يراهم على الورق، وفى نفس الوقت بالتأكيد يراهم عبر مدوناتهم فى الإنترنت، هل ينشرون إبداعهم على الإنترنت، أم يكتبون مقالات خاصة بهم موجهة لقراء الإنترنت.
من أوائل الأدباء الذين بدأوا فى التدوين الروائى والقاص محمد علاء الدين صاحب "إنجيل آدم" فى 2005، وعلى مدونته تجد فى بداية الصفحة تعريفه للكتابة باللغة الإنجليزية "الكتابة تنين أخضر بشنب بنفسجى"، وعلى يساره صورته الشخصية، وأسفل منه أغنية عن الحب باللغة الأجنبية وكتب تحتها "من يصدق أن هذه الأغنية، فى العام 2009، ستكمل عامها الحادى عشر".
فى أسفل منها صورة لكتابين لياسر ثابت عن دار الميزان، وأسفل منهما صورة روايته الأخيرة "القدم" وصورته، وينشر محمد علاء الدين مقاطع لأغان يحبها، وقصائد ونبذة عمن يحبهم مثل هارولد بنتر، بل ويعلن الاحتجاب عن التدوين لمدة ثلاثة أيام، رغم قلة الكتابة فى المدونة فى الفترة الأخيرة، حيث يكتب موضوعاً أو موضوعين فقط فى الشهر، فى الوقت الذى كان يكتب فيه فى بداية التدوين من 15 إلى 60 إضافة جديدة على مدونته.
نائل الطوخى الروائى والصحفى بجريدة أخبار الأدب صاحب مدونة شهيرة ومثيرة، فاجأ نائل الجميع بإعلان إغلاق مدونته "مدونة نائل الطوخى" الرائعة والعبثية على حد ما، والتى كانت تمثل الكثير للراغبين فى الضحك والمتعة، إلى مدونة أخرى أكثر جدية وهى "هكذا تحدث كوهين"، وهى مدونة يترجم فيها نائل الأدب العبرى، وكتب نائل فى 13 مارس 2009 أنه سيبدأ من هذا اليوم وفى كل يوم جمعة كما هو عادته فى مدونته القديمة ترجمة الأدب الإسرائيلى الجيد من وجهة نظره، ويضع فى مدونته الجديدة صوراً لعدد من الأدباء الإسرائيليين، ويترجم نائل فى مدونته شعراً ومسرحاً ومقاطع من روايات، أو قصة يقول نائل الطوخى "إننى وجدت أن الأدب الإسرائيلى منطقة مهمة لا نعرف عنها الكثير".
مدونة نائل القديمة عنوانها الجديد "زمن ال...خلاص انتهى" فى دلالة على انتهاء العمر الافتراضى لمدونته، ويدلك على المكان الجديد لمدونته بإشارة "انتقل شرقا هنا" حيث مدونته الجديدة.
هذه المدونة كانت ذاخرة بمواقع جرائد ومواقع صحفية ولنكات مدونات ومن يسميهم نائل "الشغيلة"، ويقصد بهم نائل "الناس المعروفين من خارج التدوين أى من الأدب والكتابة على الورق"، بالإضافة إلى المقالات والمواضيع الساخرة التى كان يكتبها، ومنها "بحبك" و"مليونير الأحياء الشعبية: ماذا حدث للهنديين".
الروائى محمد صلاح العزب بدأ التدوين فى ديسمبر 2006، وتتميز مدونته بلونها الهادئ، وضع اسمه بخط كبير وتحته كتب "الكتابة طفل صغير يلعب طول اليوم عاريا ولا يسمع الكلام"، وآخر ما فى تدوينة العزب "كبدة أبريل" بتاريخ 12 أبريل الحالى، وهو ينشر بمتوسط موضوعين أو ثلاثة شهرياً، وتوجد صورة لغلاف روايته "وقوف متكرر" ومقال بعنوان "صدور الروايات أجمل من صدور البنات" وعلى اليسار وأنت تقرأ فى مدونته كتب العزب "علاقات غير آثمة" وتضم مقالاته وصفحته على الفيس بوك، ومر على مدونته 28749 شخصاً.
الروائى طارق إمام ويصدرها باسمه ببنط عريض، وأسفل منه عبارة "الكتابة وجه ثالث للكتابة" وتملئ صفحة طارق إمام بالصور تتصدرها صورة فوز روايته "هدوء القتلة" بجائزة ساويرس للأدب، وصور حفل توقيع روايته الجديدة "الأرملة تكتب الخطابات سرا"، يظهر فى الصور عدد من أصدقائه المبدعين ومنهم فاطمة البودى ومحمد صلاح العزب وباسم شرف وأحمد الشافعى ومى بهاء، وخطيبته مروة عبد الله، وعلى اليمين فى الصفحة ينشر صوراً لهنرى ماتيس للنساء، وأعلى منها كاريكاتير سيناريو طارق إمام ورسوم عبد الله أحمد.
أما الشاعر محمد أبو زيد فعنوان مدونته "مزيكا حزاينى شوية" ومر عليها 65217 شخصاً، وفى أعلى الصفحة غلاف مجلة الشعر، وبها حوار معه، وأسفل منها عن إطلاق موقع "الكتابة" الإلكترونى الذى أطلقه الشاعر، وعدة مقالات له، وملف حوارات مع "نون النسوة".
كذلك تعتبر مدونة "وسع خيالك" للروائى والصحفى أحمد ناجى من المدونات الشهيرية للأدباء، حيث بدأ مدوناً، واتجه بعد ذلك إلى كتابة الرواية، فكانت روايته "روجرز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة