تأتى زيارة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد إلى القاهرة لتؤكد عمق العلاقات المصرية الصومالية وأهمية الدور المصرى الوثيق فى القارة الأريقية، وخاصة منطقة القرن الأفريقى، منذ عهد حتشبسوت ومروراً بثورة يوليو وحتى الآن.
وهذه هى الزيارة الثانية التى يقوم بها الرئيس الصومالى للقاهرة، وقد سبقتها زيارة قبل توليه مهام منصبه عندما كان رئيساً لتحالف إعادة تحرير الصومال، الذى وقف فى وجه الأطماع الأثيوبية تجاه ذلك البلد العربى المسلم، خاصة أن مصر كانت من أول الدول التى سابقت إلى الاعتراف بحكومة شيخ شريف أحمد الجديدة وشرعيتها، متعهدة بتقديم كل الدعم لها.
أكد د.طاهر محمود جيلى عضو البرلمان الصومالى والحاصل على الدكتوراه فى الشريعة من القاهرة لليوم السابع أن الزيارة سوف تكون فرصة تاريخية للقاء تاريخى بين قيادتى البلدين الشقيقين ممثلة فى الرئيس مبارك والرئيس شيخ شريف أحمد، الذى يصطحب وفداً رفيعاً من وزراء الخارجية والتعليم العالى والنقل والمواصلات والنقل البرى والبيئة، بالإضافة إلى مستشارى الرئيس، وذلك للتشاور مع الشقيقة الكبرى مصر، والاستماع لدعمها ومشورتها وتوجيهاتها السديدة، بما يجسد عمق الوشائج والروابط المتينة التى تضرب بجذورها فى القديم والحاضر والمستقبل.
من جانبه يؤكد المحلل السياسى الصومالى عابى فارح، أن مصر ساعدت الصومال على نيل استقلاله مثل بقية حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا وقيام جمهورية الصومال عام 1961، ولم تكد تمر ثلاث سنوات على الاستقلال حتى تعرضت الصومال لهجوم أثيوبى عام 1964، فما كان من مصر إلا أن أمدت الصومال بجزء كبير من الأسلحة التى كانت بحوزتها، رغم صعوبة الحصول على السلاح فى ذلك الوقت، لكن فارح يشير إلى الموقف الأكثر تأثيراً فى العلاقات بين البلدين، وهو رفض الصومال مقاطعة مصر بعد كامب ديفيد رغم الضغوط الشديدة التى تعرضت لها مؤثرة علاقتها بالشقيقة الكبرى. وساهمت مصر أيضا فى تحقيق العديد من الاتفاقيات لإنهاء الصراع بين الفصائل الصومالية، وخاصة اتفاقية المصالحة الوطنية، التى وقعها القادة الصوماليون بالقاهرة فى 22/12/1997.
ويرصد تقرير هام لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الأهمية الجيو ـ إستراتيجية للصومال بالنسبة للأمن القومى المصرى. باعتبارها المنفذ الجنوبى للبحر الأحمر بضفتيه الإفريقية والآسيوية، وربما يرجع ذلك إلى تنامى الإحساس المصرى بالخطر بعد تصريحات وزير الخارجية الأثيوبى عام 1996 بشأن مياه النيل، والتى جاء فيها مياه النيل أثيوبية، علاوة على ذلك فقد ازداد الخطر بعد قيام البنك الدولى بتقديم قروض لأثيوبيا عام 1996 بلغت 2.5 بليون دولار لإقامة 38 سداً عند منابع النيل، ومن هنا أدركت الدبلوماسية المصرية الأهمية الجيو ـ إستراتيجية للصومال بالنسبة للأمن القومى المصرى، ومن ثم جاء التدخل لإنهاء الخلافات الصومالية، لاعتبارات إستراتيجية وأمنية.
ويعلق المحلل الصومالى عابى فارح على ذلك، بأن إدراك القيادة المصرية لأهمية هذه الجيو إستراتيجية كانت قد تجلت بعمق فى حرب أكتوبر1973 حين وضع الصومال ميناء بربرة تحت تصرف الحكومة المصرية.
الدبلوماسية المصرية أدركت الأهمية الجيو ـ إستراتيجية للصومال بالنسبة لأمن مصر القومى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة