أكد الدكتور طاهر محمود جيلى مستشار الرئيس الصومالى وعضو البرلمان الانتقالى عن تحالف إعادة تحرير الصومال، أن زيارة شيخ شريف أحمد للقاهرة ستركز على اطلاع الرئيس مبارك على نتائج المصالحة الصومالية والجهود التى تبذلها الحكومة المركزية لإعادة الأمن والاستقرار للصومال بعد حروب أهلية دامت عشرين عاماً، بالإضافة إلى قضية القرصنة، التى أصبحت تهدد قناة السويس كممر ملاحى هام لمصر، كما تحدث جيلى عن العلاقات الصومالية الأمريكية وفتوى بن لادن بتكفير الرئيس الصومالى وإعادة الصومال كجزء فاعل فى المحيط العربى الإسلامى.
ما أبرز الملفات المتوقع أن يناقشها الرئيس شيخ شريف مع الرئيس مبارك غداً؟
هذه هى الزيارة الثانية التى يقوم بها الرئيس شيخ شريف أحمد للقاهرة منذ التوافق على انتخابه رئيساً للصومال الموحد، وذلك لإدراك بلادنا بأهمية الدور الذى تلعبه مصر فى المنطقة وعلى الساحة الدولية، وتستهدف الزيارة اطلاع القاهرة على الجهود المبذولة لإتمام عملية المصالحة الوطنية والعمل من خلال الحكومة المركزية على استتباب الأمن فى البلاد وعودة السيطرة على كافة أنحاء الولايات والمدن الصومالية، كما سيناقش الزعيمان الجهود المبذولة لحل مشكلة القرصنة، على السواحل الصومالية، فنحن نقدر تماماً خطورة القرصنة على الملاحة فى قناة السويس والدخل القومى المصرى، وقد سبق أن قمت بزيارة استطلاعية كمبعوث للحكومة الصومالية فى شهر مارس الماضى لاطلاع الخارجية المصرية والجامعة العربية على تطورات الوضع فى الصومال على خلفية الحكومة الجديدة.
فشل الحكومة الصومالية فى مكافحة القراصنة، هل يرجع إلى أنهم يتمتعون بحماية حكومة "بونت لاند" المستقلة؟
أولاً لا يوجد تقصير من ناحية أى جهة صومالية فيما يتعلق بمكافحة القرصنة، ونحن راغبون فى وضع حد لهذه الظاهرة، أما فيما يتعلق بـ(بونت لاند)، فهى جزء من الدولة المركزية وغير منفصلة عن الوضع العام، وهناك تعاون كامل بين الحكومة المركزية وبين ولاية بونت لاند.
بماذا تفسر هذه الاتهامات إذاً؟
المجتمع الدولى هو المسئول عن الإلقاء بمثل هذه الاتهامات على عاتق الحكومة الصومالية، ونحن نطالبه بأن يسأل أولاً عن حجم الإمكانات المطلوبة لمكافحة القرصنة، فنحن مثلاً نحتاج إلى إعادة تأهيل القوات الصومالية، وخفر السواحل.
لكن المجتمع الدولى قدم بالفعل مساندة لوجيستية فى إطار حماية السواحل؟
القوات القادمة من أوروبا وآسيا لا تدرك خبايا الأمور، والصوماليون ينظرون إليها على أنها قوات غازية، أو شبه غازية، وهناك ظلم يقع على الصيادين الصوماليين، بسبب إغراق قواربهم على يد سفن الدول الكبرى التى أتت بحجة "مكافحة القراصنة"، فضلاً عن إلقاء نفاياتها فى المياه الإقليمية الصومالية.
وما البديل الذى تطرحه الحكومة الصومالية فى هذا الإطار؟
طالبنا بمنح دولية ومساعدات عربية ولم نتلقَ سوى وعود فقط.
إلى أين وصلت جهود المصالحة الصومالية؟
المصالحة حالياً تسير فى طريقها الصحيح، وقد أشركنا فيها العشائر ورجال الدين والتجار، ونحن نتمسك بأن كل من يرفعون السلاح أصدقاؤنا وإخوتنا فى الوطن، ونأمل أن تنجز فى أقرب وقت ممكن، وأن يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات والحوار حول مستقبل الصومال.
ولماذا فشلت محاولات المصالحة مع شباب المجاهدين؟
هناك مفاوضات غير مباشرة مع الحزب الإسلامى بواسطة العشائر والتجار، فنحن لا نهدد ولا نحارب ونصبر فقط على المعارضين من أجل استقرار البلاد وعودتها إلى سابق عهدها قبل الحرب الأهلية.
هل تأثرتم بما ردده "بن لادن" من تكفير الحكومة الصومالية وشيخ شريف؟
"بن لادن" يريد أن يأخذ 10 ملايين صومالى إلى التهلكة ويريدنا أن نغامر بمستقبلهم وأمنهم، وقضية اتهامنا بالردة شىء فى غير تخصصه، وهو نوع من السب، وما نقوم به من جهود وتواصل مع الولايات المتحدة ودول فى أوروبا والعالم العربى تهدف كلها لمصلحة الشعب الصومالى، فلسنا معادين لأحد، وكل تحريض ضدنا غير مقبول إذا جاء من شخص مثل زعيم القاعدة.
لكن البعض يصف تواصلكم مع الولايات المتحدة بأن هناك تحالفاً بين الحكومة الحالية وأمريكا، بعد سنوات طويلة من العداء عقب محاولة أمريكا غزو الصومال؟
نحن راغبون فى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولسنا فى عداء معها، كما أننا لسنا تابعين لأحد، وحتى أثيوبيا التى حاولت غزونا نسعى لحسن الجوار معها، وكذلك كل الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة فى العالم.
قال إنهم لا يدركون خبايا الأمور.. والمواطنون يعتبرونهم غزاة يغرقون قواربهم..
مستشار رئيس الصومال: الأوربيون لن يقضوا على القرصنة
السبت، 18 أبريل 2009 07:17 م
الدكتور طاهر جيلى مستشار الرئيس الصومالى (تصوير ياسر عبد الله)
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة