فنان تشكيلى جرب أن يدخل فن الكوميكس فى الأدب العربى، حينما لاحظ انتشار هذه النوعية الأدبية فى كل أنحاء العالم عدا مصر، هذا الفنان هو مجدى الشافعى مؤلف أول رواية "كوميكس" فى الأدب العربى، واختار لها عنواناً هو "مترو"، وبالطبع لم يكن يعرف أن عنوان الرواية هذا سيكون عنواناً كبيراً يمثل أزمة ثقافية حادة وصلت إلى محاضر البوليس وقاعات المحاكم، وتنتظر الرواية محاكمتها اليوم السبت 18 أبريل، بعد أن تمت مصادرتها فى أبريل العام الماضى.
مجدى الشافعى لم يكن يتخيل أن التحقيق قد ينتهى بهذه المحاكمة وأن توجه له اتهامات صنع وحيازة وعرض مطبوعات ورسوم يدوية بقصد خدش الحياء العام، والرواية التى تدور أحداثها حول شاب متخصص بالبرمجيات على وشك الإفلاس، فيقرر وصديق له سرقة بنك فى وسط القاهرة ويقومان بحفظ المسروقات فى نفق محطة مترو، وخلال أحداث الرواية يتطرق مؤلفها لأحداث سياسية مثل مظاهرات حركة كفاية وتمزيق ملابس الصحفية تحت أنظار الشرطة، وكذلك موضوع استئجار بلطجية للاعتداء على المتظاهرين. حول الرواية وظروف تأليفها كان لليوم السابع هذا الحوار.
تجربة الكوميكس متى بدأتها وهل لك أعمال أخرى منشورة؟
بدأتها فى مجلة علاء الدين بالأهرام منذ عام 2003، وكنت أرسم شخصيات بنتين فى مغامرات اسمهما ياسمين وأمينة، وكانت المغامرات لها طبعاً أهداف أخلاقية، لكن كان يهمنى أن أقدم كوميكس للكبار، فالكبير فى حالة إرسال واستقبال مع العمل لأن تذوقه مختلف وقراءته مختلفة ورؤيته مختلفة للعالم كله وطرقه فى الاتصال والتناول مختلفة أيضا، رواية "مترو" كانت الأولى، لكنى قدمت كوميكس أيضاً من قبل فى مسابقة دولية تابعة لليونيسكو فرع الأفرومتوسطى، وحصلنا فيها على شهادة أحسن كوميكس.
هل كنت تتصور وأنت ترسم الرواية أنها ستتعرض للمصادرة والمحاكمة بهذا الشكل؟
كلا بالتأكيد لم أتخيل هذا الجو، وأعتقد أن هناك شيئين: الأول أن الذوق العام للمجتمع يتطور بسبب تطور الاتصالات والغنترنت وتبادل الخبرات مع العوالم الأخرى، فالمجتمع الذى كان بالأمس يتصل بالبريد وينتظر أخباره شهوراً، وقد تضيع إبداعات كثيرة فى روتينية هيئة البريد، اليوم لدينا الفاكس والإيميل ونرسم بالفوتوشوب وليس فقط بالريشة والألوان، كل شىء تطور، والمجتمع يستوعب التطور فى سرعة ولا يلهث خلفه، بل بالعكس هو يحتوى كل تطور جديد من تطور فى الاتصالات وأدوات نقل المعلومات مثل المحمول والبلوتوث والفلاش ميميورى وكل ثورات المعرفة الجديدة.
والثانى، فى مقابل تطور هذا الذوق هناك قهر لا محدود فى المجتمع يتمثل فى عدم وجود آليات لاستقبال تطور الذوق العام، وفى نفس الوقت هناك عدم رغبة من قوة ما فى أن يتشكل هذا الذوق العام بهذا التطور، وأن يستقبله، وقد تكون هذه الرغبة مدفوعة بقوى ظلامية ترغب فى أن يظل المجتمع محلك سر، وأن تظل الناس فى غيابية مقصودة.
ماذا شعرت عندما تمت مصادرة روايتك؟
أنا لم أتخيل أن تتم مصادرة الرواية ولم يخطر لى على بال أن ما رسمته فيه ما قد يعرضها لهذا المصير، وهى بالفعل ليس فيها ما يدعون، وأنا لن أستسلم لهم ولن أرسم على هواهم أو أبدع بفكرهم.
هل يحتفظ مجدى الشافعى بثقته فى دعم الوسط الثقافى؟
ثقتى فى دعم الوسط الثقافى لم تهتز فقد حصلت على دعم مؤسسات ثقافية مثل أخبار الأدب وكان ملحق الكوميكس فيها، والذى أعدته منصورة عز الدين يدعم قضيتنا ويشير لها، كذلك وقف جانبنا الأستاذ صنع الله إبراهيم فى المحكمة، وحصلنا أيضا على دعم نقاد كثيرين مثل عبد المنعم تليمة وصلاح قنصوة، أنا على ثقة من وقوف المثقفين ضد هذه الهجمة الشرسة لأنها ردة ثقافية فى شكل دوامة شرسة ستغرق الجميع ولن يفلت منها أحد ونحن أول من طالتنا دوامتها.
مشاريع مجدى الشافعى القادمة بعد مصادرة "مترو" هل لا تزال قائمة أم تخليت عن بعضها ومساحة الحرية فيها هل تقلصت أم ماذا؟
لا تزال قائمة طبعاً، ولم أتخل عن أى منها، لكن هناك فقط تأجيلات، أما عن مساحة الحرية، صعب أن نتكلم عن الحرية لأن أصلاً الرواية لا تحوى ما يجعلها فى موضع محاكمة أو يجعلها تنتقص من حريتى فى الأعمال القادمة.
موضوعات متعلقة..
تأجيل نظر قضية رواية "مترو"
الناشرون يتضامنون مع "ملامح" ورواية "مترو"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة