بعد عرض مسرحيته الأخيرة "قهوة سادة" ذاع صيته، وعلا نجمه بين كل فئات المجتمع، سواء كانت حكومية أو معارضة، شباب وكبار، كما استطاع أن يقدم للساحة الفنية مجموعة جيدة من النجوم الشباب الذين يتمتعون بموهبة حقيقية، كان آخرهم الممثل الشاب محمد فراج، الذى استعان به الفنان أحمد حلمى لمشاركته أحدث أفلامه "عقبال عندكم".
ورغم أن أعمال خالد جلال عديدة فى المسرح والسينما، إلا أن "قهوة سادة" كانت هى تذكرة عبوره إلى قلوب الجماهير، وصفحات الجرائد، وشاشات الفضائيات.
التقاه اليوم السابع لنتحدث معه حول مسرحية قهوة سادة، وما هو شعوره حول أعماله التى لم تحقق نفس النجاح.
حدثنا عن رحلتك مع مركز الإبداع
افتتح مركز الإبداع فى عام 2002 بحضور السيدة سوزان مبارك، واقترح فاروق حسنى وزير الثقافة، أن يكون المركز مدرسة لتعليم الفنون، وبالفعل قدمنا له مشروع الاستوديو الذى يتضمن منحة دراسية مجانية لمدة عامين للدفعة الواحدة والتى تضم مائة طالب.
يضم المركز ثلاثة أقسام وهى التمثيل الذى أشرف عليه، إضافة إلى إشرافى على المركز بالكامل، وقسم الإخراج الذى يشرف عليه المخرج عصام السيد، إضافة إلى قسم جديد، وهو الديكور والأزياء والذى يشرف عليه د.ناجى شاكر، ود.صلاح مرعى، كما نقدم شيئاً جديداً بالمركز، وهو التعاقد مع مصور فوتوغرافيا لتصوير هؤلاء الشباب، هذه الصور يتم اختيار الأفضل منها لعرضها على شركات الإنتاج بعد تخرجهم.
وإلى أى دفعة ينتمى ممثلو مسرحية قهوة سادة؟
للدفعة الحالية، وهى الثانية فى تاريخ المركز، ومن أهم خريجى الدفعة الأولى الممثل سامح حسين، وإيمان السيد، ونضال الشافعى، أما الدفعة الثانية فهى صاحبة هذا العمل الذى حقق نجاحاً ساحقاً، وحضره أكثر من 450 شخصية عامة، وأكثر من 23 ألف مشاهد من الجمهور، وكان على رأس الشخصيات المهمة التى حضرت العرض السيدة سوزان مبارك، وأكثر من 14 وزيراً من الحكومة الحالية، بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانين والمثقفين والمفكرين، مثل عادل إمام ويسرا ومحمود عبد العزيز وأحمد حلمى وكريم عبد العزيز ومنى زكى، وأنغام وهشام عباس، إضافة إلى عدد كبير من المنتجين مثل عماد الدين أديب وإسعاد يونس ووائل عبد الله.
أما فيما يخص الجوائز التى حصل عليها العرض، فقد قدم العرض فى المهرجان القومى للمسرح، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ثم شاركنا به فى مهرجان المسرح التجريبى مع عروض29 دولة، ثم رشحته لجنة التحكيم الدولية لأحسن عرض، ثم لأحسن عمل جماعى، ثم جائزة أحسن مخرج، ثم حصلنا على جائزة أحسن مخرج من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى.
ما هو مصدر تمويل المركز؟
تمويل المركز تابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، وقد تلقى المركز عروضاً كثيرة من بعض رجال الأعمال، لكن التمويل الذى نتلقاه من وزارة الثقافة يكفى المركز ويفيض، ولا أتذكر أننا طلبنا شيئاً من الوزارة وتأخرت، وهذا ما يجعلنا رافضين لفكرة تمويل رجال الأعمال للمركز، وأحب أن أشير إلى أن تجربة المركز شجعت كثيراً من شركات الإنتاج للتفكير فى عمل ورش تدريبية للتمثيل، لكى توفر عليهم مهمة البحث عن ممثلين، كما سيساعدهم ذلك فى تقليل الأجور التى سيتعاقدون بها مع أى ممثل محترف.
لماذا نجحت مسرحية قهوة سادة؟
لقد قدمت الكثير من الأعمال الناجحة، والتى حصدت العديد من الجوائز، مثل مسرحية "هبوط اضطرارى"، و"الإسكافى ملكاً"، إضافة إلى مسرحية "لما بابا ينام" مع يسرا وعلاء ولى الدين وهشام سليم وحسن حسنى، و"هالا هوتا وبركوتا" لمحمود الجندى ووائل نور، لكن إذا تذكر الجمهور قهوة سادة، فذلك للنجاح الكبير الذى حصلت عليه هذه المسرحية، فالمسرحية نجحت فى تجميع الآراء سواء المعارضين أو الحكوميين، وقد يكون ذلك لأنه عرض إنسانى أكثر منه عرض سياسى، فأنا من المؤمنين بأننا جميعاً مصريون، ولا توجد معارضة أو حكومة، وقد يكون سبب النجاح أيضاً هو الروح المعنوية التى اكتسبها الطلاب من حضور السيدة سوزان مبارك وغيرها من الشخصيات البارزة فى المجتمع، وفى النهاية أنا لا أحزن إذا كانت هذه المسرحية هى علامتى فى السينما، فكل إنسان ناجح له بصمة فى تاريخه.
ولماذا اتجهت للسينما؟
أنا دائماً منبهر بالسينما، لكننى كنت مشغولاً بالمسرح، وعملى بالسينما جاء بعد أن شاهدت المخرجة ساندرا نشأت أول مسرحية كتبتها وهى "أيامنا الحلوة"، وعندها قالت لى لماذا لا تكتب سينما؟ وذلك لأنها وجدت مشاهد المسرحية قصيرة ومكثفة وأقرب إلى المشاهد السينمائية، فقلت لها ولمَ لا؟ لكن عندما تأتى الفرصة، بعدها اتصل بى تليفونياً المنتج وائل عبد الله وسألنى إن كنت أرغب فى كتابة فيلم سينمائى، فوافقت، فروى لى قصة فيلم "تمن دستة أشرار"، وبعدها بأسبوع كتبت له 35 مشهداً وعدت إليه، فأعجب بها، وقال لى، أكمل كتابة الفيلم، وبالفعل، أكملنا الفيلم وخرج للنور، وحقق نجاحاً كبيراً لم نتوقعه نحن شخصياً، وحقق 14 مليون جنيه، بالرغم من أنه كان البطولة الأولى لمحمد رجب، وأذكر أنه فى أحد أيام العيد حقق مليون جنيه فى يوم واحد، ثم جاء فيلم ساعة الصفر الذى تحول اسمه فيما بعد إلى مقلب حرامية، وحالياً نكتب فيلم كوميدى جديد لم ننتهِ منه بعد.
لماذا لا تشارك كتاباً آخرين فى كتابة أفلامك مثلما يحدث الآن فى ورش السيناريو؟
الكتابة طرق، وقدرات، وأساليب عرض مختلفة، وقد عرض على ذلك من قبل، بعد أن قدمت سيت كوم الجراج، لكننى لم أستطع لأننى لا أحبذ الكتابة مع أحد، وكل ما أعرفه عن ورش السيناريو حتى الآن هى ورشة محمد حفظى، التى لم أرَ لها أى أعمال حتى الآن، لكننى أعتقد أنها ستثمر عن شىء جيد.
هل تحب السينما أكثر أم المسرح؟
أنا أحب المسرح جداً، لكننى أشعر بأن السينما لها بريق أكثر، كما أنها قادرة على البقاء فى ذاكرة التاريخ الفنى أكثر من المسرح، وأيضاً فى ذاكرة الناس، فالمتعة بالنسبة لى فى المسرح، لكن البقاء أكثر فى السينما.
هل ستظل كاتباً للكوميديا أم أنك ستتنوع فى أعمالك القادمة؟
أنا أحب الكوميديا جداً لكن فيلم "حكاية بنت" الذى سأقدمه الفترة القادمة متعاوناً فيه مع النجم شريف سلامة، وإيمان العاصى، ووائل عبد الله، لن يكون كوميديا، وبالرغم من ذلك سأعود إلى الكوميديا سريعاً لأننى أعشقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة