رفضت وزارة الثقافة والإعلام السعودية منح ترخيص رقابى لنشر رواية "لا يوجد مصور فى عنيزة" للكاتب خالد البسام, يجيز تداولها فى المكتبات رغم عرضها فى معرض الرياض الدولى للكتاب فى مارس الماضى، وشهد حفل التوقيع الذى أقامه ناشر الرواية المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت ترحيباً كبيراً فى المعرض, فى موقف مشابه لما تعرض له الكاتب المصرى إيهاب عمر، بعد أن صادرت السلطات السعودية كتابه "الخليج البريطانى" رغم عرضه فى جناح دار اكتب للنشر فى معرض الرياض أيضاً.
وتدور الرواية الأولى لخالد البسام حول شخصيات وأحداث حقيقية وقعت فى مدينة عنيزة (تقع فى نجد بالسعودية)، مع إضفاء بعض الخيال الممزوج بالحنين إلى تلك المدينة التى علقت فى ذاكرة الكاتب.
يبدو عنوان الكتاب غريباً بعض الشىء، إلا أن القارئ يكتشف أنه يعبر عن مضمون الرواية، ففى تلك الفترة التى تتناولها الرواية كان الكثير من المهاجرين يفدون إلى مدينة عنيزة، وعندما يتقدمون إلى الجهات الرسمية بطلب الحصول على جوازات سفر تواجههم مشكلة عدم وجود صور لوضعها فى الجواز، فكان الموظف المسئول يكتب فى خانة الصورة عبارة، لا يوجد مصور فى عنيزة، ليوضح سبب عدم لصق الصورة.
فى مستهل الرواية يصف البسام جانباً من الحياة فى عنيزة فيقول "فى ساعات الليل الأولى، عندما ينتهى الرجال من صلاة الأخير (صلاة العشاء) فى مساجد المدينة، يعود الجميع إلى بيوتهم الطينية الصفراء، ويبدأون مسامرات الليل وسواليف الظلام، على وقع فناجين القهوة التى لا تنتهى، عند الليل تبدو مدينة عنيزة وكأنها مدينة أخرى، مدينة مختلفة تماماً، تضج البيوت بالكلام، وبخاصة الكلام الذى لا يقال فى النهار, كانت الطرقات مظلمة، ولكن السواليف منيرة فى الكثير من البيوت، تدعو الناس للدخول إلى تلك المجالس المفتوحة الأبواب والمضاءة بمصابيح الكيروسين".
ثم يتحدث المؤلف عن تلقى أهالى عنيزة خبر نشوب الحرب، "استيقظت عنيزة صباح يوم 6 سبتمبر 1939 على شائعات وأخبار وهرج ومرج، وتواصلت حتى دب الرعب بين تجار المدينة، وراح بعضهم يقفلون أبواب دكاكينهم فى السوق بسرعة، لم يعرف أحد ما هى الحكاية بالضبط، ولا سمع أحد شيئاً مؤكداً، كان الشىء الوحيد أن رجلاً كان فى مجلس أمير عنيزة، وسمعه يقول لرواد المجلس إن حرباً قامت وإن برقية وصلته بهذا الخصوص من الرياض، أما باقى التفاصيل فلا يعرفها أحد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة