منذ سنوات طويلة لم يسألنى أحد: ما رأيك فيما هو منسوب إليك؟.. أو ما رأيك فى التيار السياسى الفلانى أو العلانى؟.. لكن ظهورى على موقع اليوم السابع ومنذ اليوم الأول، وضعنى أمام نوعية جديدة من القراء الذين يشاركون بالتعليق والرأى على المقالات بطريقة محاكم التفتيش.
وقد اعتدت ذلك من قبل خلال رحلة فى عالم الصحافة، بدأت نهاية عام 1987 على البريد العادى، والفاسكات التى تحوى ردودا أو تعليقات من القراء والجهات الرسمية، وأحيانا بعض الشتائم والانتقادات اللاذعة.. لكن هذه هى المرة الأولى التى أجد فيها نفسى متهما ومطالبا بالإجابة الفورية وعلى الهواء مباشرة فى محضر تحقيق رسمى، قرر القراء فتحه لى من اليوم الأول، فيما يشبه محاكم التفتيش التى تفتش فى ضمائر الناس وتحاول تصنيفهم وتلوينهم.. ومن ثم إصدار قرارات الاتهام والأحكام التى لا تقبل أى نقض أو استئناف.
وهاكم عينة من أسئلة القراء وإجابات العبد لله عليها فى أغرب محاكمة شخصية من نوعها:
س: أعلم أنك كنت كاتبا قبل ذلك بجريدة روزاليوسف وقبلها فى الشعب وأنت الآن فى الأهرام واليوم السابع، فتاريخك المهنى مختلط الاتجاهات من أقصى اليمين "الشعب" لأقصى اليسار "روزا"، ومن الاتجاه الليبرالى "اليوم السابع" إلى الاتجاه المحافظ " الأهرام"، وبالتأكيد كتبت وسمعت وقرأت عن آلاف الموضوعات التى تتحدث عن الإخوان.. ألم تر فى تلك الموضوعات ما يصلح أن نشيد به للإخوان أم هم فعلاً مرض خبيث يجب استئصاله وداء عضال لا شفاء منه؟
ج: فى كل الصحف التى عملت بها وغيرها مما لم تذكره مثل الشرق الأوسط اللندنية وهيئة الإذاعة البريطانية والقبس الكويتية، ينتمى الصحفيون إلى كافة الاتجاهات السياسية والدينية، حتى جريدة الشعب التى عبرت عن التحالف بين العمل والإخوان كانت تضم خليطا من الصحفيين الإخوان والمنتمين للجماعة الإسلامية والجهاد، ومن الشيوعيين والناصريين.
س: ما هو موقفك من الإخوان؟
ج: أنا ضد أى جماعة تتخذ الدين ستارا لتنفيذ أهداف سياسية.
س: لماذا لا تهاجم الأقباط؟
ج: لا يوجد شخص أو جماعة فى الحياة فوق النقد باستثناء الرسل والأنبياء، لأنهم معصومون من الخطأ.
س: ادعوك لكى تكتب عن الإخوان وظلم النظام المستبد لهم، ادعوك لتكتب عن المحاكمات العسكرية بعد عام، فماذا يمكن أن تقول؟..وهل يمكن أن تفعلها ؟
ج: أنا ضد محاكمة أى إنسان إلا أمام قاضيه الطبيعى.
س: هل تستطيع أن تنتقد نظام الحكم فى مصر بنفس الأسلوب؟
ج: نظام الحكم ليس على رأسه ريش!
س: من أنت يامن تشجع حرية الإبداع... أى إبداع تتحدث عنه يا مبدع زمانك؟
ج: الإبداع الذى يرتقى بذوق الناس، وبحقهم فى المعرفة واحترام الآخرين.. ولا ادعى أننى من المبدعين والعياذ بالله، إذا كان الإبداع أصبح مرادفا للكفر.
س: أصحاب النفوس الرخيصة يسمون التجاوز والكفر إبداعا.. إذا لم تستح فاصنع ما تشاء؟
ج: والله العظيم أنا أستحى ولا أفعل ما أشاء وأعتقد أن حريتى تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين والمجتمع.
س: من أنت فى قواميس الرجال.. كتاباتك كلها مجرد كلام..اكتب ما شئت وقل ما شئت فهذا زمن الأقزام؟
ج: الحمد لله أن المسألة لم تصل بعد للضرب.. عموما لا أملك إجابة على السؤال.. مع أن طولى يقترب من 180 سنتيمترا!!!!!!!!!
س: هل صارت الصحافة مرتعا للشحاذين؟
ج: لم أفهم ماذا تقصد يا باشا.. ولم أطلب أن تضع يدك فى جيبك وتعطينى شيئا!!
س: ما هو لونك السياسى؟
ج: والله يا باشا أنا أحب الأزرق والموف.. أزرق لون بدلة العمال لأن المحلة هى مسقط رأسى.. والموف لأنى رومانسى حبتين!!
أقفل المحضر فى ساعته وتاريخه، وتنبه على المتهم بالحضور للإجابة على تحقيقات القراء كل يوم على الموقع الإلكترونى لليوم السابع!!!!!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة