"وحشة الأرقام الأولى" رواية جديدة للكاتب الإيطالى الشاب "باولو جيوردانو" (25 عاما)، صدرت مؤخرا فى المكتبات الفرنسية عن دار النشر "لوسوى".
أحدثت تلك الرواية منذ اللحظة الأولى لصدورها ضجة واسعة النطاق، حيث تجاوز عدد مبيعاتها المليون نسخة، كما حظيت باستحسان جميع النقاد، الأمر الذى أهلها للحصول على جائزة "ستريجا" القيمة.
تدور أحداث الرواية حول طفلتين تقاومان بشدة أشباح طفولة بائسة وقاسية. وقد نجح بالفعل الراوى فى رصد رحلتى كل من "اليس" و"ماتيا" فى الحياة، بدءا من مرحلة الطفولة حتى المراهقة وما تخللها من صدمات قلبت طفولتهما رأسا على عقب.
إحدى بطلات الرواية "اليس" والتى كانت ترزح تحت السطوة الأبوية كانت قد تعرضت لحادث أثناء تزلجها على الجليد مما زاد من معاناتها، فى حين كانت "ماتيا" البطلة الثانية تعانى من شعور كبير بالذنب لمسئوليتها عن اختفاء شقيقتها الصغرى العاجزة بعد أن تركتها للحظات فى إحدى الحدائق.
وهكذا يتنقل الرواى من مشهد إلى آخر لينقل إلينا حجم معاناتهما ورفضهما لهذا العالم، بحيث ينتهى بهما الأمر إلى التقارب أملا فى تضميد الجراح المشتركة.
"جيوردانو" وما يتمتع به من نضوج ومقدرة فائقة على السيطرة على الأحداث، برهن على حساسية فائقة، لاسيما أنه برع فى إظهار عجز الآباء عن الاضطلاع بمسئوليتهم تجاه الأبناء، مما يدفع بهؤلاء إلى إيجاد وسيلة للفرار نحو عالم من الأشباح.
وبالرغم من الطابع المأساوى للرواية، إلا أن الكاتب استخدم أسلوبا بسيطا يشوبه السخرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة