كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن عملية واسعة النطاق للإتجار فى الشهادات، حيث دفع مئات من الطلبة الصينيين المقيدين فى معهد إدارة الشركات بجامعة تولون الفرنسية مبالغ مالية للحصول على شهادات.
وقالت الصحيفة اليوم، الخميس، إن مدير المعهد بيير جنس أقر بأن طالبا صينيا عرض عليه فى بداية عام 2009 رشوة قدرها 100 ألف يورو مقابل حصول نحو ستين طالبا صينيا على دبلومات وشهادات ودرجات ماجستير.
ونقلت "لوموند" عن مصدر وثيق الصلة بالتحقيق أن عملية تزوير الشهادات جارية منذ أربع سنوات، وتسجل ارتفاعا مطردا, موضحا أن سعر الشهادة المزورة يبلغ 2700 يورو، ولكن الأسعار يمكن أن تتفاوت. وأضاف أن طالبا باع بمفرده خلال عام 2008 ما يقرب من 300 شهادة، وأن بعض الطلبة الصينيين فى معهد إدارة الشركات قد أبلغوا أساتذتهم وسفارتهم بهذه الممارسات، وقدم اثنان منهم شكاوى إلى مركز الشرطة.
وأكدت الصحيفة أن إدارة جامعة تولون بدأت التحقيقات منذ شهرين، وأن العناصر الأولية للتحقيق الداخلى أثارت دهشة المسئولين، حيث كشفت الإحصاءات عن ارتفاع نسبة نجاح الصينيين مقارنة بالجنسيات الأخرى، فضلا عن قبول نسبة 100% من الطلبة الصينيين فى الدراسات العليا لإدارة الأعمال مقابل 60 أو 70% للجنسيات الأخرى بما فى ذلك الفرنسيون.
ونسبت "لوموند" إلى نائب رئيس جامعة تولون بيير سانس قوله: "إن جامعة تولون - التى تضم 650 طالبا صينيا وهو رقم يتجه إلى الارتفاع باستمرار-استقبلت مائة طالب صينى جديد هذا العام وأن معظمهم - للأسف – لا يتحدث اللغة الفرنسية".
وأشارت إلى أن الحصول على التعليم فى الصين يقوم على أساس انتقائى للغاية، ومن ثم يسعى عدد كبير من الشباب لمواصلة تعليمهم فى الجامعات الأجنبية، ولهذا الغرض يتوجهون إلى وكالات تتكفل بإعداد الملفات وتأشيرات الدخول وغيرها من الإجراءات مقابل حصولها على مبالغ مالية.. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت إحدى هذه الوكالات قد طرحت فى السوق صفقة متكاملة تشمل ضمان تسليم الشهادة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن رجال الشرطة استمعوا خلال الأسابيع الماضية إلى أقوال عدد من العاملين فى معهد إدارة الشركات والطلبة، وأن العديد منهم أشار إلى احتمال حدوث عمليات تزوير فى جامعات بوولاروشيل وبواتييه وجامعة أخرى فى المنطقة الباريسية, مؤكدة أن هذا التحقيق المعقد سيستغرق بعض الوقت حتى يتسنى تحديد ملابسات القضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة