تقول «إفراج» 33 سنة: كنت الابنة الصغرى فى العائلة، وكنت أشعر دوماً أننى «خادمة البيت», فحين كان عمرى ست سنوات كان مطلوباً منى أن أساعد أمى فى كل شىء, وكنت واعية بكل شئ، بداية من كراهية أمى لى وانتهاء بسماعى «تريقة» إخوتى علىّ, وكنت أتساءل بينى وبين نفسى ولا أجد إجابة: هل أنا ابنة حقيقية لهذه السيدة أم ماذا..
كنت أحب جارتى, ولكننى أحببت أخاها أكثر منها, وهو أيضاً أحبنى, واتفقنا على الزواج, حتى أحضر خالى لى عريسا أكبر منى بـ 25 سنة ولديه 4 أبناء, وبيت ملك, ومصنع أحذية, وأقنع أهلى بأن العريس «لقطة»، فحاولت الهروب مع جارى والزواج بعيداً, إلا أن أهلى عرفوا مكانى وكان جزائى أن تحول جسمى بأكمله إلى اللون الأزرق، وتمت الخطبة، وبعد شهرين تم عقد قرآنى على الرجل العجوز, وسافرت إلى بيت زوجى لكى نسكن مع زوجته وأولاده.
كان بخيلا، يعطى كل واحد فى البيت جنيهاً فقط لزوم الإفطار والغداء، وعندما يحضر ليلاً يحضر العشاء معه, وكانت ضرتى هى التى تصبرنى بكلامها ومعاملتها الطيبة.
تواصل إفراج حديثها عبر البلكونة: حملت وأصبت بأنيميا شديدة فى الحمل ولم يعرنى أى اهتمام, أنجبت طفلة وسميتها دنيا أملاً فى تغيير دنياى, ولكن ما كنت أعانيه أنا بدأت ابنتى تعانيه من بخل والدها وقررت عدم الإنجاب مرة أخرى حتى لا أنجب طفلاً آخر أضعه بيدى فى هذا العذاب, ولكن زوجى كان يضربنى لكى أنجب مرة أخرى وبالفعل أنجبت «أمنية», وانتقلنا إلى شقة مستقلة بمدينة نصر, وكان يقدمنى للجيران على أننى المدام الصغيرة, ولأننى مقيمة بمفردى فهو يغلق علىّ باب الشقة بالمفتاح عندما يذهب إلى العمل.
نعيش أنا وبناتى «دنيا» و«أمنية» بـ 2 جنيه ثمن الإفطار والغداء, وننتظره حتى يعود بالعشاء, كل علاقتى بالدنيا بلكونة وسبت أنزله لجارتى لكى تضع لى فيه وجبة جيدة، وأتبادل معها الونس والتواصل, ولكن تبقى حقيقة أعيشها يومياً, وهى أننى حبيسة بيت مغلق بكالون ست سكات, وقفل من الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة